ضغوط «العفو» تستبق «انتقام ترامب».. هل يرضخ بايدن؟
مع اقتراب ولاية جو بايدن من نهايتها، يضغط الديمقراطيون على الرئيس الأمريكي للعفو عن معارضي دونالد ترامب لحمايتهم من "انتقام محتمل".
وبعد فوز ترامب في الانتخابات الشهر الماضي، قال السيناتور الديمقراطي إد ماركي إنه يتوقع أن يتصرف ترامب "بطريقة فاشية"، ودعا بايدن إلى إصدار عفو استباقي عن الديمقراطيين وحلفاء الحزب الذين قد يواجهون الملاحقة القضائية.
وسرعان ما ردد عدد من الديمقراطيين وبعض الخبراء القانونيين هذه التعليقات في محاولة لدفع بايدن إلى إحباط أي احتمال لانتقام ترامب من أعدائه السياسيين، وذلك وفقا لما ذكرته شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية التي جمعت قائمة بأسماء أبرز الأسماء المرشحة للعفو.
هل يمكن لبايدن أن يعفو عن نفسه؟
وتجادل الخبراء القانونيون لسنوات حول ما إذا كان بإمكان الرئيس أن يعفو عن نفسه، وهو أمر لم يحدث سابقا ولا ينص الدستور على من يمكن للرئيس العفو عنه ومن لا يمكنه العفو عنه، بل يمنحه بدلاً من ذلك سلطة العفو عن أي جريمة فيدرالية.
وانتقد ترامب بايدن دائما، وقال عنه في يونيو/حزيران الماضي "يمكن أن يكون مجرمًا مدانًا بكل الأشياء التي فعلها".
كامالا هاريس
يُعرف كاش باتيل، الذي اختاره ترامب لمنصب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، بأنه معاد "للدولة العميقة"، وذكر بالتفصيل في كتابه "عصابات الحكومة"، قائمة أبجدية بأعضاء "الدولة العميقة" المزعومين الذين يعملون حاليًا أو سابقًا في السلطة التنفيذية، تضمنت بايدن ونائبته كامالا هاريس ووزير دفاعه لويد أوستن.ليز تشيني وبيني طومسون
كانت ليز تشيني، عضوة الكونغرس الجمهورية السابقة عن ولاية وايومنغ، والنائب بيني طومسون، رئيس اللجنة الخاصة في مجلس النواب حول اقتحام الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021، هدفًا لغضب ترامب خلال مقابلة أجريت معه مؤخرًا على قناة "إن بي سي نيوز".
وقال ترامب في المقابلة "لقد فعلت تشيني شيئًا لا يمكن تبريره، جنبًا إلى جنب مع طومسون والأشخاص في اللجنة غير المنتخبة من البلطجية السياسيين.. لقد حذفوا ودمروا جميع الأدلة".
وأضاف "بصراحة، يجب أن يذهبوا إلى السجن لما فعلوه".
وانتقدت تشيني هذه التصريحات، وقالت إنها تعد "استمرارًا لاعتدائه على سيادة القانون"، لكنها لم تتطرق إلى العفو الشامل المحتمل أو ما إذا كانت ستقبل مثل هذا العرض.
كما انتقد مكتب طومسون تعليق ترامب، قائلا: "لا انتخابات، ولا نظرية مؤامرة، ولا عفو، ولا تهديد بالملاحقة الانتقامية يمكن أن تعيد كتابة التاريخ أو تمحو مسؤوليته عن العنف المميت في ذلك اليوم المروع".
وأضاف "لقد وقفنا في وجهه من قبل، وسنستمر في القيام بذلك".
أنتوني فاوتشي
كان المدير السابق للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية حجر الزاوية في الاستجابة لجائحة كوفيد-19، وعمل مع ترامب خلال ولايته الأولى بما في ذلك تقديم المشورة حول كيفية التعامل مع الفيروس.
ومع ذلك، انتقد ترامب، فاوتشي وزميلته مستشارة فريق عمل الأوبئة الدكتورة ديبورا بيركس، ووصفهما بأنهما "مروجان ذاتيان يحاولان إعادة اختراع التاريخ لتغطية غرائزهما السيئة وتوصياتهما الخاطئة".
وانتقد المحافظون، بمن فيهم المشرعون مثل السيناتور راند بول، فاوتشي بسبب ترويجه لفرض ارتداء الكمامات، وفرض اللقاحات، وأوامر الإغلاق الصارمة التي قلبت حياة الأمريكيين.
وأيد حلفاء ترامب، مثل الملياردير إيلون ماسك والمرشح لقيادة وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، روبرت كينيدي جونيور، دعوات لمقاضاة فاوتشي إذا تم العثور على أدلة على أي جرائم أثناء الوباء.
وأنكر فاوتشي ارتكاب أي مخالفات وقال في وقت سابق "لا أعرف ما الذي قد يحاكمني عليه أحد... لقد لعبت دورًا رئيسيًا في تطوير اللقاح الذي كان مسؤولاً عن إنقاذ ملايين الأرواح... أنا مذنب بالتأكيد في ذلك".
ليتيتيا جيمس وألفين براج
كانت المدعية العامة لنيويورك ليتيتيا جيمس، والمدعي العام لمنطقة مانهاتن ألفين براج في طليعة القضايا القانونية التي تستهدف ترامب قبل انتخابات 2024، وكثيراً ما انتقدهما الرئيس المنتخب في خضم معاركه القضائية التي وصفها بأنها "صورية".
