جيل تساند بايدن في «الوداع».. هكذا أرادت أن يتذكره العالم
من المكتب البيضاوي، آثرت السيدة الأولى جيل بايدن أن تتواجد إلى جوار زوجها الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن لمشاهدته يلقي خطابا للأمة للمرة الأخيرة.
وحضرت السيدة الأولى الخطاب، وعدد من أفراد الأسرة في المكتب البيضاوي، وفق «سي إن إن».
- قبل مغادرة البيت الأبيض.. من أهدى جيل بايدن أغلى هدية؟
- «الأعداء لا يستطيعون المقاومة».. جيل بايدن تروج لعطر ترامب
كما حضرت سابقا خطابه في الليلة التي ألقى فيها بايدن خطابًا إلى الأمة حول قراره بإنهاء مساعي إعادة انتخابه في يوليو/تموز الماضي.
وسافرت جيل إلى واشنطن العاصمة من كاليفورنيا بعد ظهر الأربعاء، بعد إلقاء كلمة، الثلاثاء، في فعالية حول أبحاث صحة المرأة، وهي القضية التي تخطط لمواصلة العمل عليها في سنوات ما بعد البيت الأبيض.
كيف تريد أن يتذكره العالم؟
وفي مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست»، كشفت جيل بايدن كيف تأمل أن يتذكر الناس زوجها حتى مع تعبيرها عن خيبة أملها في أولئك الذين حاولوا دفعه للخروج من سباق 2024، بما في ذلك رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي.
وقالت: "آمل أن يتذكر الناس جو باعتباره رئيسًا قويًا ومتعاطفًا يتمتع بالنزاهة والشخصية. أعني أن الشخصية هي كل شيء حقًا، أليس كذلك؟".
وهذه هي المرة الخامسة التي يلقي فيها بايدن خطابًا للأمة من المكتب البيضاوي، بعد آخر خطاب له في 24 يوليو/تموز عندما ناقش سبب انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024.
لمحات من خطابة
وخلال الخطاب، سعى بايدن إلى استعراض إرثه وسلط الضوء على إنجازات إدارته في كل المجالات من الأمن إلى البنية التحتية، والطاقة وغيرها، معبرًا عن أمله في نجاح الإدارة الأمريكية القادمة.
وأشاد الرئيس جو بايدن في خطابه الوداعي للأمة بالمؤسسات الديمقراطية التي تحكم الولايات المتحدة الأمريكية. وقال: "بعد خمسين عامًا في قلب كل هذا، أعلم أن الإيمان بفكرة أمريكا يعني احترام المؤسسات التي تحكم المجتمع الحر - الرئاسة، والكونغرس، والمحاكم، والصحافة الحرة والمستقلة".
وأضاف: "إن نظامنا القائم على الفصل بين السلطات، والتوازنات والضوابط، قد لا يكون مثاليًا، لكنه حافظ على ديمقراطيتنا لمدة تقرب من 250 عامًا، وهي مدة أطول من أي دولة أخرى في التاريخ حاولت مثل هذه التجربة الجريئة".
وفي حديثه عن إرثه وإنجازات إدارته، قال بايدن إنه "يأمل أن تستمر لسنوات قادمة".
وتابع: "سوف يستغرق الأمر بعض الوقت حتى نشعر بالتأثير الكامل لما فعلناه معًا. لكن البذور مزروعة وستنمو وستزدهر لعقود قادمة".
وذكر بعض الإنجازات التي حققها خلال رئاسته، بما في ذلك "خفض أسعار الأدوية الموصوفة لكبار السن، وإقرار قوانين سلامة الأسلحة، ومساعدة المحاربين القدامى في الحصول على الرعاية الصحية".
وأشاد بايدن أيضًا بإنجازاته في السياسة الخارجية وأشار إلى كيفية "تعزيز حلف شمال الأطلسي".
وتابع: "أوكرانيا لا تزال حرة، وقد تقدمنا في المنافسة مع الصين وأكثر من ذلك بكثير".
وحذر بايدن، خلال كلمته الأخيرة، من ظهور «حكم الأقلية» (الأوليغارشية) في أمريكا، فيما يعد هجومًا مبطّنًا على إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وقال بايدن: "أريد أن أحذر البلاد من بعض الأمور التي تثير قلقي الشديد. وهذا مصدر قلق خطير. ويتمثل هذا في التركيز الخطير للسلطة في أيدي عدد قليل جدًا من الأثرياء للغاية".
وأضاف: "اليوم، تتشكل في أمريكا أوليغارشية من الثروة الهائلة والقوة والنفوذ التي تهدد حرفيًا ديمقراطيتنا بأكملها وحقوقنا وحرياتنا الأساسية وفرصة عادلة للجميع للتقدم".
وحذر بايدن في خطابه من وسائل التواصل الاجتماعي والمعلومات المضللة التي تندس بها وتنشر بين مستخدميها.
وقال: "إنني أشعر بقلق مماثل بشأن الصعود المحتمل لمجمع صناعي تكنولوجي يمكن أن يشكل مخاطر حقيقية على بلدنا أيضًا".
كما حذر الرئيس بايدن الليلة من "الاحتمالات والمخاطر العميقة" التي تأتي مع الذكاء الاصطناعي.
وقال: "إن الذكاء الاصطناعي هو التكنولوجيا الأكثر أهمية في عصرنا، وربما في كل العصور. لا شيء يقدم إمكانيات ومخاطر أعمق لاقتصادنا وأمننا ومجتمعنا والإنسانية. حتى أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على مساعدتنا في الاستجابة لدعوتي لإنهاء السرطان كما نعرفه".
وأضاف: "لكن ما لم يتم وضع الضمانات، فقد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى ظهور تهديدات جديدة لحقوقنا وطريقة حياتنا وخصوصيتنا وكيفية عملنا وكيفية حماية أمتنا"، وفق قوله.
وحث بايدن على ضمان أن يعمل الذكاء الاصطناعي من أجل الخير، وأن تقود أمريكا تطويره.
وأضاف: "في عصر الذكاء الاصطناعي، أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى أن يحكم الناس. وباعتبارها أرض الحرية، يجب على أمريكا - وليس الصين - أن تقود العالم في تطوير الذكاء الاصطناعي".
وبعد أن حذر من "حكم الأقلية" المتنامي، وأطلق طلقات مبطنة على خليفته خلال خطابه، أنهى بايدن خطابه داعيًا الأمريكيين إلى المضي قدما في رؤيته المفعمة بالأمل للبلاد.
وقال بايدن: "الآن جاء دوركم للوقوف في الحراسة. أتمنى أن تكونوا جميعًا حراسًا للشعلة. أتمنى أن تحافظوا على الإيمان. أنا أحب أمريكا. وأنتم تحبونها أيضًا. بارككم الله جميعًا. وحمى الله قواتنا المسلحة. شكرًا لكم على هذا الشرف العظيم".
aXA6IDE4LjExNy4xMS4xMyA=
جزيرة ام اند امز