كورونا يغير ملامح إنفاق الأسر المغربية في رمضان
الأسر المغربية تواجه في رمضان هذا العام تراجعا في الدخل بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة في إطار مواجهة كورونا
ترتفع فاتورة استهلاك الأسرة المغربية للمواد الغذائية بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان من كل عام، في ظل العادات الغذائية التي تتسم بزيادة الإنفاق على غرار الكثير من الدول العربية.
رصد أحد تقارير المندوبية السامية للتخطيط في المغرب أن متوسط حجم إنفاق الأسر على الطعام يرتفع بمقدار 28% في رمضان مقارنة ببقية أشهر العام.
وبشكل أكثر تحديدا، تشير بيانات التقرير إلى أن فاتورة استهلاك الأسرة الواحدة تزيد بنحو 462 درهما مغربيا (49.66 دولار أمريكي).
ووفقًا لذلك تقفز فاتورة الاستهلاك الغذائي للأسرة المغربية في رمضان من 1651 درهما مغربيا (177.5 دولار أمريكي) إلى 2113 درهما مغربيا (227.15 دولار أمريكي).
ولا يبدو فرق الاستهلاك شاسعا بين المناطق الحضرية والقروية في البلاد، إذ تشير الأرقام إلى أن معدل الاستهلاك داخل المدن يرتفع بمعدل 28.5%، مقابل 24.3% في الريف.
وبحسب بيانات المندوبية السامية للتخطيط فإن منتجات الحليب تعد العنصر الأكثر ارتفاعا في الاستهلاك خلال رمضان بنسبة تصل إلى 62%، في حين ترتفع فاتورة استهلاك اللحوم والدواجن بمقدار 22.9%.
ويحاول المغاربة تغطية ارتفاع فاتورة الطعام من خلال تقليص بعض بنود النفقات الأخرى، مثل نفقات النقل والمواصلات التي تتراجع في المتوسط بنسبة 20%، وكذلك مخصصات نفقات الترفيه والثقافة التي تنخفض بمعدل 24.1%.
وتواجه العديد من الأسر المغربية في رمضان هذا العام تراجعا في الدخل بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة في إطار مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
وتستمر الإجراءات الاحترازية حتى 20 مايو/أيار المقبل، والتي تشمل إغلاق دور السينما والأماكن الرياضية والترفيهية، مع تقليص عدد ساعات عمل الأسواق والمتاجر ومحلات عرض وبيع المواد والمنتجات الضرورية، واقتصار المطاعم على خدمة توصيل الطلبات للمنازل.
وبدأت الحكومة في 6 أبريل/نيسان الجاري تقديم مساعدات مالية بقيمة 800 درهم مغربي (نحو 86 دولارا أمريكيا) للأسرة الصغيرة، و1000 درهم مغربي ( 107.5 دولار أمريكي) للأسرة المكونة من 3-4 أشخاص، و1200 درهم مغربي (129 دولارا أمريكيا) للأسرة المكونة من 4 فأكثر.
من جهة أخرى، أفادت اللجنة الوزارية المكلفة بالتموين والأسعار وعمليات مراقبة الجودة والأسعار خلال اجتماعها الأسبوع الماضي، بأن الأسواق مزودة بالسلع والمنتجات لتغطية احتياجات الأسر خلال رمضان وما زالت الأسعار مستقرة، مع وفرة مخزون يكفي لعدة أشهر.