لوموند: "قناة إسطنبول" درب جديد من دروب جنون عظمة أردوغان
الصحيفة الفرنسية تكشف أن أسرة أمير قطر استحوذت على قطعة كبيرة من الأرض مطلة على القناة لتحقيق أرباح خيالية من بيع شقق فاخرة تبني عليها.
سخرت صحيفة "لوموند" الفرنسية من إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على المضي قدماً في مشروع "قناة إسطنبول الجديدة" على مضيق البوسفور، في ظل الأوضاع الصعبة التي تشهدها البلاد والأثر السلبي للمشروع على الصعيد البيئي والاقتصادي، في درب جديد من دروب جنون العظمة الذي يعيش فيه أردوغان.
وتحت عنوان "قناة البوسفور الجديدة أحدث بِدَع أردوغان" قالت الصحيفة الفرنسية إنه "وسط هشاشة الأوضاع الداخلية وتراجع شعبية أردوغان، والأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا، والانشقاقات في الحزب الحاكم، يريد الرئيس التركي استعادة شعبيته بمشروعات عملاقة أشبه لا لزوم لها وغير مدروسة، لاستعادة شعبيته.
- هربا من جحيم أردوغان.. "رقم قياسي" لطالبي اللجوء الأتراك لألمانيا
- إمام أوغلو: "قناة إسطنبول" لا تقارن بنظيرتها المصرية وتدمر الطبيعة
ورأت الصحيفة الفرنسية أنه حرصا من أردوغان على ترك بصمته في إسطنبول، المدينة التي كان رئيس بلديتها وشهدت نشأته السياسية، وخسرها خلال الانتخابات الأخيرة في يونيو/حزيران الماضي"، يريد الرئيس التركي لإعادة إطلاق مشروع بنيته التحتية المفضل بإنشاء "قناة اسطنبول"، مضيق البوسفور الثاني.
ولفتت "لوموند" إلى أن الوعد الانتخابي لأردوغان الذي أعلنه للناخبين عام 2011 بإطلاق ذلك المشروع الضخم، لم يتحقق حتى الآن بسبب الأزمة الاقتصادية، والتكلفة الباهظة للمشروع والتي تقدر بنحو 14 مليار يورو، قبل تخفيض قيمة الليرة التركية في عام 2018.
وأوضحت أنه "على الرغم من أنه على ما يبدو أن هذا المشروع دخل طي النسيان ولكن هذا الأمر لم يحدث".
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه على الرغم من الآثار البيئية والاقتصادية السلبية الناجمة عن تشييد تلك القناة، وسعي رئيس بلدية إسطنبول المعارض لوقف البدء في هذا المشروع الذي سيضر البلاد بيئياً واقتصادياً، إلا أن أردوغان أقسم بالمضي قدماً في هذا المشروع.
تحذير جديد لأردوغان.. صندوق النقد يطالب تركيا بإنقاذ مصداقية المركزي
وأضافت "لوموند": "على الرغم من عدم البدء في عمليات البناء إلا أن إعلانات بيع الأراضي والممتلكات قد بدأت بأسعار مرتفعة، يروج لها مقربو أردوغان وحزب العدالة والتنمية من مدينة دوروسو، على ساحل البحر الأسود، إلى مدينة كوجك جكمجة على بحر مرمرة، كما يروجون الملصقات في كل مكان لبناء شقق فاخرة تطل على القناة.
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن تلك الإعلانات أغرت أسرة أمير قطر تميم بن حمد، الحليف الثابت لأردوغان، ما أدعى إلى استيلاء والدته الشيخة موزة على قطعة كبيرة على حافة مضيق البوسفور القناة الجديدة المستقبلية.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإن المسؤولين الأتراك لم يتوقفوا خلال الفترة الأخيرة عن التحدث عن هذه القناة، زاعمين أنه بعد التوصل للدراسة البيئية تستعد الحكومة التركية رسمياً لإطلاق تلقي العروض لتشييد القناة، وفقاً لما ذكره وزير النقل والبنية التحتية التركي جاهد طوران.
ووصفت الصحيفة الفرنسية مشروع قناة إسطنبول بأنه درب من جنون العظمة الذي يعيش فيه أردوغان، إذ يهدف إلى حفر ممر مائي اصطناعي طوله 50 كم وعرضه 100 إلى 200 متر وعمق 25 مترا، بين البحر الأسود وبحر مرمرة، غرب مسقط رأس العاصمة العثمانية السابقة، وبهذه الطريقة سيتم تحويل الجزء الأوروبي من إسطنبول إلى جزيرة.
وفي وجهة نظر أرودغان فإن هذا المشروع الضخم مسألة حياة أو موت، في ظل ضعف الأوضاع الداخلية، والانقسامات داخل حزب "الحرية والعدالة" (الحاكم)، كما أن الرئيس التركي الذي يتظاهر بالتماسك لديه حاجة ملحة لاستعادة شعبيته التي فقدها، حسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان يريد تحقيق ذلك من خلال إعادة إطلاق المشروعات الكبرى في عهده، والذي بدأ منذ 17 عاماً، استثمرت تركيا خلالها عشرات المليارات من الدولارات في البنية التحتية العملاقة، بما في ذلك مطار ضخم في إسطنبول، وجسر جديد يمتد عبر مضيق البوسفور".
وتابعت "ناهيك عن مسجد كامليكا الضخم في إسطنبول، والذي تصل سعته لـ60 ألف شخص، أي ما يعادل استاد فرنسا، وآخر صيحاته هذه القناة الجديدة، معتبرة أن تلك المشروعات الضخمة لا تتسبب في نهضة حقيقية للبلاد التي تعاني أزمة اقتصادية".
aXA6IDMuMTM5LjIzOS4xNTcg
جزيرة ام اند امز