شعب قطر الشقيق أفاق من نومه فجأة ليسمع إعلام حكومته يقول له لقد حوصرنا من أشقائنا الخليجيين الطامعين في خيراتنا وأموالنا، ولأن الشعب القطري يعرف بالطيبة والقلب الأبيض على الرغم من التشويه الذي يحاول مرتزقة الإعلام القطري أن يعكسوه لنا من خلال تلك الوجوه ا
شعب قطر الشقيق أفاق من نومه فجأة ليسمع إعلام حكومته يقول له لقد حوصرنا من أشقائنا الخليجيين الطامعين في خيراتنا وأموالنا، ولأن الشعب القطري يعرف بالطيبة والقلب الأبيض على الرغم من التشويه الذي يحاول مرتزقة الإعلام القطري أن يعكسوه لنا من خلال تلك الوجوه التي تطل علينا في الجزيرة وغيرها وتنفث سمومها على دول الخليج، فإنه من قوة الصدمة لا يزال غير مستوعبٍ لما حدث وما هي أسباب المقاطعة، ورغم كل الأدلة التي تقف في وجه حكام قطر الخونة إلا أنك تجده يبحث هنا وهناك عن خبرٍ معاكس حتى ولو كان مصدره واتساب بينه وبين "واحد من الربع ".
المواطن القطري يعتقد بأن المقاطعة سببها لبن المراعي أو الدخل الفردي للمواطن القطري أو متجر هارودز في لندن أو طيران القطرية، سذاجة لأبعد الحدود لا ذنب للشعب القطري فيها، فهذه نظرية قديمة تبناها حمد بن خليفة في تأسيس دولته الجديدة بعنوان "شبع بطنه تعمي عينه"، وهذا ما حدث فعلاً .
فهل يعلم المواطن القطري أن حكومة بلاده تتبادل الزيارات علناً وخفيةً مع إسرائيل؟
هل يعلم بأن حكومة بلاده مولت حملة الانتخابات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، واتهمت قناة الجزيرة السعودية بذلك؟
هل يعلم حجم الدمار الذي حل بالعباد والبلاد في شتى بقاع الأرض بسبب الريال القطري؟
هل يعلم المواطن القطري أن مبنى قناة الجزيرة القطرية يوجد به مكتب خاص لعملاء الاستخبارات الإسرائيلية؟
هل يملك المواطن القطري تفسيراً لهذا الكم الهائل من عدد المجرمين المتواجدين على أرضه ويضاهي النعيم الذي يعيشونه ما يعيشه ابن قطر؟
هل يدرك المواطن القطري من هم أولئك المرتزقة الذين يتصدرون مشهد الدفاع عن وطنه؟
تصريحات القيادة القطرية لا تُسمن ولا تغني من جوع طالما أن الريال القطري يسير نحو الهاوية وهذا ما أضحى واضحاً للعيان، دون حاجة للبحث في ملفات الاستخبارات وأجهزتها السيادية هنا وهناك
سألت قبل أيام أحد أصدقائي القطريين من الأسر المعروفة والتي لأوليائها نفوذ لدى القيادة القطرية حين أراد مناقشتي في الأزمة والمقاطعة فكان سؤالي له هل تعلم من هو عزمي بشارة؟ وما هي وظيفته ودوره في قطر؟ فأجابني " شنو ذي عزمي " !!
فقلت له انتهى النقاش .
المواطن القطري يغذيه الإعلام القطري الذي يدار من قبل خلايا عزمي بشارة وأولياء التنظيم الإخونجي بطريقة سلبية يصورونه فيها أنه بسبب حقد الإمارات والسعودية والبحرين ومصر سوف يقف يوماً ما في طوابير يحمل عشرات آلاف " الكراتين" من الريال القطري، ليشتري صندوق برتقال !!
وأنه سوف يأكل فتات الخبز الذي يقبع بين فواصل الأرصفة، فيتبادر إلى ذهنه المشهد العراقي والسوري واليمني والليبي، ويصور له أن هذا الحال سينطبق عليه إذا شابه تلك الشعوب في الوقوف ضد نظام عزمي بشارة، فيهب مسرعاً "مع الخيل يا شقرا" ليدافع عنه بأي طريقة وبأي أسلوب بما تلقفه من خبر كاذب ومعلومات مغلوطة، ويروج بعضهم لبعض أن قطع العلاقات مع قطر قد أفادها أكثر مما أضرها، فيصدقون أن الاقتصاد انتعش وأن سعر الريال القطري مقابل الدولار قد ارتفع 10% مقابل العملات الأخرى، وأن السياحة في ازدياد وتذاكر القطرية للطيران محجوزة بالكامل !!
اليوم ومع قرب انتهاء المهلة تطل القوة السياسية للدول التي أعلنت المقاطعة مع قطر برأسها رويداً رويداً في إشارة تنويه للقيادة القطرية بحتمية الأمر القادم إن لم تستجب للمطالب والشروط التي قدمت إليها، فشركات الصرافة حول العالم بدأت بالتخوف من استقبال الريال القطري الذي من المتوقع أن يتعرض لأشد هبوط في قيمته منذ عقود في حال انتهاء المدة وفرض العقوبات الاقتصادية على قطر المرافق للملفات التي ستعمل على كشفها الدول المقاطعة للعالم أجمع، والتي تثبت تورط قطر في دعم الإرهاب .
تصريحات القيادة القطرية لا تُسمن ولا تغني من جوع طالما أن الريال القطري يسير نحو الهاوية بسبب اتهامه بدعم الإرهاب، وهذا ما أضحى واضحاً للعيان، دون حاجة للبحث في ملفات الاستخبارات وأجهزتها السيادية هنا وهناك، ففي أقل من شهر من مقاطعة قطر والرقابة المشددة على الريال القطري، أعلنت العراق إعدام تنظيم داعش وانتهاء خطره من بلاد الرافدين، فلم تعد البعوضة تجد مستنقعاً تعتمد عليه بعد أن جففت أشعة الشمس قطر وإرهابيها .
الحزم والعزم اجتمعا على حسم الأمور ولا مفر يا قطر من الرضوخ للوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والإرهاب، فلن يستطيع الوطن العربي التخلص من براثن التخلف والجهل والقتل والدمار طالما أن دوحة الإرهاب تمارس دور العملة ذات الوجهين، فإما أن تختار قطر عروبة صادقة سليمة قوية وسطية ومعتدلة أو تفتح باباً آخر لتصرف فيه الريال القطري على الخواجات والآغاوات القادمين لاحتلال قطر بإرادة قادتها وحكومتها، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تطهير قطر مما قامت به من قتل وفساد في الأرض بدعم الإرهابيين والمتطرفين والغدر والخيانة بالشقيق والصديق دون أن تطهر الريال القطري الذي جعل منها دولة لا ترى بعين العالم المجردة إلى قارة في عين الحمدين وعزمي بشارة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة