بايدن.. رئيس غائب رغم الأحداث الكبرى
في الوقت الذي يتزايد فيه انتقاد جو بايدن بسبب تقدمه في العمر، يظل الرئيس الأمريكي بعيدا عن الأضواء رغم الأحداث الكبرى من حوله.
ويثير هذا النهج قلق الكثيرين داخل الحزب الديمقراطي الذين يرون أنه يتعين على بايدن اغتنام الفرص لمواجهة الانتقادات بشأن عمره وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية في تقرير لها.
وقبل أيام شن بايدن ضربة انتقامية ردا على مقتل 3 جنود في الهجوم على قاعدة أمريكية بالشرق الأوسط وتوقع كثيرون أن يوجه الرئيس خطابا للأمة لكنه اكتفى بدلا من ذلك بإصدار بيان مكتوب حذر فيه من اتخاذ المزيد من الإجراءات ولا توجد لدى بايدن أي نية حاليا لمخاطبة الأمة حتى مع استمرار الضربات.
وتعليقا على ذلك قال 3 من كبار المسؤولين في إدارة بايدن رفضوا الكشف عن هويتهم إن الرئيس كان مدفوعًا بمخاوف من أن إلقاء خطاب كبير قد يؤدي إلى تصعيد التوترات مع إيران وإثارة صراع إقليمي أكبر.
وقال جوليان زيليزر، المؤرخ الرئاسي في جامعة برينستون "يظل جزء من هذا هو رد الفعل المستمر على الرئيس السابق ترامب، الذي كان في المقدمة طوال الوقت.. يحاول بايدن أن يفعل العكس ويركز على الحكم بهدوء" معتبرا أن ذلك يمنح تصورا بأنه "شخص غير مسيطر".
وفي الفترة التي سبقت الانتخابات التمهيدية في ساوث كارولينا، ظهر بايدن عدة مرات في الولاية وتضمن ذلك إلقاء تصريحات قبل أسبوعين في كنيسة تاريخية، وبدلا من التخطيط لتجمعات انتخابية أجرى مساعدو بايدن سلسلة من المقابلات الإذاعية على محطات ذات جماهير كبيرة في أوساط الأمريكيين من أصول أفريقية.
وبعد فوزه في جولة من الانتخابات التمهيدية لم يكن بايدن في ساوث كارولينا للاحتفال وعوضا عن ذلك اتصل بحليفه النائب جيمس كلايبورن، الذي وضعه على مكبر الصوت ليسمعه الحاضرون في حفل النصر.
ويقول مساعدو بايدن إنهم يركزون على الجهود التي تصل إلى الناخبين بأكبر قدر من الكفاءة حتى لو لم تتناسب مع قالب الحملات الرئاسية السابقة.
وقال نائب السكرتير الصحفي أندرو بيتس: "الرئيس يتنقل عبر البلاد بمعدل يتجاوز غالبًا جداول سفر أسلافه، ويتحدث إلى الشعب الأمريكي عن حياتهم والقضايا الأكثر أهمية بالنسبة لهم".
وللعام الثاني على التوالي قرر بايدن كسر التقاليد الرئاسية وعدم إجراء مقابلة قبل مباراة "سوبر بول" وهي مباراة سنوية فاصلة لتحديد بطل الموسم لبطولة الرابطة الوطنية لكرة القدم الأمريكية.
واستغل خصوم بايدن السياسيون هذا القرار للهجوم عليه واعتبر الرئيس السابق دونالد ترامب، الخصم المحتمل لبايدن في الانتخابات العامة، أن قرار الرئيس الحالي كان بسبب عدم قدرته على الإجابة عن الأسئلة الأساسية.
لكن مساعدي بايدن وحلفاءه قالوا إن المقابلة لم تعد تحمل نفس الطابع الذي كانت عليه من قبل واعتبروا أن المشاهدين لا يريدون أن يقاطع السياسيون يومهم في اللعبة.
وأضافوا أن ما كان في السابق فرصة خفيفة لإضفاء طابع إنساني على الرئيس أصبح الآن لا يمكن تمييزه عن معظم الاجتماعات الأخرى.
وقالت جينيفر بالميري، مديرة الاتصالات السابقة في البيت الأبيض في إدارة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما "عندما كان هناك المزيد من الوحدة في البلاد وكانت الأمور أقل انقساما، يمكن أن تكون لحظة ممتعة غير رسمية".
ومع ذلك تبدو المقابلة فرصة ضائعة بالنسبة للرئيس الذي يكافح في استطلاعات الرأي لكن مساعدي بايدن يقولون إن تركيزهم ينصب على التغطية الإعلامية المحلية، واللقاءات الشخصية واللحظات واسعة الانتشار التي تلعب دورًا في تعزيز نقاط قوة بايدن.
aXA6IDE4LjExOS4xNTkuMTk2IA== جزيرة ام اند امز