حرب أشباه الموصلات.. أمريكا تحشد استثمارات ضخمة لمواجهة الصين
وجه الرئيس الأمريكي البالغ من العمر 79 عاماً رسالة إلى الصين، أثناء افتتاح مصنع شركة Intel في ولاية أوهايو لإنتاج أشباه الموصلات.
واعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال افتتاحه المصنع أن تصنيع هذه المكونات الإلكترونية هو مسألة "أمن قومي" لا سيما في مواجهة الطموحات الصينية.
وتدخل أشباه الموصلات في إنتاج أغلب الأجهزة التكنولوجية مثل الهواتف الذكية والسيارات والطائرات، كما تدخل أيضاً في تصنيع الأسلحة المتطورة، وبالتالي فإن الدولة التي لا تنتج أشباه الموصلات الخاصة بها، قد تفقد السيطرة على أسلحتها المتطورة.
وتهيمن "تايوان سميكوندكتور مانيوفكتشرنج" المعروفة اختصارًا بـ "تي إس إم سي - TSMC" على حصة 54% من سوق أشباه الموصلات العالمي، وتورد الرقائق لشركات مثل "نيفيديا" و"إنتل"، و"أبل".
وتعد "تي إس إم سي"، و"سامسونج" الشركتين الوحيدتين القادرتين على إنتاج رقائق 5 نانومتر الأكثر تقدمًا والتي تستخدم في جوالات الآيفون.
وقال بايدن في الموقع الذي تنوي فيه شركة Intel استثمار مبلغ ضخم قدره 20 مليار دولار "كل هذا في مصلحة اقتصادنا، كما أنه من مصلحة أمننا القومي".
وبعد أن أشاد بقانون CHIPS الأخير الذي تم تبنيه بمبادرته وسمح بتخصيص 52 مليار دولار من الإعانات لإحياء إنتاج أشباه الموصلات، وأشار بايدن إلى أن هذا الإجراء يأتي في إطار التنافس الكبير بين الصين والولايات المتحدة.
وقال "لا عجب ... أن الحزب الشيوعي الصيني حاول بقوة حشد مجتمع الأعمال الأمريكي ضد هذا القانون".
وأكد بايدن أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى مكونات إلكترونية متقدمة "لأنظمة أسلحة المستقبل التي ستعتمد بشكل متزايد على الرقائق الإلكترونية".
وأضاف "للأسف، نحن لا ننتج حاليًا أيًا من أشباه الموصلات المتطورة هذه في أمريكا اليوم".
واتخذت زيارة الرئيس الأمريكي هذه طابعا انتخابيا واضحا مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي في تشرين الثاني/نوفمبر.
طموح تايوان
وتستهدف تايوان زيادة حصتها من الإنتاج العالمي للرقائق الإلكترونية بنهاية العام الجاري إلى %65، مقارنة بالعام الماضي والبالغة %63، بما يعزز هيمتنها على صناعة أشباه المواصلات، في الوقت الذى تعانى فيه العديد من الصناعات، وفى مقدمتها صناعة السيارات من نقصها، مما أثر على خطط إنتاج العديد من المصانع واتجاه بعضها إلى اتخاذ قرارات بعضها يتعلق بخفض الإنتاج، أو وقف الإنتاج لفترة لحين توافر هذه المكونات.
وأشار موقع statista للبيانات والإحصائيات إلى أن زيادة حصة تايوان من الإنتاج العالمي لأشباه المواصلات سيأتي على حساب "الصين"، والتي تهبط حصتها بنسبة تصل إلى 1%، متكهنا بتمكن 3 دول من الاستحواذ على حصة تصل إلى 88% من الإنتاج العالمي من الرقائق الالكترونية وهم تايوان، وكوريا الجنوبية، والصين، فيما تستحوذ باقي دول العالم على حصة تقدر بـ 12%.
سوق الرقائق
توقع موقع statista نمو حجم سوق الرقائق الإلكترونية في العالم بحلول 2024 بنسبة تصل إلى 42.7%، لتقفز إلى 598 مليار دولار، مقارنة مع عام 2019 والذي بلغ 419 مليار دولار.
وأشار الموقع إلى أن الهواتف الذكية ستستحوذ على أكثر من ربع الطلب العالمي على أشباه المواصلات بنسبة تصل إلى 26%، ليرتفع الطلب عليها إلى 155 مليار دولار بنهاية 2024، مقارنة بحجم الطلب عليها في 2019، والذى بلغ 106 مليار دولار، بنسبة نمو تصل إلى %46.2.
وحلت الخوادم ومراكز البيانات والتخزين في المركز الثاني في ظل التكهنات التي تشير إلى استحواذها على 17% من إجمالي الطلب المتوقع على الرقائق الإلكترونية.
وتوقعت statista ارتفاع الطلب بنسبة كبيرة تقدر بـ 67.2% عام 2024، لتصل إلى 102 مليار دولار، مقابل 61 مليار دولار نهاية عام 2019.
وأظهرت البيانات نمو طلب صناعة السيارات على الرقائق الالكترونية بنسبة تصل إلى %58.8، لترتفع إلى 65 مليار دولار بحلول 2024، مقارنة مع 41 مليار دولار في 2019، لتستحوذ على 11% من إجمالي سوق الرقائق الالكترونية مستقبلًا، لتحصل على المركز الخامس من إجمالي الطلب على أشباه المواصلات بعد مرور 3 سنوات من الآن.
ويشهد المستقبل القريب نمو طلب الأجهزة الالكترونية على أشباه المواصلات بمعدل 45.2%، فترتفع إلى 61 مليار دولار بحلول 2024، لتستحوذ على حصة %10 من الإجمالي العالمي لتحصد بذلك المركز السادس، مع العلم أن طلبها على الرقائق بلغ في 2019، ما يقرب من 42 مليار دولار.
أشباه المواصلات
أظهرت بيانات macrotrends وvalue.today تربع شركة تايوان لصناعة أشباه المواصلات "TSMC" على قمة أكبر شركة منتجة لأشباه المواصلات في العالم، حيث بلغت القيمة السوقية لها في بداية سبتمبر/أيلول من عام 2021 نحو 617.2 مليار دولار، وسجلت أرباحها بنهاية ديسمبر/كانون الأول 2020 ما يقرب من 18.7 مليار دولار، وبلغت إيراداتها 48.2 مليار دولار بنهاية 2020.
وجاءت "إنفيديا" في المركز الثاني في القائمة بعد أن بلغت قيمتها السوقية في الأول من سبتمبر/أيلول من عام 2021 بنحو 557.8 مليار دولار، وتمكنت الشركة من تحقيق إيرادات بنهاية عام 2020 بلغت 10.9 مليار دولار، فيما قدرت أرباحها بـ 2.8 مليار دولار.
وهيمنت "سامسونج" على المركز الثالث في قائمة الكيانات المنتجة للرقائق الإلكترونية في العالم بعد أن بلغت قيمتها السوقية 444.5 مليار دولار، وتمكنت الشركة من تحقيق إيرادات تصل إلى 208.3 مليار دولار بنهاية عام 2020، فيما بلغت أرباحها 19.4 مليار دولار.