قمة بايدن وشي المقبلة.. سقف «منخفض» ومكاسب «محدودة»
"سقف نجاح منخفض للغاية، وقد لا يسفر عن أي مكاسب كبيرة".. هكذا اعتبر المحلل ديني روي القمة المقبلة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ، في 15 نوفمبر/تشرين الثاني بسان فرانسيسكو.
ويقول روي، الحاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة شيكاغو والزميل البارز في مركز الشرق والغرب في هونولولو، إن "هناك شعورا بأن هذه القمة ستكون نسخة طبق الأصل من اجتماع بايدن وشي في بالي بإندونيسيا".
وأضاف روي، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، أنه "بعد ضجة كبيرة ظلت العلاقات الثنائية ضعيفة. وسرعان ما أصبحت العلاقات حتى أسوأ بعدما أسقطت طائرة مقاتلة أمريكية منطادا صينيا حلق فوق الولايات المتحدة، وزعمت الحكومة الصينية أنه منطاد خاص بالطقس".
ولفت إلى أنه "في ضوء إجماع الحزبين الجمهوري والديمقراطي بين النخب السياسية الأمريكية على أن الصين تسعى على نحو عدواني وعنيف صوب التفوق الجيوسياسي في منطقة آسيا المحيط الهادئ والريادة العالمية في التكنولوجيات المتقدمة المهمة، ليس هناك أي احتمال بأن تخفض إدارة بايدن من المخاطر الاقتصادية من جانبها أو توقف تنشيط الشراكات الأمنية الأمريكية للتصدي للصين، سواء كنتيجة لقمة شي بايدن أو اجتماعات المتابعة بين كبار المسؤولين الصينيين والأمريكيين الآخرين".
واستطرد: "بالمثل، فإن سماع المزيد من ذرائع الصين بشأن تايوان وبحر الصين الجنوبي لن يقنع طاقم بايدن بتغيير سياسات الولايات المتحدة، المتمثلة في الإصرار على حل سلمي لوضع تايوان والاعتراض على المطالب الصينية غير القانونية في بحر الصين الجنوبي".
إدارة المنافسة
ويتمثل هدف واشنطن، من اجتماع سان فرانسيسكو في إحراز تقدم صوب "إدارة المنافسة بشكل مسؤول" من أجل "استقرار العلاقات"، ويعني ذلك على الأقل "كسب تعاون حكومة الصين في إجراءات بناء الثقة وإجراءات خفض التصعيد، بما في ذلك العمل على تجنب الجيش الصيني والوحدات شبه العسكرية التصرفات العدائية والخطيرة في المياه والمجال الجوي الدوليين".
وذكر روي أنه أمر مرحب به أن شي وبايدن سيعلنان، حسبما تردد، استئناف الحوار العسكري الثنائي الأمريكي الصيني الذي كانت بكين قد أوقفته بعدما زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تايوان في عام 2022.
وتعتبر بكين الاهتمام الأمريكي بإقامة "حواجز حماية" في العلاقات الثنائية على أنه خديعة، ومن وجهة النظر الصينية، فإن هدف واشنطن هو أن تظل الصين سلبية بينما تتصرف الولايات المتحدة لتقويض مطالب حكومة الصين السيادية مع الإفلات من العقاب، بحسب المحلل.
وأشار روي إلى أن أي تحسين جوهري في العلاقات الثنائية سيتطلب تخلي طرف أو كلا الطرفين عن السياسات المتمسكين بها بشدة، ونظرا لأن الحزبين السياسيين الرئيسيين في أمريكا يستعدان للانتخابات التي ستجرى العام المقبل، لا يرغب أي سياسي أمريكي، وبصفة خاصة بايدن، في أن يبدو ضعيفا في مواجهة الصين.
وأكد أنه بالنسبة لشي فإنه يواجه عاما صعبا منذ قمة بالي، وكان لمشاكل الصين الاقتصادية الأخيرة تأثير سلبي على الوضع السياسي الداخلي، لكنه من المحتمل أن يكون لدى شي دوافع كبيرة لتحسين العلاقات مع واشنطن، ولكن هل سوف يكون مستعدا لتقديم تنازلات بشأن تايوان وبحر الصين.
واعتبر روي أنه من المرجح ألا يكون شي مستعدا لأن يعرض أكثر من بضع إيماءات ودية سطحية، مثل الترحيب بعقد المزيد من الاجتماعات بين المسؤولين الصينيين والأمريكيين أو الإعراب عن اهتمام بالتعاون في القضايا الدولية مثل تحقيق السلام في الشرق الأوسط أو تغير المناخ، ويساعد هذا في تسهيل عقد قمة مع بايدن كما سيعزز مكانة شي في بلاده.
وخلص روي إلى أن "كل هذه الدلائل تشير إلى استنتاج مفاده أن اجتماع سان فرانسيسكو سيكون صورة طبق الأصل من اجتماع بالي مع تبعات مماثلة".
وكان اجتماع بالي أسفر عن اتفاق على بضع بديهيات ووفقا لتفسير بكين، حيث تعهد بايدن بالتزامات بأن الولايات المتحدة لا تريد "حربا باردة جديدة "أو "صراعا مع الصين، وأنها لا تحاول تخريب النظام السياسي الصيني، وأنها لا توجه تحالفاتها ضد الصين وأنها لا تدعم استقلال تايوان.
غير أنه منذ اجتماع بالي، حدد المسؤولون الصينيون أيضا التغييرات في السياسة الأمريكية التي يرونها ضرورية لتسوية الأزمة في العلاقات الثنائية، والتي يؤكدون بصفة خاصة على 3 مجالات يتعين على واشنطن أن" تصحح أخطاءها" فيها.
وتشمل أن تتخلى واشنطن أولا عن محاولات قمع واحتواء الصين في مجالي التجارة والتكنولوجيا من خلال "عقوبات غير معقولة"، و"الدفع صوب فك الارتباط مع الصين في التكنولوجيا المتقدمة وسلاسل الإمداد الرئيسية"، كما تطالب بكين بأن تتوقف أمريكا عن "تضخيم نظرية التهديد من جانب الصين " و"إقامة تحالف مناهض لبكين".