بايدن على مقياس البيت الأبيض.. أنباء سارة أم مفاجآت غير سعيدة؟
لا يريد أي رئيس التخلي عن السلطة والمكانة التي تقترن بالمنصب بعد ولاية واحدة فقط، والرئيس الأمريكي جو بايدن ليس استثناء.
ويمضي بايدن قدما على طريق تمديد إقامته بالبيت الأبيض، بالرغم من أن استطلاعات الرأي تظهر عدم رغبة غالبية الأمريكيين في رؤيته يترشح مجددا.
وألقت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية نظرة على توقيت إعلان الرؤساء المعاصرين قرارهم بالسعي لفترة رئاسية ثانية، وكيف كانت معدلات تأييدهم في استطلاعات مؤسسة غالوب في ذلك الوقت، وكيف سارت الأمور.
ووجدت الوكالة أنه كانت هناك سمة واحدة، تتمثل في أن معارك الانتخابات التمهيدية تعتبر مؤشرا على ما إذا كان رئيس سيفوز في إعادة انتخابه أم لا، وهو ما حمل أنباء سارة لبايدن، بحسب "أسوشيتد برس"، الذي يبدو أنه تجنب أي منافسين مهمين.
هاري ترومان
كان نائب الرئيس عندما تُوفي الرئيس فرانكلين روزفلت في عام 1945، قرب نهاية الحرب العالمية الثانية. وقرر ترومان الترشح لفترة ولاية كاملة خاصة به، وأعلن ترشحه في 8 مارس/آذار عام 1948.
وكان معدل تأييده 53% في استطلاع للآراء أجري قبلها بشهرين. وكان متوقعا أن يخسر ترومان في الانتخابات العامة أمام الجمهوري توماس ديوي، لكنه حقق انتصارا بفارق ضئيل.
وأعلن ترومان في 29 مارس/آذار عام 1952، أنه لن يسعى لفترة ولاية كاملة ثانية بعد الخسارة في الانتخابات التمهيدية بولاية هامشير أمام السيناتور عن ولاية تينيسي إستس كيفوفر. وتراجعت معدلات تأييده إلى 22% في ظل الاضطرابات الاقتصادية والحرب الكورية.
دوايت أيزنهاور
كان معدل تأييد الجمهوري دوايت أيزنهاور 75% قبل فترة قصيرة من إعلان حملة إعادة انتخابه في 29 فبراير/شباط عام 1956.
وعانى أيزنهاور من نوبة قلبية قبل شهور على بلوغه 64 عاما، الأمر الذي أثار تساؤلات بشأن ما إذا كان سيترشح.
وبصفته القائد العام السابق بالجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية، أقنع أيزنهاور الأمريكيين أنه القائد المناسب بالساحة الدولية. وهزم المرشح الديمقراطي أدلاي ستيفنسون.
جون كينيدي
اغتيل كينيدي عام 1963، قبل أن يحظى بفرصة الترشح لفترة ولاية ثانية.
ليندون جونسون
كان جونسون نائب الرئيس وقت مقتل كينيدي، وسريعا ما ترشح لفترة ولايته الأولى عام 1964، حيث حقق فوزا ساحقا على الجمهوري باري جولد ووتر. ومع ذلك، تراجعت شعبية الديمقراطيين بشكل كبير بسبب حرب فيتنام والاضطرابات الداخلية.
وأصبح واضحا أن جونسون عرضة لخطر خسارة ترشيح حزبه عام 1968 بعد الظهور القوي ليوجين مكارثي في الانتخابات التمهيدية بولاية نيوهامشير. وبعد فترة وجيزة، فاجأ جونسون البلد بالإعلان في 31 مارس/آذار 1968، أنه لن يسعى لفترة ولاية ثانية. وكانت معدلات تأييده 36% فقط ذاك الشهر.
ريتشارد نيكسون
كانت معدلات تأييد نيكسون 50% عندما أعلن حملة إعادة ترشحه في 7 يناير/كانون الثاني عام 1972. ووقع اقتحام ووترغيت ذاك الصيف، لكن لم تحظ الفضيحة بزخم كاف لإفساد فرصه.
وهزم الجمهوري نيكسون، نظيره الديمقراضي جورج ماكغفرن، بأغلبية ساحقة. ومع ذلك، لم ينه فترة ولايته الثانية، حيث استقال في 1974 بسبب ووترغيت.
جيرالد فورد
أصبح الجمهوري، فورد، رئيسا عندما تنحى نيكسون، وأعلن عن ترشحه لفترة ولاية كاملة في 8 يوليو/تموز عام 1975. وكان معدل تأييده 52% في الشهر السابق.
