لماذا اعترف بايدن بإبادة الأرمن؟.. قيادي ديمقراطي يجيب
في مفاجأة اعترفت الإدارة الأمريكية، السبت، بواحدة من أفظع الجرائم الإنسانية التاريخية التي تلاحق النظام التركي.
ولفهم أهداف إدارة بايدن من الاعتراف بالإبادة الجماعية بحق الأرمن، طرحت "العين الإخبارية" على طاولة مهدي عفيفي، العضو البارز في الحزب الديمقراطي الأمريكي والكاتب والمحلل السياسي والاقتصادي، أبرز التساؤلات في هذا الصدد.
رسالة مزودجة
وفند الديمقراطي البارز أهداف إدارة بايدن، قائلا إن إقرار الرئيس بايدن بأن ما حدث للأرمن بهذا الشكل يعتبر تصفية أو تم توصيفه بأكثر من توصيف، يحمل أكثر من هدف أولهما: إعطاء إشارة لتركيا أن هناك قيادة جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح لتركيا أن تتحرك كما تشاء.
أما الأمر الثاني، حسب عفيفي، فهو أن الإدارة الأمريكية الجديدة تعمل على أن يعلم العالم أجمع أن هناك مبادئ وقواعد جديدة للعب، وإن كان هناك ملفات خلافية أو اختراق لحقوق الإنسان سيتم طرحها بدون أي تراجع في المقابل إن كان هناك ملفات مشتركة سيتم نقاشها.
وأضاف عفيفي أن "رسائل الإدارة الأمريكية واضحة، أهمها قول إدارة بايدن "نحن لسنا مثل ترامب ولسنا استكمالا لإدارة أوباما، وأي مسائل سواء خلافية أو حقوقية كان يخاف البعض عن الحديث بشأنها لن تتواخى إدارة بايدن في التعامل معها.
تأثير اللوبي الأرمني
كما أوضح الديمقراطي الأمريكي البارز بُعدا آخر وراء اعتراف الإدارة الأمريكية بالإبادة الجماعية للأرمن وهو مطالبات اللوبي الأرمني داخل الولايات المتحدة والوعود التي حصل عليها في هذا الصدد، رغم أن كثيرين يرون أن المتأثرين بتوصيف الإبادة الجماعية للأرمن كان أكثرهم من الأكراد.
وتابع "هذا دليل على أن عمل اللوبيات داخل الولايات والتصميم على الحقوق يأتي بنتائج حتى ولو كان بعد سنوات طويلة".
وبشأن دلالة التوقيت الذي أعلن فيه بايدن هذا القرار، قال "عفيفي" إن "هذا الاعتراف واختيار التوقيت أتى بعد دراسة حقيقية لطبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة وأنقرة، والتي هي متوترة حاليا وتشهد عقوبات آخرها كان أمس فيما يخص برنامج طائرات إف 16.
وشدد القيادي الديمقراطي على أن الولايات المتحدة أرادت بهذا الاعتراف تأكيد أنها لن تتوخى في توجيه أي لوم لأي دولة في حال وجود مسائل مرتبطة بحقوق الإنسان أو أخرى خلافية.
مستقبل العلاقات
وحول مستقبل العلاقات بين واشنطن وأنقرة، ذهب "عفيفي" إلى أن قرار اليوم السبت لا يعني قطع العلاقات لكن يعني أن الولايات المتحدة ستتعامل بالحرفية المعتادة من الإدارة الديمقراطية، حيث سيكون التعامل مع كل ملف على حد سواء كان خلافية أو مسائل اتفاق أو فرض عقوبات.
وتابع "هذا ليس مقصورا على التعامل مع تركيا فقط ولكن سنراه في ملفات أخرى سواء مع الصين أو روسيا".
وفي وقت سابق اليوم السبت، اعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالإبادة الجماعية بحق الأرمن في العهد العثماني.
وقال الرئيس الأمريكي: "نتذكر أرواح جميع من لقوا حتفهم في الإبادة الجماعية للأرمن ونجدد التزامنا بمنع حدوث أحداث مشابهة مرة أخرى".
وتعني هذه الخطوة، التي تعد رمزية إلى حد كبير، تغيرا جذريا عن صياغة شديدة الحذر تبناها البيت الأبيض منذ عقود، حيث تأتي في وقت صدام بين أنقرة وواشنطن بشأن عدد آخر من الملفات.
aXA6IDMuMTQ0LjI1NS4xMTYg جزيرة ام اند امز