باحث فرنسي يكشف أسباب الغزو التركي لليبيا
البرلمان التركي صادق الخميس، على مشروع قرار يسمح بإرسال دعم عسكري إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الليبية ومليشياتها في طرابلس.
اعتبر توماس بييريه الباحث الفرنسي بالمركز القومي للبحوث العلمية، المتخصص في الشأن السوري، أن هناك عدة مآرب حقيقية من تحرك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نحو غزو ليبيا.
وأشار بيريه لإذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية، إلى أن أردوغان يطمع بالسيطرة على ثروات المتوسط، ولديه مشروع للامتداد الجيوسياسي لتركيا في شمال أفريقيا، بالإضافة إلى تمويل الجماعات الإرهابية في المنطقة.
وقال الباحث الفرنسي إن أردوغان وقع اتفاقية عسكرية في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، مع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، لتعزيز دعمه لحكومة طرابلس.
وأوضح أن مشروع الرئيس التركي أمام مجلس النواب للحصول على موافقة الغزو التركي لليبيا، يعكس مخاوفه من التحركات في البحر المتوسط وشمال أفريقيا مهددة".
- إذاعة فرنسية: الإرهابي بلحاج وسيط أردوغان لنقل مرتزقة ليبيا
- لوموند: طرابلس انتحرت دبلوماسيا بالتحالف مع تركيا
مطامع شرق المتوسط
وأضاف أن "الغزة التركي لليبيا بالنسبة لأنقرة مسألة وجودية، لتحقيق مطامع أردوغان في منطقة شرق البحر المتوسط"، موضحاً "أن أردوغان كرس جهود بلاده عسكرياً ودبلوماسياً، لعدم المجال مفتوحاً أمام الدول المنافسة له في المنطقة".
ووفقاً للباحث الفرنسي، فإن "هدف هذا العدوان التركي يتمثل في الدفاع عن المصالح الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة، ولولا ذلك ما كانت أنقرة ستبرم أبداً اتفاقية تعاون عسكري مع حكومة طرابلس".
وأوضح بييريه: "قبل عام 2011، كانت أنقرة تستثمر 30 مليار دولار في ليبيا، حيث يعد السوق الليبي بوابة تركيا إلى أفريقيا، لذلك من غير المعقول أن يخسر أردوغان هذا السوق، وتريد أنقرة زيادة استثماراتها وصادراتها إلى ليبيا، وذلك باللعب بورقة استعدادها للمشاركة في إعادة إعمار ليبيا".
ولفت بييريه إلى تصريحات أردوغان التي تكشف نواياه الحقيقية وأطماعه، بأنه لا حل في ليبيا بدون تركيا، رغم بعدها الجغرافي عنها، موضحا أن "أنقرة التي عارضت تدخل حلف شمال الأطلسي "الناتو" في ليبيا عام 2011، تريد اليوم أن تكون جزءًا من الحل في الأزمة، ولكن في حقيقة الأمر أنه هناك عدة مآرب سياسية واقتصادية لهذا الغزو".
التوسع الجيوسياسي
وأشار الباحث الفرنسي إلى أن "أردوغان فشل في حشد الدعم الدولي والإقليمي في معركته الوهمية لتحقيق أطماعه"، مضيفاً "أنه سعى للحصول على دعم دولتين متجاورتين إلى ليبيا هما تونس والجزائر، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل بتبني تونس سياسة الحياد في الأزمة الليبية، كما أن الجزائر تعارض بشكل قاطع أي تدخل عسكري في ليبيا".
أما بالنسبة لمصر التي تهدد مصالحها بشدة بسبب التدخل التركي في ليبيا، فقد ضاعفت من الاتصالات الدولية لمواجهة أنقرة، وحذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من أن "ليبيا مسألة أمن قومي بالنسبة لمصر"، كما حذرت القاهرة وباريس من التصعيد الإقليمي، وفقاً للباحث الفرنسي.
دعم الجماعات الإرهابية
ويرى بييريه أن دعم وتمويل الجماعات الإرهابية وتحديدا تنظيم الإخوان، أحد أبرز أسباب التدخل التركي في ليبيا.
وأشار الباحث الفرنسي إلى أن إسقاط الإخوان في تونس ومصر والسودان وسوريا، أسهم في تسريع وتيرة تدخله في ليبيا عبر حكومة السراج.
وتابع: "أنقرة بدأت بالفعل في إرسال إرهابيين سوريين إلى ليبيا، لتأسيس ميليشيا من المرتزقة على خطى الجيش السوري الحر الذي أسسته تركيا في بداية الأزمة السورية عام 2011، والذي يجمع ميليشيا مسلحة مختلفة".
وأوضح بييريه أنه يجري الحديث عن ولادة تنظيمات إرهابية جديدة في ليبيا مدعومة من تركيا لنشر الفوضى وتسهيل عملية الغزو التركي، مشيراً إلى أن هذه التنظيمات الإرهابية والمرتزقة تستخدمهم تركيا دائماً لطموحاتها الإقليمية.
وصادق البرلمان التركي في وقت سابق الخميس، على مشروع قرار يسمح بإرسال دعم عسكري إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الليبية ومليشياتها في طرابلس.
وصوت 325 نائبا مقابل 184 لصالح مشروع القرار الذي جاء بعد أن طلبت حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج المساعدة لوقف عملية تحرير الجيش الوطني الليبي العاصمة طرابلس من قبضة المليشيات الإرهابية.
والإثنين، دعا رئيس البرلمان التركي الجمعية العامة للبرلمان إلى اجتماع يوم 2 يناير/كانون الثاني الجاري، لمناقشة مذكرة رئاسية حول تفويض إرسال جنود إلى ليبيا، وكان أردوغان قد أعلن سابقا أن إحالة المذكرة للبرلمان ستكون يوم 8 يناير/كانون الثاني الجاري.