في الوقت المحدد لها تمت الانتخابات الامريكية واعلنت النتائج في ساعتها وتوقيتها دون تأخير يذكر
في الوقت المحدد لها تمت الانتخابات الامريكية واعلنت النتائج في ساعتها وتوقيتها دون تأخير يذكر، وفي لبنان البلد العربي الصغير ظل صراع انتخابات الرئاسة شهوراً صعبة وظل لبنان بلا رئيس لمدة لم تحدث في أي بلدٍ من قبل.
امريكا بقضها وقضيضها وشعبها ومجمعاتها الانتخابية العديدة انتخبت في ساعة الانتخاب ولبنان الذي ينتخب فيه البرلمان الرئيس بعددٍ لا يُقاس بعدد الناخبين الامريكيين تعطلت العملية الانتخابية لمراتٍ ومرات وبفعل فاعلٍ معروف للجميع هناك ومع ذلك ظل يعطلها حتى تم التوافق سلفاً ودخل «الرئيس» إلى قاعة البرلمان وهو مطمئن لفوزه ورئاسته، فيما أمريكا ظل الصراع الانتخابي محتدماً حتى الساعة الأخيرة ومع ذلك جرت الامور هناك في مواعيدها ولم تجرِ في لبنان حتى تم الاتفاق على المحاصصة ووزعوا الكعكة قبل ان يطبخوها.
في لبنان اتفقوا دون ان ينتخبوا فاختاروا جنرالاً وفي أمريكا انتخبوا دون ان يتفقوا سلفاً رئيساً بليونيراً أعلن أول ما أعلن تخليه عن راتب الرئاسة «400 ألف دولار في العام أو السنة، الرئيس البليونير لا يحتاج لهذا الراتب وكذلك أمريكا لا تحتاج لكنها «حركات» أمريكانية معروفة في صناعة النجم الرئيس.
في دنيا العرب وعالمهم لا يجيدون صناعة النجم الرئيس ولكنهم يجيدون ويتفقون في صناعة النجمة على شاكلة «مريام كلينك» التي لم اسمع بها شخصياً من قبل حتى تابعت جلسة انتخاب الرئيس اللبناني فسمعت اسمها عندما انتخبها ووضع الورقة باسمها أحد النواب المعارضين والرافضين لعون، بحثت عنها فوجدت ما وجدت عن مريام وصورها ومقابلاتها فتأكدت لي شطارتنا وتفوقنا في صناعة نجوم على شاكلة مريام.
لن أنكأ الجراح وأذكر اسماء نجوم تشابه مريام وتتفوق عليها فيما تعرض للجمهور واكتفي بما نحن فيه من مقارنة بين انتخاب الرئيس الأمريكي والرئيس اللبناني الذي رغم انهم اتفقوا وتفاهموا معه سلفاً الا انهم مارسوا معه داخل قاعة البرلمان لعبة حرق الأعصاب فأعيدت «مسرحية» الانتخاب مراتٍ ومرات قبل ان تعلن النتيجة المتفق عليها والمعروفة، وبالاصل لم يكن هناك منافس حتى مريام التي أقحموا اسمها لم تنافس.
فمن ينافس جنرالاً؟؟ وقالوا لنا فيما قالوا انه رئيس لمرحلة انتقالية، ونقول لهم من يجرؤ بعد انتخابه ودخوله قصر بعبدا على اخراجه منه؟؟ هل نذكركم ولاشك انكم تتذكرون كيف اصر على البقاء في قصر الرئاسة حين دخله رئيساً عسكرياً مؤقتاً، فهل يعيد التاريخ نفسه، سؤال ينتظر اجابة الجنرال الرئيس؟
في أمريكا قامت الدنيا هناك ولم تقعد حتى ساعة اعلان النتيجة وفي لبنان لم يشعر احد بالانتخاب وربما لم يتابع المواطن اللبناني النقل المباشر من مجلس النواب لانه يعرف النتيجة قبل ان تُعلن رسمياً، ومضت الحياة اللبنانية العامة وكأن شيئا لا يجري بين ظهرانينها وداخل مجلس نوابها الذي انزعج رئيسه «بري» فصرخ في النواب «العالم عام يتابعنا انتبهوا».
فضحكنا بوصفنا جزءاً من هذا العالم ونحن نعرف النتيجة سلفاً وكذلك «العالم اللي عمّ يتابع»!!.
في وقت متقارب زمنياً تم انتخاب الرئيس اللبناني ثم الرئيس الأمريكي، فمن سيظل مدةً أطول من الآخر؟؟ سؤال في علم الغيب من حيث الحياة والموت، لكنه سؤال في علم الجنرال من ناحية سياسية فكل شيء جائز هناك وكل شيء وارد ومحتمل وعلى العكس في أمريكا فكل شيء متعلق بالانتخابات الرئاسية محدد.
نغلق قوس الانتخابات فما بين قصر بعبدا والبيت الأبيض مسافات ومسافات واحتمالات واحتمالات فدعونا نراقب ونرصد ودعونا نتفاءل ففي كل الأحوال لا نملك في هذا الوضع العالمي السيئ حتى القدرة على التفاؤل أليس كذلك؟؟.
* نقلاً عن " الأيـام "
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة