بايدن و"الأمل" الأخير.. هل تنقذ ضريبة الأرباح "النائمة" الإصلاحات؟
توجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الإثنين، إلى ولاية نيو جيرسي للترويج أكثر فأكثر لبرنامجه للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.
ويبدو أن البرلمانيين الديمقراطيين اتفقوا أخيراً حول برنامج الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية المقدم من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد تقديم تنازلات عدة.
وكان الديمقراطيون الذين يحوزون أغلبية ضيقة في مجلسي النواب والشيوخ، لم يتوافقوا حتى الآن حول خطة الاستثمار في البنية التحتية التي تبلغ قيمتها 1.2 تريليون دولار وتحظى بدعم جزء من الجمهوريين، وخطة إصلاح اجتماعي حددت قيمتها المقترحة في حدود 3.5 تريليون دولار.
وأعرب الرئيس الأمريكي عن "الأمل" في إنهاء هذا الملفّ قبل التوجه الخميس إلى أوروبا، في حديث مع صحافيين تجمّعوا في القاعدة الجوية في ولاية ديلاوير حيث أمضى عطلة نهاية الأسبوع.
ويعتزم بايدن بذل جهد كبير مرة أخيرة، قبل توجهه إلى روما حيث سيشارك في نهاية الأسبوع في قمة مجموعة العشرين ثم إلى جلاسكو لحضور المؤتمر الدولي للمناخ "كوب 26".
وصرّح بايدن أمس الإثنين قبل الصعود على متن طائرة "اير فورس وان" الرئاسية، أنه إذا أُجري التصويت في الكونجرس الأمريكي قبل مغادرته فسيكون ذلك "إيجابياً جداً".
ويزور ولاية نيو جيرسي المجاورة (شمال شرق) حيث سيُفصّل مشاريعه لتأمين رعاية أفضل للأطفال الصغار في السنّ - وهي مسألة لا تزال الولايات المتحدة متأخرة فيها مقارنة بالدول المتطوّرة - وطموحاته لتطوير وسائل النقل العام.
يقوم برنامج الاستثمارات الهائلة للرئيس الديموقراطي على ركيزتين هما النفقات الاجتماعية من جهة وتطوير البنى التحتية من جهة أخرى.
إلا أنه لا يزال حتى الآن عالقاً في البرلمان بسبب غياب الاتفاق في المعسكر الديمقراطي، بين التقدميين الذين يريدون التصدي لتزايد التفاوت، والوسطيين الذي يدعون إلى ضبط الميزانية والمالية.
بعدما بقي لفترة بعيداً عن النقاشات البرلمانية، انخرط بايدن في الأيام الأخيرة في المعركة، لإقناع البرلمانيين ولشرح هذه المشاريع للرأي العام في آنٍ معاً.
يرغب الرئيس بايدن في الوصول إلى أوروبا مع انتصار سياسي كبير، إذ إنه يريد أن يجعل من الولايات المتحدة نموذجاً للازدهار لديموقراطيات العالم كافة.
"لا يزال هناك أمور يجب حلّها"
واستقبل الأحد في معقله في ويلمينغتون (ولاية ديلاوير، شمال شرق)، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر والسيناتور جو مانشين أحد الديموقراطيين المعارضين.
وأكد بايدن الإثنين أن هذا اللقاء "كان جيّداً. لا يزال هناك أمور يجب حلّها لكنه كان جيداً".
والأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي ضئيلة جداً لدرجة أن المعسكر الديمقراطي يسعى إلى ألا يكون هناك أي صوت معارض بين أعضائه للتمكن من المصادقة على المشروع.
وأفادت معلومات صحافية أن تسوية بدأت تظهر حول برنامج أقلّ طموحاً لكنّه مموّل، على الأقل جزئياً، بتدبير ضريبي غير مسبوق ويحظى بتأييد كبير من جانب الاقتصاديين التقدميين: فرض ضريبة على أرباح رأس المال التي تُسمّى "خفيّة".
في المقابل، سيتخلّى البيت الأبيض عن مشروعه زيادة الضريبة على أعلى المداخيل في الولايات المتحدة.
ضريبة الأرباح "النائمة"
يقوم المشروع على فرض ضريبة على الأرباح "النائمة" في محفظات الأسهم الكبيرة التي يملكها الأمريكيون أصحاب الثروات الكبيرة، بعد فترة تُعتبر جيدة في الأسواق.
وإذا كان هذا المشروع الضريبي مبتكراً جداً، فلا يجب نسيان أن بايدن اضطرّ للقبول بتنازلات عدة لتمرير مشروعه المسمّى Build Back Better أو "بيلد باك بيتر" (إعادة البناء بطريقة أفضل).
لم يشكّل الشقّ المخصص للبنى التحتية الذي تبلغ قيمته أكثر من ألف مليار دولار، مشكلة كبيرة ويُفترض حتى أن يحصل على تصويت المعارضة الجمهورية، في خطوة أصبحت نادرة إذ إن رئاسة دونالد ترامب عمّقت الانقسامات الحزبية.
لكن الرئيس الديموقراطي خفف من طموحاته في ما يخصّ النفقات البيئية والاجتماعية في بلد تُعتبر فيه الصحة والتعليم شؤوناً خاصة.
وكان يعتزم الرئيس الأمريكي في البداية طرح على التصويت مشروع تبلغ قيمته 3500 مليار دولار ويمتدّ على عشر سنوات لتحسين رعاية الصحة والتعليم والطفولة إضافة إلى تحفيز الانتقال في مجال الطاقة.
خلال المحادثات داخل حزبه، خُفّضت قيمة المشروع إلى حوالى ألفي مليار دولار وهو مبلغ لا يزال ضخما.