بات من الواضح إصرار القيادة القطرية على هدم أعمدة الخليج من خلال التآمر والخيانة والإرهاب ودسائس التضليل الإعلامي لأدواتها الإعلامية التي تتبنى خطاب الفتنة والتفريق، والتي تنفق عليها الحكومة القطرية أضعاف ما يتم إنفاقه على الشعب القطري وبرامج التنمية
تدأب الدوحة في تبنّي كل ما من شأنه زعزعة أمن ووحدة البيت الخليجي ووضع مستقبله على المحك، ففي الوقت التي باءت به كل محاولات ومساعي قوى الشر والتطرف في المنطقة في النيل من وحدة الخليج العربي ومناعته بالفشل، تخرج علينا قطر حاملة بالوكالة عن هذه القوى معول الهدم والخراب الذي طالما حطمه الوعي الخليجي شعباً وقيادة، في محاولة بائسة من أعداء المنطقة والإنسانية لتحقيق ما عجزوا عنه طوال العقود الماضية من خلال تسخيرهم للقيادة القطرية المسلوبة سياسيا في تنفيذ أجنداتهم المسمومة وبرامجهم الظلامية بالإنابة عنهم، لتنتقل ساحة المواجهة إلى الداخل الخليجي الذي أدرك مبكراً مغبة السياسة القطرية الرعناء في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية، وسعى جاهدا لإعادتها إلى المسار الصحيح وإنقاذها مما هي فيه من تخبط وتبعية تقودها إلى ما لا تحمد عقباه.
بعد انكشاف النوايا الخبيثة لقيادات قطر وإزاحة القناع عن حجم الانحطاط الذي وصل بها إلى إدارة حملات منظمة لتشويه وتزييف الحقائق في دول الأشقاء بهدف زعزعة أمن هذه الدول وتقويض النظام فيها، بات من الواضح جليًّا إصرار القيادة القطرية على هدم أعمدة الخليج من خلال العمالة والتآمر والخيانة والإرهاب ودسائس التضليل الإعلامي لأدواتها الإعلامية التي تتبنى خطاب الفتنة والتفريق والتي تنفق عليها الحكومة القطرية أضعاف ما يتم إنفاقه على الشعب القطري وبرامج التنمية، ويتضح ذلك من خلال تجييش الدوحة لمئات المرتزقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التشكيك بدور الكويت الذي تلعبه لإعادة قطر لمسارها الصحيح رغم ما عانته من تآمر حكومتها، فدولة الكويت الشقيقة وبحكم التاريخ القاسي للاجتياح العراقي الغاشم لأراضيها، جعلها تلعب دور الوسيط لإيمانها بأهمية الخليج لها ولاستقرار المنطقة في ظل اعتبارات جغرافية وجيوسياسية تجعلها عرضة لمخاطر إيران وميلشياتها في العراق وغيره!. ولا شك أنها ستنحاز لأشقائها بعد انقضاء المهلة لعدم احترام وساطتها.
بات من الواضح إصرار القيادة القطرية على هدم أعمدة الخليج من خلال التآمر والخيانة والإرهاب ودسائس التضليل الإعلامي لأدواتها الإعلامية التي تتبنى خطاب الفتنة والتفريق والتي تنفق عليها الحكومة القطرية أضعاف ما يتم إنفاقه على الشعب القطري وبرامج التنمية
الدوحة لم تكتف بالتشكيك بالدور المشرف لدولة الكويت والمزايدة عليه من خلال وصف سياستها في التعامل مع الأزمة بالضبابية بل ضربت بالأعراف الدبلوماسية عرض الحائط بتسريبها قائمة المتطلبات التي تسلمتها من مبعوث الشقيقة الكويت، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير من خلال إقحامها لسلطنة عمان الشقيقة في الموقف، وخلق الأكاذيب بشأن سياستها الخارجية وتحيّزها للموقف القطري. فجميعنا يدرك جيداً المواقف السياسية الثابتة لسلطنة عمان تجاه قضايا المنطقة، وإن اختلفت أحيانا مع توجهات دول المجلس، إلا أنها لا تهدد أمن واستقرار جيرانها في الخليج، لإيمانها المطلق بقدسية الحفاظ على مقتضيات الأمن الخليجي والعربي، وجميعنا يدرك كذلك طبيعة العلاقات الوثيقة والروابط الاجتماعية والثقافية العريقة التي تجمعنا بالشقيقة عمان، فهي اليوم وما يحتمه عليها ثقلها السياسي تلعب دورا مهما في ترسيخ الوحدة الخليجية والمحافظة على مجلس التعاون الخليجي، فالحفاظ على وحدة الخليج هو أولوية لا هوادة فيها، وإن استدعت الضرورة إلى عزل قطر فالعضو الذي لا يرجى شفاؤه مصيره البتر لينجو باقي الجسد. ونتطلع لدعمها الأصيل لمجلس التعاون بعد انقضاء المهلة واستنزاف كافة الوسائل الدبلوماسية والوساطة لردع قطر عن مساعيها الهادفة للإضرار المتعمد لوحدة وأمن الخليج على مدى عشرين عاماً.
اليوم ونحن نقف على مشارف انتهاء المهلة التي تم منحها لقطر للرجوع عن نهجها المريض وعودتها إلى الصف الخليجي من خلال الموافقة على قائمة المطالب، لا بد لنا من الإجابة على تساؤل يؤرق القيادة القطرية رغم إدراكها لإجابته والنتائج الوخيمة المترتبة على ذلك في حال رفضها للقائمة، ويطرحه بشغف كل من يتابع هذه الأزمة التي صنعتها الحكومة القطرية برعونتها، ماذا بعد المهلة؟!!، ربما طرد قطر من مجلس التعاون الخليجي وسحب الثقة عن تميم قطر وزبانيته وحكومته والاعتراف بالمعارضة القطرية كممثل شرعي وحيد للشعب القطري الشقيق، وفرض جملة من العقوبات الاقتصادية بإسناد أممي الأمر الذي تراهن قطر على فشله متذرعة بإسرائيل والفيتو الروسي التي فات الدوحة بأنه لم يقِ موسكو من فرض عقوبات على نفسها، ولم يعد ذا جدوى خاصة في ظل تغير السياسة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب وعزمها على اجتثاث الإرهاب وتجفيف منابعه.
وعليه يكفي دول الخليج المتوحد بعد قطر أن تحشد دعم الاتحاد الأوروبي ودول عظمى في فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية والأمنية وتجفيف منابع قطر التي تسخرها الحكومة القطرية لتمويل الإرهاب وفق الأدلة الثابتة على رعايتها واحتضانها للإرهاب. ولا ننسى أن فرض عقوبات على مصادر الطاقة القطرية يعني شل الحياة القطرية وبذلك تكون الحكومة القطرية كمن نفذ حكم الإعدام في شعبه ومن ثم انتحر من أجل الإخونجية والفرس والصهاينة.
إخراج قطر من مستنقع إيران سيأخذ منحى آخر إذا ما رفضت الحكومة القطرية قائمة المطالب، فقطر بالنسبة لنا هي الشعب الشقيق وليست الحكومة العميلة والنظام الخائن والذي خار من الكيس والقراطيس لأن الشق أكبر عن الرقعة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة