إقناع بايدن بالتنحي.. هؤلاء فقط من يمكنهم ذلك
مجموعة صغيرة واحدة فقط قادرة على إخراج جو بايدن من السباق نحو البيت الأبيض، فمن تكون؟
في تجمع حاشد انتظم قبل أسبوع بماديسون بولاية ويسكونسن، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن "بعض الناس.. يحاولون إخراجي من السباق". وكان السؤال من يقصد الرئيس الأمريكي؟
بالتأكيد لم يكن يقصد خصمه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب أو الجمهوريين الذين التزموا الصمت بشأن قضية انسحابه من الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ولم يكن بايدن يقصد -أيضا- الديمقراطيين في الكونغرس الذين أعلن غالبيتهم دعمهم العلني للرئيس بما في ذلك زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ تشاك شومر وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز.
كما لم يطالب سوى 6 نواب فقط الرئيس بالانسحاب، فيما ألمح سيناتور واحد فقط إلى ضرورة تنحيه.
ولم يكن بايدن يتحدث عن نخبة النقاد على قنوات التلفزيون الكابل وفي صحيفتي «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، فهذه الطبقة لها تأثير ضئيل أو معدوم على الناخبين العاديين.
ولم يكن يفكر في ذوي «اللحى الرمادية» أو ما يقصد بهم كبار رجال الدولة غير الرسميين ممن يتمتعون بنفوذ غير عادي وراء الكواليس، مثل الرئيسين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون، فلم يعد هناك وجود لهذه المجموعة في ظل الحزبية المفرطة بواشنطن اليوم.
هؤلاء فقط
مثله مثل الحزب الجمهوري، لم يعد الحزب الديمقراطي أكثر من آلة وطنية لجمع التبرعات، الأمر الذي يجعل مجموعة صغيرة واحدة فقط قادرة على إخراج بايدن من السباق.
والمجموعة تتمثل في المانحين الأثرياء، وفقا لوزير العمل الأمريكي الأسبق وأستاذ السياسة العامة في جامعة كاليفورنيا روبرت رايش، الذي أكد في مقاله بصحيفة "الغارديان" البريطانية أن هؤلاء المانحين هم الأشخاض الذين يثيرون غضب بايدن.
وأشار رايش إلى اتصال بايدن صباح الاثنين الماضي، ببرنامج "صباح جو" على قناة "إم إس إن بي سي"، حيث انتقد المانحين الكبار الذين يدفعوه للانسحاب، قائلا: "أشعر بإحباط شديد من نخب الحزب.. أنا لا أهتم بما يعتقده أصحاب الملايين."
وكانت هذه المرة الأولى التي يعترف فيها أي رئيس حديث بأن نخب الحزب هم أصحاب الملايين (والمليارديرات) الذين يمولونه، الأمر الذي يمنحهم قوة سياسية غير عادية ربما تكون كافية لدفع بايدن خارج السباق.
«الحقيقة»
وقال رايش: "أنا لا ألوم بايدن. إنه ببساطة يقول الحقيقة. لقد أصبحت طبقة المانحين في أمريكا قوية إلى حد غير عادي في كلا الحزبين".
وأشار إلى أن الرئيس وكبار مساعديه لا يخفون هذه الحقيقة، بل يصورون جهود عزله على أنها مدفوعة من قبل النخبة الثرية، وهو أمر قد يكون مبالغا فيه، في ظل استطلاعات الرأي التي تكشف عن قلق واسع بين الجمهور من عمر بايدن.
ومع ذلك يواصل بايدن مغازلة النخبة الثرية، فبعد ساعات من مداخلته الهاتفية، أجرى مكالمة جماعية عبر الفيديو مع المانحين أخبرهم خلالها أنه سيبقى في السباق وأنه يتعين عليهم تحويل تركيز الحملة بعيدًا عنه لتركز على ترامب.
وأوضح رايش أن المناقشات المستمرة حول انسحاب بايدن من السباق لا طائل منها لأنه لن تتمكن سوى مجموعة واحدة من إقناعه، فإذا قرر هؤلاء وقف تمويل الحملة فلن يكون لدى بايدن أي فرصة للفوز.
aXA6IDE4LjIyNi44Mi45MCA= جزيرة ام اند امز