انتخابات أمريكا 2024.. بايدن وترامب يرسمان "الطريق الثالث"
حالة إحباط تترجمها استطلاعات الرأي بالولايات المتحدة الأمريكية، تفتح مسارات الانتخابات الرئاسية المقبلة خارج الحزبين التقليديين.
ويشكل الحزبان الجمهوري والديمقراطي قطبين يتنافسان على رئاسة البلاد، لكن يبدو أن معطيات متراكمة تدفع نحو "فرصة غير مسبوقة" لمرشح مستقل أو مرشح حزب ثالث للحصول على المنصب، حيث يتطلع كثير من الأمريكيين لرؤيتهما خارج البيت الأبيض.
وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن 58% من الناخبين منفتحون على وجود شخصية معتدلة من خارج الحزبين الرئيسيين في 2024، بحسب شركة "هاريس" لاستطلاعات الرأي، وهو ما يشير إلى حالة إحباط عميق لدى الأنصار التقليديين للحزبين الديمقراطي والجمهوري على حد سواء.
وكان آخر مرشح ترك مثل هذا الانطباع الكبير في سباق رئاسي هو روس بيرو، رجل الأعمال الملياردير الذي حصل على 18.9 % من الأصوات عام 1992، وهي أكبر نسبة بعدما حل تيودور روزفلت بالمرتبة الثانية عام 1912 عقب رحيله عن الحزب الجمهوري.
وطبقًا لصحيفة "التايمز"، لم يظهر حتى الآن أي مرشح بديل لانتخابات 2024، لكن هناك احتمالات مثيرة للاهتمام من جانبي الطيف السياسي، تتضمن رجل الأعمال أندرو يانغ، الذي شارع في الانتخابات التمهيدية عن الحزب الديمقراطي عام2020، وأطلق حزب "إلى الأمام" العام الماضي، في حين قد تقرر محافظة مناهضة لترامب مثل ليز تشيني، معارضة الرئيس السابق إما داخل الحزب الجمهوري وإما خارجه.
وسئل الناخبون عما إذا كانوا "سيفكرون في مرشح مستقل معتدل للرئاسة إذا كانت المواجهة عام 2024 بين دونالد ترامب وجو بايدن".
وتضمنت نسبة الـ58% من الناخبين: 60% من الديمقراطيين، و47% من الجمهوريين، و71% من الناخبين المستقلين، وكان الشعور أقوى بين شباب الناخبين، حيث أجاب 66% ممن تراوحت أعمارهم ما بين 18 و49 عاما بالإيجاب.
وقال مارك بين، المدير المساعد لمركز هارفارد للدراسات السياسية الأمريكية: "تريد أمريكا المضي قدما للأمام وليس للخلف. لم أر مطلقا رقما بهذا الارتفاع لمرشح مستقل".
مفارقة
وسلط الاستطلاع الضوء على المفارقة الكامنة في صميم الاستياء العام من نظام الحزبين الأمريكي: ففي حين لا تريد الغالبية العظمى من الناس أن ترى بايدن (الحزب الديمقراطي) أو ترامب (الحزب الجمهوري) على بطاقة الاقتراع، يظل كلاهما المرشح الرئيسي بين المؤيدين الملتزمين لكلا الحزبين.
وإجمالًا، قال 63% من المشاركين في الاستطلاع إنهم لا يريدون أن يترشح بايدن لفترة ولاية ثانية، ولم يرد 55% أن يترشح ترامب مجددا.
وبين قواعدهما الخاصة، كان بايدن المرشح الرئاسي الأول لانتخابات 2024 بنسبة دعم ديمقراطي 37 %، تليه كامالا هاريس بنسبة 14%.
وفي الانتخابات المقبلة، سيبلغ ترامب 78 عاما بينما سيكون أمام بايدن أسبوعين على عيد ميلاده الـ82. وينظم ترامب حملة كما لو أنه سيترشح، بالرغم من عدم إعلانه عن ترشحه، فيما يؤكد بايدن أنه سيترشح مجددا.
وأشارت صحيفة "التايمز" إلى أن مرشحي الحزب الثالث أو المستقلين الذي يجذبون الانتباه عادة ما يكونون أثرياء ومعروفين بالفعل للناس.
وكان المغني كاني ويست الأكثر شهرة بين مئات المرشحين البدلاء عام 2020، لكن كانت هناك شكوك بأن هدفه الحقيقي كان مساعدة ترامب بسحب الأصوات من بايدن.
وقال يانغ (47 عاما) إن حزبه "إلى الأمام" منفتح على كل من الديمقراطيين والجمهوريين، وهو في الأساس وسيلة ضغط لإصلاح سباق الانتخابات التمهيدية حتى لا يدعموا مرشحين متشددين.
ويترك هذا احتمالا لإمكانية ترشحه للرئاسة، بالرغم من أنه في نظام عادة ما ينظر إلى المرشح الثالث على أنه يسحب الأصوات من جانب أو آخر، قد يتهم بتقسيم أصوات الديمقراطيين.
وهناك شخصية شهيرة ارتبطت منذ فترة طويلة بالمرشح المستقل وهو دوين جونسون، المصارع والممثل المعروف بـ"ذا روك".
وقال جونسون لصحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية العام الماضي: "سأفكر في الترشح للانتخابات الرئاسية بالمستقبل إذا كان هذا ما يريده الناس".
aXA6IDE4LjExOS4xMzMuMjA2IA== جزيرة ام اند امز