تجنب الأسئلة الصعبة.. بايدن وترامب يسلكان الدرب الآمن للبيت الأبيض
رغم تباعد مساري دونالد ترامب وجو بايدن، فإن ساكني البيت الأبيض السابق والحالي يشتركان في نقاط، تتجاوز الشيخوخة التي تعد السمة المميزة لهما.
فبحسب موقع «أكسيوس» الأمريكي، فإن الرئيس بايدن وسلفه ترامب يشتركان في شيء واحد كبير يتجاوز الشيخوخة، يتمثل في: تجنب الأسئلة الصعبة من قبل الصحفيين.
وخلال السنوات الثلاث التي قضاها في منصبه، رفض بايدن إجراء مقابلة واحدة مع مراسلي البيت الأبيض لصحيفة نيويورك تايمز أو واشنطن بوست أو صحيفة وول ستريت جورنال. لكنه جلس مرتين مع الممثل الكوميدي الودود جيسون بيتمان.
المساحات الآمنة
وضع اعتبره «أكسيوس» بمثابة جنوح من الرئيس الأمريكي إلى «الفضاء الآمن»، مشيرًا إلى أنه بينما من المرجح أن يتحدث بايدن إلى وسائل الإعلام الرئيسية، سيتحدث ترامب إلى غرف الإعلام.
لكنّ كليهما يلجأ للحديث «مع المتملقين والمؤيدين والصحفيين المتعاطفين»، بحسب الموقع الأمريكي، الذي قال إنه بالنسبة لترامب، فإن الأمر يتعلق في الغالب بازدراء وسائل الإعلام، أما بالنسبة لبايدن، فإن المقربين منه يقولون إن لديه تخوفًا جزئيًا من أن يخرج الرئيس عن النص أو يفسد إجابة تزيد من المخاوف بشأن عمره.
وبحسب الموقع الأمريكي، فإن «هذه هي المرة الأولى منذ أكثر من 60 عامًا التي يقوم فيها الرئيس الحالي بتضييق الخناق على غرفة الأخبار في صحيفة نيويورك تايمز لإجراء مقابلة رسمية».
وقد عقد بايدن جلسات منفصلة لاثنين من كتابي الرأي الودودين، ديفيد بروكس وتوم فريدمان، اللذين تناولا شطيرة سلطة التونة ونسبا للرئيس «أفضل أداء في إدارة التحالف وتعزيزه» منذ الرئيس جورج بوش الأب.
وبدءًا من جون كنيدي، جلس كل الرؤساء الآخرين لإجراء مقابلة مع صحفي في غرفة الأخبار في صحيفة التايمز، في تقليد يعود تاريخه إلى فرانكلين روزفلت، الذي خدم في الفترة من 1933 إلى 1945.
وقالت صحيفة التايمز لموقع «أكسيوس» إن الفجوة الوحيدة في هذا التقليد كانت تعود إلى دوايت أيزنهاور، الذي فضل التحدث إلى المراسلين في مجموعات بدلاً من المقابلات الفردية.
وقالت إليزابيث بوميلر، مديرة مكتب الصحيفة في واشنطن، لموقع «أكسيوس»، إن صحيفة «التايمز» اقترحت سلسلة من المقابلات حول السياسة الخارجية، من بين مبادرات أخرى.
محطات استثنائية
على الجانب الآخر، يزور ترامب بشكل متكرر قناة «فوكس نيوز» والمنافذ الأيديولوجية، إلا أنه أجرى بشكل استثنائي هذا العام مقابلة هاتفية ماراثونية مع قناة «سي إن بي سي» في مارس/آذار الماضي.
وقال بيتس، المسؤول في البيت الأبيض: «الرئيس بايدن يجوب البلاد بمعدل يتجاوز في كثير من الأحيان جداول سفر أسلافه، ويتحدث إلى الشعب الأمريكي عن حياتهم والقضايا التي تهمهم أكثر، (..) كل ما سبق من اتصالات وإستراتيجية رقمية تسلط الضوء على كيفية كفاحه من أجل العائلات وقيمها».
بينما قال جيسون ميلر، أحد كبار مستشاري ترامب: «الرئيس ترامب أكثر سهولة بالنسبة للصحافة والشعب الأمريكي... هذا هو السؤال الأساسي لتأكيد هذه النقطة: جو بايدن، هل ستلتزم، الآن، بمناظرة الرئيس ترامب؟».
وعندما سُئل بايدن الشهر الماضي عن مناقشة ترامب، قال: «الأمر يعتمد على سلوكه».
وتستخدم مارثا جوينت كومار، الأستاذة الفخرية في جامعة توسون (ماريلاند)، جداول البيانات لتتبع كل حوار يجريه رؤساء الولايات المتحدة مع الصحفيين منذ عهد رونالد ريغان، مشيرة إلى أن نهج بايدن يتماشى مع تطور ممارسات البيت الأبيض على مدى أربعة عقود؛ فكل رئيس يريد أن يذهب إلى حيث يوجد القراء والمشاهدون.
وأشارت كومار إلى أن وتيرة المقابلات التي أجراها بايدن تزايدت في عام إعادة انتخابه هذا، فأحصت 117 مقابلة منذ تنصيب بايدن، حتى 16-29 أبريل/نيسان الجاري.
وعلى النقيض من ذلك، أجرى ترامب 326 مقابلة خلال الفترة المماثلة من رئاسته، حسبما يظهر إحصاء كومار الدقيق.
في حين أن بايدن لم يجر العديد من المقابلات مع الصحفيين مثل بعض أسلافه، فقد أجرى 568 تبادلًا قصيرًا للأسئلة والأجوبة حيث أجاب على سؤال واحد أو أكثر.
وجد كومار أنه خلال نفس الفترة من رئاسته، أجرى رونالد ريغان 15 مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست فقط، بما في ذلك ستة مقابلة مع مراسل البيت الأبيض لو كانون .