"واشنطن بوست" تحذر: فوضى الجمهوريين تهدد قيادة أمريكا للعالم
تبدو السياسة الأمريكية وكأنها غارقة في "التفاهة" في وقت يحتاج فيه العالم إلى "قيادة" أمريكية قادرة على توفير الاستقرار العالمي.
رؤية طرحتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، التي اعتبرت أن عملية "طوفان الأقصى"، التي شنتها حركة "حماس" على إسرائيل سلّطت الضوء على الحاجة إلى قيادة أمريكية قوية في عالم محفوف بالأزمات.
وتشير الصحيفة إلى أن تعثر الجمهوريين في انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب أدى إلى تفاقم الفوضى السياسية القائمة منذ أسابيع، إثر عزل كيفن مكارثي من منصبه كرئيس لمجلس النواب، الأمر الذي يترك الكونغرس مشلولاً في وقت يتطلب اتخاذ إجراءات حاسمة.
وتذكر الخلافات الواسعة داخل مجلس النواب بالتحولات التي شهدها الحزب الجمهوري تحت تأثير الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي أدت إلى تفاقم الاستقطاب السياسي.
وتشكل الخلافات العميقة داخل الحزب حول مستقبل للبلاد القاعدة، وليس الاستثناء. ونتيجة لذلك، وقع الأمريكيون بين شقي رحى الانقسامات بين الأحزاب الرئيسية، وبين الولايات الحمراء والزرقاء، وبين المناطق، وبين الأفراد ذوي الأيديولوجيات المتناقضة.
وتثير الانقسامات المخاوف بشأن قدرة البلاد على الاضطلاع بدورها القيادي العالمي، إذ جعلت تلك الصراعات الولايات المتحدة تبدو مشتتة وضعيفة أمام العالم، في ظل توقعات بأن تجعل عودة الرئيس السابق دونالد ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض إلى تفاقم المخاوف الدولية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من الخلافات مع سياسات إسرائيل، ظلت الولايات المتحدة حليفًا ثابتًا لها، والآن يتعين عليها أن تقود عملية دعم العمل العسكري الإسرائيلي بينما تحاول منع الصراع مع حماس من التوسع في المنطقة.
وكما هي الحال في أوكرانيا، فإن هذا سوف يتطلب الالتزام والمال، وهي الأموال التي وافق عليها الكونغرس، لكن السياسات المثيرة للانقسام في الكابيتول تقف حجر عثرة في طريق تلك الجهود.
ويخشى مراقبون دوليون من تقوض الثقة في الولايات المتحدة لتصدر موقع القيادة العالمية، إذا حقق ترامب الفوز في انتخابات عام 2024، وهو الاحتمال الأكثر إثارة للقلق.
ويرى العديد من المراقبين أن خطاب ترامب الذي يرفع شعار "أمريكا أولا"، وتشويه سمعة الحلفاء، وتعاطفه مع زعماء مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، سيكون سببا في قلب إجماع السياسة الخارجية الذي كان قائما لأكثر من نصف قرن رأسا على عقب.
وخلصت الصحيفة إلى أن الخلافات العميقة داخل الحزب الجمهوري والرئيس الحالي الذي لا يحظى بشعبية، والرئيس السابق المتقلب الذي يواجه أربع محاكمات و91 تهمة جنائية، والتهديدات المستمرة للديمقراطية الأمريكية، كلها عوامل تؤكد سبب أهمية الانتخابات المقبلة. ففي وقت يبدو فيه العالم وكأنه أصبح أكثر فوضوية، فسوف يطلب من الأمريكيين في غضون ثلاثة عشر شهراً أن يحددوا اتجاه البلاد، داخلياً وخارجياً، لبقية العقد وربما بعد ذلك ــ في ظل مراقبة الخبراء في مختلف أنحاء العالم عن كثب.
aXA6IDE4LjExNy4yMzIuMjE1IA== جزيرة ام اند امز