قد يبدو للوهلة الأولى أن لا علاقة تربط بين هذين الطرفين، غير أني أرى فيهما رمزا موجزا للفارق بين السياستين القطرية والإماراتية وما آلت اليه الأوضاع مؤخرا من تأزم بين قطر ودول مجلس التعاون الخليجي
قد يبدو للوهلة الأولى أن لا علاقة تربط بين هذين الطرفين، غير أني أرى فيهما رمزا موجزا للفارق بين السياستين القطرية والإماراتية وما آلت اليه الأوضاع مؤخرا من تأزم بين قطر ودول مجلس التعاون الخليجي، والذي امتد ليشمل مقاطعة دول عربية أخرى متزايدة لقطر وسياستها الرعناء.
قناة الجزيرة التي سارت منذ تأسيسها في العام 1996 على تجسيد السياسة القطرية الرعناء، ما انفكت يوما عن تحريض الأنظمة والشعوب ضد بعضها بعضا، لا لشيء إلا لتلعب دور الوسيط في تلك النزاعات التي تفتعلها بكل خبث وغباء لتقول لإيران وتركيا ومرشد الإخوان المسلمين، إنني خير معتمد لكم ومعين
ما كنت لأتعرض لتلك المقارنة لولا انبراء قناة الجزيرة في تقارير جائرة لها حول ما حققته قطر من تقدم ورفاه مقارنة بالإمارات، لأسجل هنا شهادة حق تلمسها كلّ إنسانٍ مر يوما أو أقام على أرض "زايد" الخير والعطاء، الذي سنّ في بلده الطيبة سنةً حسنةً سار عليها حكام الإمارات من بعده حتى يومنا هذا، سياسةٌ قائمةٌ على غرس المحبة والتعايش السلمي والاعتدال والأمل الدائم بغدٍ أجمل، نجم عنها مجتمع التآخي الذي ضم شعوب الارض قاطبة على أرض الإمارات، في فسيفسائية جميلة، يكفيك أن ترقب يوما "عيد الاتحاد الاماراتي" من أعلى قمة في العالم (برج خليفة) لترى البهجة والسعادة والسرور في أعين الملايين، من كل عرق ولونٍ ودين.
إنه مشهدٌ انساني فريد، لم يأتي خبط عشواء، أو تنزل على الإماراتيين الأشقاء من السماء، بل تم صناعته فوق أرض جرداء، حتى أينع وبلغ عنان السماء. إنه النهج القويم الذي أسس له بفكره الرشيد المستنير، باني دولة الامارات، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، حين سأله أحد الفقهاء، عند لحظة التدشين، عن المذهب الفقهي الذي سيسير عليه المجتمع الاماراتي في دستور الاتحاد، فما كان جوابه "رحمه الله" إلا أن قال " انظروا أيها الأيسر على العباد" فالمؤمن لديه دين اليسر، والحكمة ضالته يأخذها أنى وجدها.. والخلق عيال الله أحبهم إليه أنفعهم لعياله.
من هنا بدأت شعلة النهضة والبناء في الإمارات، التي جعلت اليوم ملايين الأوروبيين والأمريكيين وغيرهم في أصقاع العالم البعيدة، يعرفون "الإمارات".
أما قناة الجزيرة التي سارت منذ تأسيسها في العام 1996 على تجسيد السياسة القطرية الرعناء، فما انفكت يوما عن تحريض الأنظمة والشعوب ضد بعضها بعضا، لا لشيء إلا لتلعب دور الوسيط في تلك النزاعات التي تفتعلها بكل خبث وغباء، لتقول لإيران وتركيا ومرشد الإخوان المسلمين، إنني خير المعتمد لكم والمعين، على إنفاذ منهج الشياطين والإخوان المسلمين، وكل عبد مهين، طارئ على الإسلام، للتفريق بين الشعوب ونهضتها، بين الأمة ووحدتها، بين الشريعة وسماحتها، وها هي اليوم تحصد ما زرعت يداها، لأن الله تعالى عدلٌ ولا يخلف الميعاد، وإنه للمفسدين دوما بالمرصاد، فهو القائل وعز من قال:
"فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة