دافوس 2023.. كيف أثرت حرب أوكرانيا على سياسات العالم الدفاعية؟
بعد نحو عام على بداية الحرب الروسية الأوكرانية، يحتل النزاع وتداعياته على السياسات العالمية في مجالي الدفاع والطاقة، حيزا كبيرا في مناقشات منتدى دافوس الذي انطلق أمس ويستمر حتى 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
وتسببت أزمة أوكرانيا في تصاعد وتيرة التسلح عالميا، حيث رفعت موسكو إنفاقها العسكري بنسبة 2.9%، بينما قفز الإنفاق الأوروبي بمعدل 19%، في حين أقرت طوكيو مراجعة جذرية لسياستها الدفاعية.
وأدت حرب أوكرانيا إلى تغيير لافت للسياسة العسكرية التي ظلت برلين تتبعها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث أعلنت ألمانيا تخصيص 100 مليار يورو لصندوق خاص يستهدف تعزيز المنظومة الدفاعية للقوات المسلحة، فيما تزداد الدعوات إلى مضاعفة هذا الرقم إلى 3 أضعاف.
وفي 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي أدخلت اليابان تعديلات غير مسبوقة على استراتيجية الأمن القومي الراسخة في البلدان منذ الحرب العالمية الثانية، حيث قررت زيادة إنفاقها العسكري والتخلي بشكل نسبي عن سياسات التقيد العسكري المتبعة منذ عقود، من أجل امتلاك القدرة على تنفيذ هجوم مضاد حال وقوع أي استهداف لأراضيها.
والشهر الماضي، وافق مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون يمهد الطريق لوصول ميزانية الدفاع إلى مستوى قياسي يبلغ 858 مليار دولار العام المقبل، بزيادة 45 مليار دولار عن الميزانية التي اقترحها الرئيس جو بايدن.
وفي مارس/آذار 2022، أعلنت الصين زيادة إنفاقها العسكري وسط تصاعد التوتر العالمي حيث كشفت وزارة المال الصينية زيادة الميزانية العسكرية بـ 7.1% عند افتتاح الدورة السنوية العامة للجمعية الوطنية الشعبية.
وعلى خط الحرب، قالت حكومة بولندا إنها ترغب في زيادة إنفاقها الدفاعي إلى 3 % من الناتج المحلي الإجمالي في 2023 وستبدأ برنامجا مكلفا للغاية للتوسع في هيكلة الجيش وإعادة تسليحه على مدار الأعوام الخمسة المقبلة.
وتتصارع القارة الأوروبية مع أزمات متداخلة، وقبل كل شيء عواقب حرب روسيا وأوكرانيا ومزيج مؤلم من التضخم المرتفع والنمو الضعيف.
وخلال منتدى دافوس، توجه سيدة أوكرانيا الأولى أولينا زيلينسكا رسالة إلى مئات القادة السياسيين وصناع السياسات والرؤساء التنفيذيين المجتمعين في منتجع التزلج السويسري.
ومن المرتقب كذلك أن تشارك وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدينكو،الثلاثاء، وأيضا الرئيس البولندي أندريه دودا الذي وعد مؤخرا بإرسال دبابات قتال ليوبارد إلى أوكرانيا.
فيما لن يشارك الرئيس الصيني شي جين بينغ هذا العام، غير أن نائب رئيس مجلس الدولة ليو خه كان في البرنامج الصباحي. وشارك رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ورئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين، ونجوزي أوكونجو إيويالا رئيسة منظمة التجارة العالمية.
وفي تقريره السنوي، حذر المنتدى الاقتصادي العالمي القادة من المخاطر العالمية من أن أزمات الغلاء والطاقة والإمدادات الغذائية المرتبطة بها، هي أكبر التهديدات قصيرة الأجل في العالم، حيث يتوقع غالبية الاقتصاديين ركودا عالميا في عام 2023.