الانتخابات الأمريكية.. نسبة الـ16% تعكر فوز بايدن ببطاقة ميشيغان
رغم فوزه السهل في ولاية ميشيغان، عكرت نسبة الـ16% من الديمقراطيين غير الملتزمين بانتخابه صفو الانتصار المريح فيظل غياب المنافسة.
وأبدى العرب في ميشيغان الثلاثاء رفضهم لسياسات بايدن بشأن غزة، وهم كتلة أسهمت في فوزه في الانتخابات السابقة بفارق ضئيل عن منافسه الجمهوري دونالد ترامب في الولاية خلال الانتخابات السابقة.
وجاءت نتيجة الانتخابات التمهيدية للحزبين خالية من التشويق، إذ لا وجود لمنافسة فعلية تقريبا لبايدن في الترشيح الديمقراطي، بينما أعلن الجمهوريون عن فوز دونالد ترامب بشكل مبكر في انتخاباتهم التي تنقسم إلى مرحلتين ولا تختتم إلا مع نهاية الأسبوع.
وبعد إغلاق مراكز الاقتراع مساء الثلاثاء، أفادت المقاطعات في نتائج أولية بأن 16% من الديمقراطيين في الولاية صوتوا بـ"غير ملتزم" بدلا من إعطاء صوتهم لبايدن، في إطار حملة لإقناع الرئيس بالتراجع عن دعمه لإسرائيل.
وخلال الدورتين الانتخابيتين الأخيرتين لم تتجاوز نسبة غير ملتزم" 2%، بينما بلغت 11% في المرة الأخيرة التي سعى فيها رئيس ديمقراطي في الحكم إلى إعادة انتخابه، حين فاز باراك أوباما عام 2012.
ولا يواجه بايدن البالغ من العمر 81 عاماً أي معارضة جدية لترشحه لولاية ثانية في البيت الأبيض. ولكن مع تزايد عدد القتلى المدنيين في الحملة العسكرية التي تنفذها إسرائيل في غزة ضد حماس، تراجع تأييده بين المسلمين والعرب الأمريكيين.
وتضم هذه الولاية في الغرب الأوسط الأمريكي أكبر نسبة من السكان الذين يُعرفون بأنهم من أصل شرق أوسطي أو شمال أفريقي في البلاد، ويتركز معظمهم حول ديترويت.
ولن يمنع ذلك على الأرجح نيل بايدن بطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي بسهولة إذ إن نتائج منافسه الرئيسي المحتمل، عضو الكونغرس عن ولاية مينيسوتا دين فيليبس، متدنية في استطلاعات الرأي.
لكن من شأن عدد كبير من الأصوات القائمة على الاحتجاج أن يثير القلق قبيل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني العامة ندما لن يكون بإمكان بايدن خسارة حتى جزء من أصوات ائتلافه في الولاية.
بدأت الحرب إثر هجوم شنته حماس في إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول وأدى إلى مقتل نحو 1160 شخصا في إسرائيل، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية. لكن القلق تصاعد وسط ارتفاع عدد القتلى المدنيين في الحملة الانتقامية الإسرائيلية، والذي يبلغ الآن نحو 30 ألفًا، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
قال عبد الله حمود، رئيس بلدية ضاحية ديربورن ذات الكثافة السكانية العربية في ديترويت إن التصويت الثلاثاء يتعلق "بمحاسبة الرئيس بايدن على أفعاله". وأضاف على صفحته على إنستغرام "عندما نذهب إلى مركز الاقتراع .. وندلي بصوتنا على أننا "غير ملتزمين"، فإن ما نقوله هو أن قراره بشأن فلسطين غير مقبول، وأن مقتل 30 ألف شخص غير مقبول، وأن المساعدات العسكرية التي لا تتوقف غير مقبولة".
وكتب حمود الأسبوع الماضي في مجلة نيويورك تايمز أن "مع مرور كل يوم وكل دقيقة يفشل فيها الرئيس في فعل الشيء الصحيح، تتضاءل ثقتنا به، أنا وكثيرون غيري".
بدورها، شددت فاطمة الصغير (27 عاما) على أنها تسعى إلى أن يجبر تصويتها بـ"غير ملتزمة" بايدن على تغيير مواقفه.
وقالت "أعتقد أنه من الواضح أن الاستعطاف الإنساني لا يسهم في تغيير مواقف معظم السياسيين، لذا قد تجبره رغبته بالفوز في ميشيغان على الدعوة إلى وقف إطلاق النار".