بايدن و«شي».. طريق غير ممهد يؤدي لـ«قمة الأربعاء»
لم يكن الطريق للقمة المرتقبة بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والصيني شي جين بينغ معبدا بالورود، بل كان مليئا بالكثير من العقبات.
فخلال الأسابيع التي سبقت التحضير للقمة المحتملة مع الرئيس بايدن، طرح المسؤولون الصينيون شروطهم: إذا وافق الرئيس شي جين بينغ على الاجتماع، فإنه يشترط في البداية الاجتماع على مأدبة مع قادة الشركات الأمريكية الكبرى، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
لكن هذا الشرط قوبل بالرفض من البيت الأبيض نظرا للقائمة الطويلة من القضايا الخلافية التي ينبغي التعامل معها أولا، إذ ينبغي على شي لقاء بايدن أولاً قبل لقاء قادة الشركات، وهو ما وافقت عليه بكين وأعادت جدولة العشاء إلى ما بعد القمة.
الطريق إلى القمة كان مليئا بالإهانات الدبلوماسية والمناورات، وفقاً للمقابلات التي أجرتها الصحيفة الأمريكية مع مسؤولين حاليين وسابقين من كلا الجانبين، ومتخصصين في الشؤون الخارجية وغيرهم من المطلعين على مناقشات القمة.
على سبيل المثال، رفض "شي" لأسابيع تلقي مكالمة هاتفية من بايدن، الذي أعلن رغبته في الحوار مع الزعيم الصيني، بعد إسقاط الولايات المتحدة منطاد تجسس صيني مشتبه به في فبراير/شباط، وهي الخطوة التي صدمت بكين.
ولم يتحدث الزعيمان منذ حادث المنطاد، الذي أدى إلى عرقلة زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن المقررة إلى بكين في ذلك الوقت.
وعندما سافر بلينكن إلى بكين في محاولة لرأب الصدع في يونيو/حزيران، وتمكن من مقابلة شي جين بينغ، ظهر بلينكن في وسائل الإعلام الرسمية الصينية وكأنه متوسل، إذ جلس إلى جانب طاولة طويلة في قاعة الشعب الكبرى، بدلا من جلوسه بجوار الرئيس "شي"، كما كان الحال مع سلف بلينكن، مايك بومبيو.
واعتبرت "وول ستريت جورنال" أنه من غير المرجح أن يتمكن قمة بايدن وشي المقررة يوم الأربعاء المقبل، من تجاوز خصومة واشنطن وبكين في سعيهما لإعادة تشكيل النظام العالمي، كما توقعت أن تؤدي السياسة الداخلية إلى تعقيد أي انفراجة.
وقال مسؤولون إن إدارة بايدن تحضر الاجتماع مع بكين في وقت تسعى فيه إلى تجنب انتقادات الجمهوريين وغيرهم من المتشككين تجاه الصين في الكونغرس.
أما شي، الذي أوضح أنه يرى الصين على قدم المساواة مع الولايات المتحدة، فإن النظر إليه كراغب في اللقاء أكثر مما ينبغي للمشاركة من شأنه أن يضر بصورة الرجل القوي التي يسعى للتأكيد عليها في الداخل.
يضاف إلى تلك المعوقات استمرار الإدارة في فرض الإجراءات العقابية التي لم تعجب بكين، وأصدرت أمرا بوقف الاستثمار الأمريكي في التقنيات الرائدة في الصين وتشديد الرقابة على أشباه الموصلات. وتشكل مثل هذه الإجراءات مصدر قلق لمخططي القمة الصينية بسبب احتمال فقدان بكين ماء وجهها إذا تم الإعلان عنها خلال زيارة "شي".
aXA6IDMuMTQxLjMyLjUzIA==
جزيرة ام اند امز