مكتبة الإسكندرية تناقش "الاختلاف أساس المعرفة" مع منتدى ريميني
المشاركون أكدوا أن "المجتمعات التي ضربتها آفة العنصرية هي مجتمعات مريضة هشة لم تستفد من إمكانيات وهبة الاختلاف".
ضمن فعاليات مؤتمر "هبة الاختلاف" بمكتبة الإسكندرية بمصر، عقدت جلسة حوارية بعنوان "الاختلاف أساس المعرفة" الذي تنظمه المكتبة بالتعاون مع لقاء "ريميني" السنوي بإيطاليا، بحضور ماركو بيرسانيللي أستاذ علم الفلك بجامعة ميلانو الإيطالية، والدكتور صلاح فضل نائب رئيس مجمع اللغة العربية بمصر، والدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات المركزية بمكتبة الإسكندرية، وأدار الجلسة الدكتور أشرف فراج، مستشار مكتبة الإسكندرية، والمشرف على إدارة سفارات المعرفة.
- نهيان بن مبارك: الإمارات منارة التسامح في العالم
وعرض ماركو بيرسانيللي؛ أستاذ علم الفلك بجامعة ميلانو، تطور الدراسات الفلكية عبر القرون، والتي بدأت من الحضارة الفرعونية وحضارة بابل في العراق مرورا بالعصور المختلفة، مؤكدا أن السماء جذبت انتباه الإنسان منذ بداية البشرية، وجعلت لديه رغبة في المعرفة والتوسع، ومع تطور البشرية أصبحت تحمل لدى البعض رمزًا دينيًا وروحانيًا.
وأضاف بيرسانيللي، أنه عن طريق دراسة فيزياء النجوم في الوقت الحالي ندرك أن تاريخ الكون وكل مراحل تطوره كانت أساسيه لوجود الأرض، كما أن الإنسان في مركز الكون وهذا ليس من المنظور الجغرافي ولكن من المنظور المعرفي، فهو دائمًا يبحث لمعرفة أسرار ما يدور حوله.
وقال صلاح فضل، نائب رئيس مجمع اللغة العربية، إن البشرية انساقت منذ بداية الخليقة لكي تجعل من الاختلاف الذي بينهم وقودًا للحروب، وجاءت الأديان جميعها لتهدي البشرية إلى أن التغير والاختلاف سبيلاً للتعارف والتكامل، فاختلاف الذكر والأنثى هو سبب بقاء النوع، كما أن تنوع الأمم في الثروات والإمكانيات يؤدي في النهاية إلى التكامل.
وثمَّن فضل دور مؤسسة "ريميني"، مؤكدًا أن ما تقوم به هو قمة ما يمكن أن يصل إليه الوعي الإنساني، وأن الاختلاف طبيعي وغريزي وجهد الإنسان المبدع هو أن يجعله نعمة وهبة وفضل يتمسك به ويحرص عليه ليحقق قيم الإنسانية في الحق والخير والجمال، ضاربًا المثال بالفنون التي تعتمد على هذا المبدأ الجوهري وهو تناغم الاختلافات.
وقال الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات المركزية بمكتبة الإسكندرية، إن مصطلح التسامح لا محل له من الإعراب في المجتمع المصري، ولكن تم استبداله بمصطلح التعايش، إذ أدركت مصر قيمة الاختلاف والتنوع الإنساني؛ وهو ما ظهر في احتضانها للغرباء على مر العصور سواء الأفارقة أو المغاربة، وحديثًا احتضنت الإيطاليين واليونانيين.
وأشار عزب إلى متحف الأديان الذي تعمل مكتبة الإسكندرية على إنشائه، ويحمل شعار "مصر أرض التسامح"، مشددًا على أن المسلمين يحترمون الرموز الدينية بمختلف الأديان، وهذا نابع من إيمانهم بالأديان السابقة الذي يعد أساسا للإيمان بالدين الإسلامي، ولذلك هم يتعايشون معها ويحترمونها.
وفي الختام، أكد الدكتور أشرف فراج، أن المجتمعات التي ضربتها آفة العنصرية هي مجتمعات مريضة هشة لم تستفد من إمكانيات وهبة الاختلاف، وتعيش في أزمة خلق الإرهاب وعدم القدرة على التعايش والتكيّف، عكس المجتمعات التي نجحت في الاستفادة من التنوع بها مثل دولة كندا.
aXA6IDE4LjIyMS4xNjcuMTEg جزيرة ام اند امز