مع اقتراب الحرب من عامها الثاني.. هل تتبدل خيارات الغرب بشأن أوكرانيا؟
مع اقتراب الحرب الروسية الأوكرانية من عامها الثاني، اعتبرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن الغرب وصل إلى نقطة فاصلة مصيرية بشأن كييف، في ظل القرارات التي تلوح في الأفق حول تعزيز الدعم للمعركة في مواجهة الهجمات الروسية.
وبحسب تحليل للشبكة الأمريكية فإن الوقت ينفد بسرعة أمام الولايات المتحدة وحلفائها لإرسال المزيد من الأسلحة القوية وتدريب الجنود الأوكرانيين على كيفية استخدامها، وذلك قبل عام ثان قد يكون حاسما في مسار الحرب قد يشهد هجوما روسيًا شرسا جديدا.
وفي ظل الخلافات وتمسك كل طرف بموقفه، أكدت أن أي أمل في نهاية تفاوضية للحرب أبعد مما كانت على الإطلاق، وهي حقيقة يبدو أنها تزيد من عزم ووحدة التحالف الغربي في لحظة حاسمة.
ويعتزم الشركاء الآن تزويد أوكرانيا بالدبابات والمركبات المدرعة، حيث ينضم الكثيرون إلى الولايات المتحدة في إرسال صواريخ باتريوت – وهي خطوات كانت لتكون محظورة في وقت مبكر من الحرب من أجل تجنب مزيد من الاستفزاز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأشار التحليل إلى أن أوكرانيا، بالنظر إلى محنتها الأليمة، سترغب دائما في المزيد. وفي حين ستكون الخيارات التالية للغرب قائمة في النهاية على تقييم مصالحها الخاصة، يستحيل تجاهل شجاعة ومعاناة كييف.
وخلال المنتدى الاقتصادي العالمي، الثلاثاء، قالت السيدة الأولى الأوكرانية أولينا زيلينسكا: "نواجه انهيار العالم كما نعرفه، الطريقة التي اعتدنا عليها، أو ما نطمح إليه".
واعتبر تحليل الشبكة الأمريكية أن الأسئلة التي يواجهها الغرب الآن خطيرة، لكنها مألوفة كذلك، والتي تدور حول المدى الذي يجب على حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذهاب إليه في تزويد أوكرانيا بالأسلحة الهجومية الأكثر تطورا، والخطوط الحمراء الروسية قبل أن يستفز أي إجراء غربي تصعيدا هائلا – والذي قد يتضمن استخدام السلاح النووي بساحة المعركة والتي قد تفضي إلى عصر جديد مرعب من الحرب وخطورة اندلاع مواجهة أمريكية روسية.
ثم هناك السؤال عن مدى استمرار الدعائم السياسية للجهود الغربية الاستثنائية لإنقاذ أوكرانيا، في الولايات المتحدة وأوروبا – حتى وإن أضعف الشتاء المعتدل جهود بوتين لشن حرب طاقة ضد المدنيين.
ويواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن والقادة الغربيون معضلة أصبحت أكثر خطورة فقط بعد المقاومة الأوكرانية والقدرة المذهلة على تكبيد الجيش الروسي خسائر فادحة، وفق سي إن إن.
وهنا يكمن السؤال فيما إذا كان الغرب ملتزما بمساعدة أوكرانيا على إخراج روسيا من جميع أراضيها، إذ أن ذلك الهدف قد يشكل في النهاية اضطرابا سياسيا غير متوقع داخل موسكو وحتى تهديدا لبوتين، أم يقصر جهوده على مساعدة أوكرانيا على النجاة دون تحقيق الفوز.
وقال الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك، القائد السابق لحلف شمال الأطلسي (الناتو) لـ"سي إن إن"، الثلاثاء، إنه يتعين على الغرب فعل المزيد، لاسيما في أعقاب هجوم دنيبرو، مشيرا إلى أنه "يتعين علينا إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا لإخراج روسيا. روسيا لا تتراجع عما تفعله، ويحشد بوتين مزيدا من القوات. يخطط لهجوم آخر. من الرائع تزويدهم بعشر دبابات من بريطانيا، لكن تحتاج أوكرانيا إلى (ما يتراوح بين 300 إلى 500 دبابة. من الرائع أننا نحاول أن نرسل إليهم بضع مدافع هاوتزر. لكنها ليست كافية. يجب أن نتعامل مع ذلك بجدية".
وتحدث بايدن مع المستشار الألماني أولاف شولتز، الثلاثاء، واستقبل رئيس الوزراء الهولندي مارك روته بالمكتب البيضاوي. وزار وفد رفيع المستوى من الحكومة الأمريكية أوكرانيا.
وسافر الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية إلى بولندا للقاء نظيره الأوكراني للمرة الأولى. كما سيحضر الاجتماع التالي لمجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا في ألمانيا هذا الأسبوع عندما تجتمع 50 دولة للتعهد بتقديم دعم جديد لكييف.
وقال بايدن لروته، الثلاثاء: "نكثف حمايتنا للقيم الديمقراطية بشتى أنحاء العالم... بما في ذلك الوقوف بقوة مع أوكرانيا". وردا على ذلك، توقع القائد الهولندي أن يذكر التاريخ الدور الذي لعبه في إنقاذ أوكرانيا، قائلا: "أشيد بك شخصيا وبالولايات المتحدة على قيادتكم".
وجاء تعليقه كتذكير بالدور التاريخي بلا شك الذي لعبه بايدن في إعادة تنشيط تحالف الحرب الباردة ضد روسيا. لكنه، وفق "سي إن إن" كان له صدى بشكل خاص لسببين، الأول أن إرث بايدن في أوكرانيا لن يعني شيئا دون مواصلة واشنطن تمويل وتسليح قوات زيلينسكي طالما استمر الصراع.
أما الثاني، فتظهر تعليقات روته أنه بالرغم من العاصفة بشأن اكتشاف بعض من وثائق بايدن السرية التي تعود إلى فترة توليه منصب نائب الرئيس، يلعب الرئيس على مسرح أكبر له تداعيات وخيمة على الأمن القومي والتي ستتردد لفترة أطول من أحدث فضائح واشنطن.
ونادرا ما كانت اللهجة الغربية في دعم أوكرانيا بمثل هذه الصرامة، لكن ستوضح الأيام المقبلة ما إن كانت تعهدات المساعدات العسكرية تطابق تلك العزيمة.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTE1IA== جزيرة ام اند امز