ثورة الطاقة النظيفة.. كيف يحقق بايدن صافي انبعاثات صفرية قبل 2050؟
خطوة مهمة تعهد جو بايدن بتنفيذها بمجرد تنصيبه وهو جعل الولايات المتحدة محايدة مناخيا بحلول عام 2050 أو قبل ذلك، لكن كيف سيحقق ذلك؟.
يعتقد كثيرون أن تنصيب بايدن سيكون بمثابة تغيير جذري في سياسة المناخ الأمريكية، خاصة بعد سيطرة الحزب الديمقراطي على مجلسي الكونجرس، ما يمنحه مزيدًا من السلطة لدفع أجندته الخاصة بالمناخ.
وتعد "ثورة الطاقة النظيفة" خطة جريئة تبناها بايدن لمواجهة مشكلة تغير المناخ، التي يرى أنها تشكل تهديدا وجوديا على الأمة الأمريكية، فضلا عن نيته قيادة العالم لمعالجة حالة الطوارئ المناخية.
التكلفة الإجمالية لخطة بايدن للحد من التدهور المناخي تبلغ 2 تريليون دولار، وتركز على بناء قطاع طاقة خالٍ من الكربون، مع خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام 2035، والتوسع في مجال الطاقة الخضراء وبنيتها التحتية.
تشير التقديرات إلى أن الأنشطة البشرية تسببت في ارتفاع قدره 1.0 درجة مئوية في درجة حرارة الأرض، وأسهمت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المفرطة الناتجة عن الأنشطة البشرية، مثل حرق الوقود الأحفوري، في تفاقم حاد لظاهرة طبيعية تُعرف باسم تأثير الاحتباس الحراري.
وإذا استمرت درجة الحرارة العالمية في الارتفاع بالمعدل الحالي وتجاوزت 1.5 درجة مئوية، فلن يقتصر التهديد الوجودي للحياة على الأنظمة البيئية فحسب، بل سيمتد إلى حياة الإنسان أيضًا.
الصفقة الخضراء
أطلق الرئيس بايدن ما عُرف بـ"الصفقة الخضراء الجديدة"، التي يعتقد أنها إطار عمل حاسم لمواجهة تحديات المناخ التي تعصف بالولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة "اندبندنت" البريطانية أن الصفقة الخضراء الجديدة Green New Deal مستوحاة من برامج الأشغال العامة الواسعة للرئيس فرانكلين دي روزفلت، والتي ساعدت أمريكا على التعافي من الكساد الكبير في الثلاثينيات، وتسعى إلى مكافحة أزمة المناخ ومعالجة عدم المساواة في وقت واحد.
الصفقة ليست مشروعًا واحدًا أو تشريعًا واحدًا. لكنها تحدد المبادئ العامة لخطة تحقيق صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عبر الاقتصاد الأمريكي بحلول عام 2030، وفقا للصحيفة.
المبادئ الأساسية للصفقة وضعها مجموعة من الأكاديميين والنشطاء منذ أكثر من 10 سنوات استجابة للانهيار المالي عام 2008، وتستند إلى إطلاق "تعبئة وطنية لمدة 10 سنوات" لتقليل انبعاثات الكربون في البلاد.
ورغم أن خطة بايدن للمناخ الأجرأ بين أي مرشح رئاسي في التاريخ، لكنها لا تصل إلى حد الاقتراحات الطموحة للصفقة الخضراء الحقيقية.
بينما يقترح Green New Deal تحقيق صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عبر الاقتصاد بحلول عام 2030، يهدف بايدن إلى الوصول إلى هذا المعلم بحلول عام 2050.
من بين مقترحات بايدن بشأن تغير المناخ، استثمار 2 تريليون دولار في الطاقة النظيفة لتوليد كهرباء خالية من الكربون بحلول عام 2035.
كما يخطط لتحسين كفاءة الطاقة في المباني والمساكن، وتعزيز إنتاج السيارات الكهربائية وجهود الحفاظ على الصناعة الزراعية.
تتضمن خطة المناخ مطلبًا بأن 40% من الأموال التي يتم إنفاقها على نشر الطاقة النظيفة، والحد من التلوث القديم والاستثمارات الأخرى تذهب إلى المجتمعات المحرومة تاريخيًا.
رؤية تنفيذية
في اليوم الأول لتنصيبه وقع بايدن سلسلة من الأوامر التنفيذية الجديدة في ملف المناخ بهدف وضع الولايات المتحدة على الطريق الصحيح، مطالبا الكونجرس بسن تشريع في السنة الأولى من رئاسته بهدف:
- إنشاء آلية تنفيذ لتحقيق صافي انبعاثات صفرية في موعد لا يتجاوز نهاية ولايته الأولى عام 2025.
- استثمار تاريخي في الطاقة النظيفة وأبحاث المناخ والابتكار عبر توظيف 400 مليار دولار خلال 10 سنوات.
- تحفيز النشر السريع لابتكارات الطاقة النظيفة عبر الاقتصاد، لا سيما في المجتمعات الأكثر تأثراً بتغير المناخ.
- التوجه للاستثمار الذكي في البنية التحتية لضمان أن المباني والمياه والمواصلات والبنية التحتية للطاقة قادرة على تحمل آثار تغير المناخ.
- الإنفاق على إعادة بناء الطرق والجسور والمباني وشبكة الكهرباء والبنية التحتية للمياه لمنع وتقليل ومقاومة تغير المناخ.
- تحديد أجندة التكيف مع المناخ وتطوير خطط إقليمية لمقاومة التغيرات، بالشراكة مع الجامعات المحلية والمختبرات الوطنية، للوصول المحلي إلى العلوم والبيانات والمعلومات والأدوات والتدريب الأكثر صلة.
- اتخاذ إجراءات ضد شركات الوقود الأحفوري الذين يجنون الأرباح على الناس ويضرون عن قصد البيئة.
- تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لشركات الطيران المستهدفة، التي تمثل نحو 2% من الرقم الإجمالي.
- الإسراع في تطوير ونشر تكنولوجيا احتجاز الكربون، كونها تحقق فوائد اقتصادية للعديد من الصناعات مع تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير.
- تحديد مستقبل الطاقة النووية لمواجهة حالة الطوارئ المناخية، مع التركيز على جميع التقنيات منخفضة الكربون وعديمة الكربون.
- تأسيس ARPA-C، وهي وكالة جديدة لمشاريع الأبحاث المتقدمة تركز على المناخ لتوفير تقنيات ميسورة التكلفة ومساعدة أمريكا على تحقيق هدفنا للطاقة النظيفة بنسبة 100%، مع التركيز على ما يلي:
1- تخزين على نطاق الشبكة بعُشر تكلفة بطاريات الليثيوم أيون
2- مفاعلات نووية صغيرة الحجم بنصف تكلفة إنشاء مفاعلات اليوم
3- التبريد وتكييف الهواء باستخدام المبردات مع عدم وجود إمكانية للاحترار العالمي
4- مباني الطاقة الصافية صفر بتكلفة صافية صفرية
5- استخدام مصادر الطاقة المتجددة لإنتاج الهيدروجين الخالي من الكربون بنفس تكلفة الغاز الصخري
6- إزالة الكربون من الحرارة الصناعية اللازمة لصنع الفولاذ والخرسانة والكيماويات وإعادة تخيل مواد البناء المحايدة الكربون
7- إزالة الكربون عن قطاع الأغذية والزراعة، والاستفادة من الزراعة لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتخزينه في الأرض
8- استخلاص ثاني أكسيد الكربون من عوادم محطات الطاقة ثم عزله في أعماق الأرض أو استخدامه في صنع منتجات بديلة.