ضغوط الغرب ودبلوماسية الصين.. هل تنجحان في احتواء الصراع بأوكرانيا؟
ضغوط متزايدة تمارسها الولايات المتحدة من أجل دفع روسيا نحو إنهاء الحرب بأوكرانيا، فيما تترقب موسكو زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الصيني بعد عام من الحرب.
ووفق تحليل نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية فإن إبلاغ موسكو بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيزور أوكرانيا كان خطوة حكومية، ليس فقط لتحذير الروس من أن أي هجوم صاروخي على كييف قد يهدد حياة بايدن، لكن أيضا لمنع أي تصعيد لصراع مباشر بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا.
ولم يذكر البيت الأبيض كيف تم إرسال الإخطار بزيارة بايدن. وبحسب التحليل، ربما تم الأمر عبر السفارات في موسكو وواشنطن لكن جرى على الأرجح تواصل مباشر، أو "قنوات عادية" كما تشير الولايات المتحدة إلى الخط الساخن. واستخدمت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ووزارة الخارجية تلك القنوات بالفعل لتحذير موسكو من تداعيات نشر الأسلحة النووية في الحرب.
وبعد عام من الحرب في أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير/شباط 2022، من المتوقع أن يلقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابا قويا وعدوانيا لتبرير الهجوم الروسي ومن المؤكد أنه سيستخدم زيارة بايدن "كدليل" على أن الناتو والغرب يستخدمان أوكرانيا لخوض قتال بالوكالة على روسيا، بحسب التحليل.
ودائما ما تؤكد روسيا أنها تدافع عن حقوقها ضد الأعداء الغربيين الذين يحاولون تضييق الخناق عليها وإضعافها. وتتردد أصداء القومية الوطنية على نحو متزايد في روسيا حتى بين الشباب، وفق الصحيفة.
ورأى التحليل أنه ليس من قبيل المصادفة على الأرجح أيضًا أن تكون هناك زيارة من المقرر أن يجريها الدبلوماسي الصيني الكبير وانغ يي إلى موسكو لإجراء محادثات، بعد عام بالضبط تقريبا على زيارة بوتين لبكين، حيث أسفرت تلك الزيارة المهمة عن وعد بتضامن عسكري وسياسي، وإدانات مشتركة لـ"عدوان" الناتو.
وغضبت بكين من تحذير وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصين بعدم تسليح روسيا، حيث ترى ذلك تدخلا صارخا في شؤونها الداخلية، وقالت إنها لن تقبل أبدا توجيه أصابع الاتهام أو إكراها.
ومن المؤكد، بحسب التحليل، أن يكون هذا هو الموضوع الرئيسي للمحادثات في موسكو، حيث إن بوتين عاقد العزم على إقناع وانغ بأن الصين ضحية للعداءات الغربية مثل روسيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة قالت إن تحذيرها يستند إلى معلومات استخباراتية موثوقة.
وأشارت إلى أن روسيا في أمس الحاجة لإعادة ملء مخزوناتها المستنفدة من الذخيرة والصواريخ وأسلحة ساحة المعركة، لكن من الصعب تقييم حجم ما يمكن للصين تقديمه. ولا تريد بكين، كما الناتو، الانجرار عسكريا، وتناصر علانية الحل السلمي ورفضت، بسبب حساسيتها تجاه السيادة الوطنية، دعم الحرب الروسية علانية.
واعتبر التحليل أن تحذير الرئيس فولوديمير زيلينسكي من أن أي تسليح صيني لروسيا من شأنه أن يبدأ حربا عالمية ثالثة غير صحيح، موضحا أن الصين، مثل الناتو، عازمة على عدم السماح بتصعيد عالمي للصراع الأوكراني، وحذرت علانية من أي نشر للأسلحة النووية.
ومع ذلك يأمل زيلينسكي أن تخيف كلماته الغرب وتحفزهم، وقد دفعت الاتحاد الأوروبي بالفعل لأن يخبر الصين بأن تقديم دعم فتاك سيكون "خطا أحمر" في علاقاتهم. وبالرغم من أن روسيا أعادت بناء معظم ترسانتها استعدادا لهجوم في الربيع، ربما لا تزال بحاجة للقدرات المتطورة التي يمكن للصين فقط توفيرها.
وفي بداية الحرب، أمل الغرب أن تتمكن بكين من إقناع موسكو بالسعي لحل تفاوضي، لكن بعد مرور عام يبدو ذلك بعيدا مع إصرار كل من روسيا وأوكرانيا على القتال حتى النصر. وبحسب التحليل، ربما يريد وانغ وضع خطط للتسوية وربما يجعل أي مساعدة مادية إلى روسيا مشروطة بالاستعداد للتفاوض.
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMzgg
جزيرة ام اند امز