"وول ستريت جورنال": إطالة الحرب الأوكرانية في صالح روسيا
أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن إطالة أمد الحرب الأوكرانية قد تكون في صالح روسيا، رغم الانتكاسات الأخيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرهان في موسكو -والخوف في كييف- يعتمد على فقد الغرب حماسته قبل أن تتعرض روسيا لهزيمة حاسمة، وفقا للصحيفة الأمريكية.
ووفقا للصحيفة، لم تتحقق أي من الرهانات الروسية حتى الآن بشأن نشوب خلافات بين مؤيدي أوكرانيا، فقد قلصت أوروبا بشكل كبير من اعتمادها على الطاقة الروسية دون كوارث سياسية.
لكن إعلان روسيا عن حشد مئات الآلاف من الجنود في سبتمبر/أيلول وتحويل اقتصادها إلى "اقتصاد حرب"، يجعل الوقت في صالح موسكو، ناهيك أن واشنطن وحلفاءها لم يقوموا حتى الآن بإدخال أي تعديلات ضرورية، خاصة في الإنتاج العسكري، للحفاظ على دعم أوكرانيا في حرب قد تستمر لعدة سنوات.
ويؤكد هذا الرأي برونو تيرتريس، نائب مدير مؤسسة البحوث الاستراتيجية بباريس، بقول "أوروبا ليست مستعدة لحرب تقليدية طويلة الأمد".
الكونغرس ومساعدات أوكرانيا
وبحسب الصحيفة فإن الأمر ذاته ينطبق على الولايات المتحدة، فرغم مصادقة الكونغرس الشهر الماضي على حزمة مساعدات بقيمة 44.9 مليار لدعم أوكرانيا، لكن سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب تعني أن تمرير المزيد من المساعدات العسكرية والمدنية لكييف سيكون أكثر تعقيدا.
ويرى إدوارد سترينغر، الرئيس السابق للعمليات في هيئة أركان الدفاع البريطانية، أنه إذا كان الوقت يصب في صالح روسيا، فينبغي على الغرب زيادة الدعم لأوكرانيا خلال الأشهر المقبلة، والتخلي عن الحذر المفرط الذي تتسم به عمليات تسليم الأسلحة حتى الآن.
ونوهت الصحيفة إلى أن العملية العسكرية الروسية تمكنت من تدمير صناعة الدفاع الأوكرانية، وباتت البلاد تعتمد الآن بشكل كامل تقريبا على الأسلحة والذخيرة التي قدمها الغرب، وعلى الرغم من ضعف حجم الاقتصاد الروسي، مقارنة بالقوة المشتركة للولايات المتحدة وحلفائها في منظمة حلف شمال الأطلسي، لكن مشتريات الدفاع الغربية وعملية التصنيع -على عكس روسيا- تلتزمان إلى حد كبير بالإجراءات والجداول الزمنية في أوقات السلم.
القوة البشرية
كما ترى أيضا أن حسابات القوى العاملة تعمل على المدى الطويل لصالح موسكو، حيث يبلغ عدد سكان روسيا 3.5 أضعاف عدد سكان أوكرانيا، إضافة إلى قدرة روسيا أيضاً على توسيع إنتاجها من الذخيرة لمواكبة وتيرة القتال.
ورغم استمرار واشنطن وحلفاؤها في إنشاء خطوط إنتاج ذخيرة جديدة، لكن لا يتوقع أن تُحدث فارقا كبيرًا حتى العام المقبل، مما يخلق فجوة خطيرة محتملة بين القوة النارية لأوكرانيا وروسيا في النصف الثاني من العام الجاري.
وذكر الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ: "يجب ألا نقلل من شأن روسيا، إنهم يحشدون المزيد من القوات، ويعملون جاهدين للحصول على المزيد من المعدات والذخيرة، وقد أظهروا استعدادا للمعاناة فعليا لمواصلة الحرب. كما لا يوجد مؤشر على تغيير الرئيس بوتين الهدف العام لحربه ضد أوكرانيا. لذلك نحن بحاجة إلى الاستعداد لحرب طويلة".
معركة وجودية
وأكدت الصحيفة أن التعبئة الأخيرة سمحت للرئيس بوتين بتحقيق الاستقرار في خط المواجهة، وشن هجوم مضاد حول مدينة باخموت في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، ما يجعل من احتمالات التوصل إلى تسوية تفاوضية أمرا بعيد المنال في المستقبل المنظور.
يقول إيفو دالدر، سفير الولايات المتحدة السابق لدى الناتو الذي يرأس مجلس شيكاغو للشؤون العالمية: "إن أي فكرة عن عملية السلام قد ولت لأن بوتين يبذل قصارى جهده للتأكيد على أن الحرب باتت معركة وجودية بالنسبة له".
aXA6IDE4LjIwNy4yNTUuNjcg جزيرة ام اند امز