وواجه حالة استياء بسبب التضخم والجدل جراء قراره للعفو عن نيكسون، وخسر الانتخابات أمام الديمقراطي جيمي كارتر.
جيمي كارتر
أعلن كارتر عن حملة إعادة انتخابه في 4 ديسمبر/كانون الأول عام 1979. وكانت معدلات تأييده قد بلغت حينها 51%. ومع ذلك، عانى الأمريكيون من التضخم، وأزمة الطاقة، وأزمة الرهائن في إيران. وتعرض للهزيمة في النهاية أمام الجمهوري رونالد ريغان.
رونالد ريغان
أعلن رونالد ريغان حملة إعادة ترشحه في 29 يناير/كانون الثاني عام 1984. وكانت معدلات تأييده 52% ذاك الشهر. وبالرغم من المخاوف بشأن عمره -حيث كان 73 عاما وأكبر رئيس في التاريخ الأمريكي وقتها- هزم ريغان بسهولة الديمقراطي والتر مونديل.
جورج بوش
ارتفعت شعبية بوش ارتفاعا كبيرا بعد حرب الخليج، عندما أخرجت القوات الأمريكية العراق من الكويت. ومع ذلك، تراجعت معدلات شعبيته إلى 65% بحلول الوقت الذي أعلن فيه حملة إعادة انتخابه في 11 أكتوبر/تشرين الأول عام 1991.
ونافس بات بوكانان بوش في الانتخابات التمهيدية الجمهورية. وبالرغم من فوز بوش بالترشيح، خفتت قدرته على تأمين ولاية ثانية في ظل التباطؤ الاقتصادي. وخسر في النهاية أمام الديمقراطي بيل كلينتون.
بيل كلينتون
بلغت معدلات تأييد كلينتون 47% عندما أعلن أنه سيترشح لإعادة انتخابه في 14 أبريل/نيسان عام 1995. وتعرض الديمقراطيون لهزيمة بالانتخابات النصفية في 1994، مما دفع البعض للتساؤل عما إذا كان كلينتون سيصبح رئيسا لفترة ولاية واحدة. لكن انتعشت فرصه بمساعدة تنامي الاقتصاد، وهزم الجمهوري بوب دول.
جورج دبليو بوش
دفعت هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 الجمهوري بوش لغزو أفغانستان، ثم تبعتها الحرب في العراق. بعد شهور على دخول القوات الأمريكية بغداد، أعلن بوش ترشحه لإعادة انتخابه في 16 مايو/ أيار عام 2003. وكانت معدلات تأييده 69% ذاك الشهر. وهزم الديمقراطي جون كيري.
باراك أوباما
كانت معدلات تأييد الديمقراطي أوباما 48% عندما أعلن حملة إعادة ترشحه في 4 أبريل/نيسان عام 2011. وواجه صعوبة في إقناع الأمريكيين بتحسن الاقتصاد بعد الانهيار المالي والركود التالي، لكنه في النهاية هزم الجمهوري ميت رومني.
دونالد ترامب
أعلن الجمهوري ترامب أنه سيترشح لإعادة انتخابه في 18 يونيو/حزيران عام 2019. والشهر السابق لذلك، كانت معدلات تأييده 41%. وواجه المساءلة للمرة الأولى نهاية ذاك العام، ثم أدت جائحة كوفيد إلى تعثر الاقتصاد.
وهزم الديمقراطي جو بايدن، ترامب، الذي حاول منع الانتقال السلمي للسلطة، ورفض الاعتراف بنتيجة الانتخابات التي قال إنها تم تزويرها.
جو بايدن
أعلن بايدن حملة إعادة انتخابه في 25 أبريل/نيسان الماضي، وكانت معدلات تأييده 40% في الشهر السابق.
وسيبلغ بايدن 86 عاما عند نهاية فترة ولاية ثانية له، مما يثير مخاوف بشأن كبر سنه لقيادة مثل هذه الوظيفة الشاقة.
ومع ذلك، لا يوجد منافسون بارزون له بالانتخابات التمهيدية.
والديمقراطيون الوحيدون المرشحون هما: ماريان ويليامسون، وروبرت إف كينيدي جونيور.
وفي تلك الأثناء، يقود ترامب الاستطلاعات التمهيدية الجمهورية، بينما يسعى لنيل ترشيح حزبه، الأمر الذي يطرح احتمال تكرار مواجهته مع بايدن في سباق رئاسي مكرر لنسخة 2020.
aXA6IDMuMTM4LjE3NS4xMCA= جزيرة ام اند امز