مكتبة الإسكندرية تفتتح أول سفارة للمعرفة بأوروبا
الدكتور مصطفى الفقي يفتتح أول سفارة للمعرفة بأوروبا بالتعاون مع الجامعة الكاثوليكية بميلانو
افتتح الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، الثلاثاء، لقاء "هبة الاختلاف" ومعرض "ريمني"، في بيت السناري الأثري بالقاهرة التابع لمكتبة الإسكندرية.
وأعرب الفقي عن مدى سعادته بالتعاون مع المركز الثقافي بروما، موضحا أنه بمناسبة مرور 40 عامًا على "لقاء ريميني" ستشارك المكتبة في مهرجان صداقات الشعوب بمعرض كنوز مكتبة الإسكندرية، كما ذكر أن أولى ثمار هذا التعاون افتتاح أول سفارة للمعرفة بأوروبا بالتعاون مع الجامعة الكاثوليكية بميلانو.
وأشار إلى أن هذا التعاون سيؤدي للاهتمام بمصر والثقافة المصرية بإيطاليا، إلى جانب اهتمام المكتبة بالثقافة الإيطالية، حيث بدأت المكتبة في اقتناء مجموعات هائلة لأهم الكتاب والأدباء بإيطاليا، كما صرح أن المكتبة ستبدأ العام المقبل إصدار أولى مطبوعاتها باللغة الإيطالية.
ووجهت إيميليا جوارنييري، رئيس مؤسسة لقاء ريميني للصداقة بين الشعوب، الشكر لمكتبة الإسكندرية وحيَّت جهودها وحرصها على تبادل الثقافات وتذويب الفواصل، وذلك بالتعاون مع منتدى "ريميني" الذي يعقد سنويًا بإيطاليا.
وقصت إيميليا رحلة بابا الفاتيكان إلى مصر العام الماضي وكيف كانت رحلة رسولية قصيرة تحت شعار اللقاء والحوار، وكم كانت تلك الزيارة مثمرة حيث قامت على عدة أجزاء للحوار أولها مع رئيس الجمهورية والحكومة، وثانيها مع شيخ الأزهر والبابا تواضروس، وعن الصداقة التي نشأت بينه وبين شيخ الأزهر منذ ذلك الحين، مما يعد رمزًا هامًا للصداقة بين الشعوب والأديان.
ووضح الدكتور وائل فاروق، أستاذ الأدب العربي بالجامعة الكاثوليكية بميلانو، أن قضية التعددية الدينية لا تشكل عائقًا بأوروبا حيث لا يناقش البعض معتقدات الآخرين، وفي المجتمعات الإسلامية هي أيضًا قضية محسومة، أما الواقع فهو مغاير، ففي الغرب سببت الهجرات واللاجئين إشكالية جديدة بسبب خلق صور نمطية غير حقيقية، وأوروبا في أمس الحاجة إلى حل سريع لتلك المشكلة، كما وضح فاروق أن مصر لها دور ريادي وخبرة في مسألة التعددية.
وتحدث الدكتور روبرتو فونتو، رئيس المركز الثقافي بروما، عن لقاء ريميني منذ عامين باحتفالات ولافتات في روما بعنوان "أنا - الآخر" و"أنت خير مني".
وأكد أن الواجب على المجتمع الإنساني أن يتعايش مع الآخر، ويجب الحفاظ على مساحة من الحوار بين المجتمعات الدينية، وأن التعددية الدينية ليست موروثًا ولكنها تتطلب بذل الجهد المستمر للحصول على التعايش المنشود، وتقع هذه المسئولية على كل فرد داخل المنظومة الإنسانية، وكيف تدعو المواثيق الدولية الآن إلى حق الاعتقاد، ومنها على سبيل المثال ميثاق مراكش عام 2016م والحديث عن المواطنة كمفهوم لتعزيز واحترام العلاقات بين البشر.
وتقدم الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، بشكر الحضور، وأعرب عن سعادته لتنظيم مكتبة الإسكندرية لمثل هذه اللقاءات الهامة، مؤكدًا أنها وصلة حقيقية بين الشعوب والثقافات.
وقال إن التطرف الديني له نتائج كارثية دموية، تدفع إلى معاداة الآخر، لافتًا إلى أننا لا نواجه حاليًا فكر متطرف أو إقصاء للدين فقط ولكن نفوس مشحونة وغاضبة.
ومن جانبه، أكد الدكتور سامح فوزي، رئيس قطاع الإعلام والاتصال بمكتبة الإسكندرية، أن التعددية من منظور المواطنة والتنمية لجميع المجتمعات هي التعددية بين مواطنيها، ويرى من وجهة نظره أن الحل الأمثل هو مشروع مشترك وأمان مجتمعي، وأن الحل ليس فكريًا فقط وإنما يجب إيجاد مصالح متفق عليها على أرض الواقع.
aXA6IDMuMTM1LjIyMC4yMTkg جزيرة ام اند امز