قلق من «حرب عالمية».. كواليس ترقب إدارة بايدن لكارثة «مروحية رئيسي»
يحرك التحطم الدرامي لطائرة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الذي أدى لمقتله، قلقا حقيقيا في واشنطن من أمر واحد: كيف ستتصرف إيران؟.
ووفق مجلة بولتيكو الأمريكية، يخشى مسؤولو إدارة الرئيس جو بايدن، أن تلقي إيران باللوم على الولايات المتحدة أو إسرائيل في حادث تحطم المروحية الذي أودى بحياة إبراهيم رئيسي.
وتراقب إدارة بايدن كيف سيكون رد فعل إيران على الوفاة المفاجئة لرئيسها، وتتوقع أن يستمر الوضع الإقليمي الراهن، بينما لا تزال حذرة من أن يؤدي أي ادعاء إيراني حول مقتل رئيسي، إلى تصعيد التوترات مع إسرائيل.
وفي الوقت الراهن، يتوقع كبار المسؤولين الأمريكيين حدوث تغييرات قليلة - إن وجدت - في سياسات إيران قبل أن تنتخب رئيسًا جديدًا خلفا لرئيسي.
ولا يزال المرشد الإيراني علي خامنئي، البالغ من العمر 85 عاماً، هو ممثل السلطة العليا في البلاد، فيما يلف الغموض السياسي شخصية الرئيس المقبل، وهي عملية مقيدة يسيطر عليها فعلياً القادة الدينيون المتشددون في البلاد.
أما السؤال الأطول أمداً، وهو سؤال من المرجح أن تكون إيران أفضل استعداداً له، فهو من سيخلف خامنئي كمرشد أعلى، إذ كان رئيسي مرشحاً محتملاً للمنصب، لذلك تعقد وفاة الأخير الخلافة.
"لا تغيير"
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن لـ"بولتيكو": ”لا أراهن على أي تغييرات في السياسة“ الإيرانية بعد وفاة إبراهيم رئيسي، واتفق معه 5 مسؤولين آخرين.
وكان ماثيو ميلر، كبير المتحدثين باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قد أعلن أمس، ”التعازي الرسمية“ في وفاة رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، وهو بيان أثار الدهشة بالنظر إلى أن البلدين كانا خصمين لعقود.
وقال ميلر في بيانه: ”بينما تختار إيران رئيسًا جديدًا لها، نؤكد دعمنا للشعب الإيراني ونضاله من أجل حقوق الإنسان والحريات الأساسية“.
وتراقب واشنطن لترى كيف ستتعامل إيران مع الأزمة السياسية وما يعنيه ذلك بالنسبة للمنافسة على منصب المرشد الأعلى، والتي يعتمد توقيتها على صحة خامنئي.
لكن إدارة بايدن تعتقد أن إيران ستكون مشغولة بمعضلاتها الداخلية المباشرة أكثر من أن تقوم بتغييرات كبيرة في سياساتها الإقليمية، بما في ذلك مساعدتها لوكلائها الذين يؤرقون الدول العربية وإسرائيل والولايات المتحدة.
وفي حين أن هناك شعورا بالهدوء الآن في الإدارة الأمريكية، لم يكن هذا هو الشعور الأولي عندما نشرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية لأول مرة خبر حدوث "هبوط صعب" لمروحية رئيسي، إذ أمضى المسؤولون الأمريكيون يوم الأحد، في انتظار تحديثات البحث عن المروحية المفقودة بقلق، وتساءلوا لساعات: كيف يمكن أن يغير الحادث ديناميكيات الشرق الأوسط؟.
مخاوف الحرب العالمية
ومع استمرار البحث عن حطام مروحية رئيسي لما يقرب من نصف يوم، كان المسؤولون الأمريكيون يستمعون لإفادات أيضاً، لمعرفة من قد تلوم إيران على تحطم الطائرة، وفقاً لثلاثة مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية غير مخولين بمناقشة المحادثات الداخلية علناً.
كان هناك خوف من أن طهران قد تزعم بسرعة أن إسرائيل والولايات المتحدة قد خربتا عملية تنقل الرئيس الإيراني من أذربيجان لإيران، على الرغم من عدم وجود معلومات استخباراتية أولية تشير إلى أي شيء آخر غير تحطم الطائرة بسبب الظروف الجوية السيئة.
وقال أحد المسؤولين: ”لم يكن من الجنون أن نتساءل: هل هكذا تبدأ الحرب العالمية الثالثة؟".
وفي حديثه إلى الصحفيين أمس الإثنين، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: ”لم يكن للولايات المتحدة أي دور في هذا التحطم“.
مع تطور الأحداث أول من أمس الأحد، انتظر المسؤولون الأمريكيون ليروا "ما إذا كانت إيران ستلقي باللوم على إسرائيل بدلاً من القول إنها فشلت في حماية رئيسها، سواء كان ذلك بسبب خطأ بشري أو استخدام مروحية قديمة"، كما أوضح مسؤولان أمريكيان لـ"بولتيكو".
وأضاف المسؤولان أنه "طالما أن إيران لم تمرر اللوم إلى جهة ما، فإن فرص نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقاً لا تزال منخفضة".