كانت جيمس قد أطلقت حملتها لمنصب المدعي العام لنيويورك في 2018 مع التأكيد على أنها إذا انتُخبت، فستسعى إلى توجيه اتهامات ضد ترامب.
وبعد حوالي 3 أشهر من توليها منصبها، أعلنت عن تحقيق في مؤسسة ترامب.
ورفعت جيمس دعوى قضائية ضد ترامب ومؤسسته وقياداتها العليا بتهمة تضخيم صافي ثروته بمليارات الدولارات لحث البنوك على إقراض الأموال للمؤسسة.
فيما اتهم الرئيس المنتخب جيمس بشن "حملة شعواء" ضده ونفى وعائلته ارتكاب أي مخالفات.
وفي سبتمبر/أيلول 2023، حكم القاضي آرثر إنجورون، بارتكاب ترامب ومؤسسته عمليات احتيال. واستأنف ترامب الحكم في سبتمبر/أيلول 2024.
بدورها، قالت جيمس هذا الأسبوع إنها لن تتخلى عن القضية.
أما براج فقاد الاتهامات في قضية "أموال الصمت" التي اتهم فيها ترامب بـ34 تهمة تزوير سجلات لإخفاء دفع أموال للممثلة الإباحية ستورمي دانييلز قبل انتخابات 2016، وذلك مقابل صمتها عن علاقة مزعومة.
وأصر ترامب على براءته، وزعم أن القضية كانت "حربًا قانونية" روجت لها إدارة بايدن والديمقراطيون لإلحاق الضرر بجهود إعادة انتخابه.
جاك سميث وفاني ويليس
وجه المستشار الخاص جاك سميث، اتهامات لترامب في قضيتين الأولى هي قضية حصول ترامب على وثائق سرية بعد مغادرته البيت الأبيض والثانية هي قضية تدخل في الانتخابات والتي ركزت على الجهود المزعومة لقلب انتخابات عام 2020 واقتحام الكابيتول.
جرى إسقاط كلتا القضيتين بعد الانتخابات الرئاسية، لكن انتقادات ترامب استمرت لجاك سميث، الذي أشار إليه عادة باسم "المختل عقليًا"، ولغيره من المدعين العامين.
وكتب ترامب بعد الانتخابات على وسائل التواصل الاجتماعي "جميع القضايا فارغة وخارجة عن القانون.. لقد أهدر أكثر من 100 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب في معركة الحزب الديمقراطي ضد خصمهم السياسي".
وفي نفس المنشور، انتقد ترامب أيضًا المدعي العام لمقاطعة فولتون بجورجيا، فاني ويليس، التي قادت مقاضاة ترامب فيما يتعلق باتهام بالابتزاز لمحاولته المزعومة قلب الانتخابات الرئاسية لعام 2020 في جورجيا.
آدم شيف
كان الديمقراطي آدم شيف الذي فاز بعضوية مجلس الشيوخ الشهر الماضي بعد خدمته في مجلس النواب، هدفًا شائعًا للرئيس المنتخب لتزعمه أول محاولة عزل لترامب خلال ولايته الأولى.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال ترامب على قناة فوكس نيوز "لدينا العدو الخارجي، ثم لدينا العدو من الداخل.. أعتقد أن ما يحدث في الداخل أكثر خطورة من الصين وروسيا وكل هذه الدول".
وأضاف "لكن الشيء الأصعب في التعامل معه هو هؤلاء المجانين الذين لدينا في الداخل، مثل آدم شيف المراوغ".
لكن شيف رفض الدعوات لأن يصدر بايدن عفوا شاملا، قائلا إنه لا يعتبرها "فكرة جيدة". وأضاف: "أوصي بعدم القيام بذلك".
الجنرال المتقاعد مارك ميلي
قبل أيام قليلة من الانتخابات، انتشرت أنباء تفيد بأن رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق، الجنرال المتقاعد مارك ميلي، انتقد ترامب ووصفه بأنه "فاش" و"الشخص الأكثر خطورة على هذا البلد"، وفقا لكتاب "الحرب" لمحرر صحيفة "واشنطن بوست"، بوب وودوارد.
ومنذ مغادرة المنصب، انتقد ترامب ميلي أكثر من مرة، ووصفه بأنه "خاسر أهاننا في أفغانستان وأماكن أخرى!".
وبعد الانتخابات، تراجع ميلي على ما يبدو عن وصفه لترامب بأنه "فاش"، قائلاً إن أمريكا "ستكون بخير" في ظل إدارة ترامب الثانية.
هيلاري كلينتون
وفي 2016، قال ترامب إنه إذا انتُخب رئيسًا، فقد تواجه وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون عقوبة السجن، وأصبحت عبارة "احبسوها" شعارًا شائعًا خلال تلك الفترة.
كريستوفر راي
من المقرر أن يُطرد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، كريستوفر راي، الذي عينه ترامب خلال إدارته الأولى، أو يستقيل طواعية من منصبه في ظل انتقادات المحافظين له بسبب "فشله" في أداء واجباته.
كما تعرض راي لانتقادات متكررة من ترامب، آخرها خلال مقابلته الأحد الماضي على قناة "إن بي سي" بشأن مداهمة المكتب التحقيقات الفيدرالي لمنزل الرئيس المنتخب في مار إيه لاغو عام 2022.
aXA6IDMuMjIuMjE3LjYxIA== جزيرة ام اند امز