بيل جيتس وتحذير سابق من "جدري القرود".. "صدفة أم مؤامرة؟"
مع انتشار جدري القرود، استعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات سابقة لمؤسس شركة مايكروسوفت، بيل جيتس، حذر فيها من تفشي الجدري.
وقبل أقل من نصف عام، تحدث قطب صناعة التكنولوجيا "جيتس" عن احتمال أن فيروساً مستوطناً يمكن أن يضع سكان العالم تحت المجهر مرة أخرى.
وبينما لم يتم القضاء على فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بعد، يبدو أن تحذير "جيتس" قد تحقق مع الظهور المفاجئ لجدري القرود في إسبانيا والمملكة المتحدة والبرتغال والولايات المتحدة وغيرها من الدول.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي قال "جيتس" في لقاء مع وزير الدولة للصحة في بريطانيا جيريمي هانت إن العالم "سيكون على موعد مع أوبئة أخرى"، محذراً من هجمات إرهابية يستخدم فيها فيروس الجدري (smallpox) أو أوبئة أخرى قد تظهر في المستقبل" وفقاً لصحيفة "ماركا" الإسبانية في نسختها الإنجليزية.
تصريحات جيتس أثارت الشكوك حول وجود مؤامرة خلف ظهور الأوبئة، مع تفشي جدري القرود هذه الأيام.
ويبدو أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد زادت شكوك المؤامرة لديهم مستدلين بأن "جيتس" تنبأ قبل 7 أعوام في 2015، بانتشار مرض خطير، ليتفشى بالفعل فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بعدها بـ5 أعوام.
وعلى الرغم من أن "جيتس" لم يذكر تحديداً جدري القرود في المقابلة، فإنه قال في مقابلته مع هانت: "ماذا لو جلب إرهابي بيولوجي الجدري إلى 10 مطارات؟ هل تعرف كيف سيرد العالم على ذلك؟ الأوبئة التي يسببها الإرهاب البيولوجي يمكن أن تكون أسوأ بكثير مما نشهده اليوم".
هذا التصريح المثير للجدل، اعتبره كثيرون عبر العالم صيحة تحذير من رجل الأعمال الأمريكي بشأن أزمة صحية جديدة ومعقدة ذات أبعاد، ربما أكبر من تلك التي سببها فيروس كورونا.
ووفقاً لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، تم تداول عدد من نظريات المؤامرة على تويتر تؤكد أن "جيتس" مرتبط بطريقة ما بحالات جدري القرود التي ظهرت إلى حد كبير في المملكة المتحدة هذا الأسبوع. بينما رجح آخرون أن تكون جهات أو أفراد وراء تفشي هذه الفيروسات.
وعلى الجانب الآخر، قال الدكتور ديفيد هيمان، أحد كبار مستشاري منظمة الصحة العالمية، والذي كان يرأس سابقًا قسم الطوارئ التابع لها، إن انتشار جدري القرود في البلدان المتقدمة هو "حدث عشوائي" يبدو أنه كان نتيجة اتصال حميم بين الأشخاص الذين حضروا مهرجانين مؤخراً في أوروبا، وفقاً لوكالة " أسوشيتد برس" الأمريكية.
ويحدث انتقال جدري القردة من إنسان لآخر من خلال ملامسة آفات جلدية، أو سوائل جسدية، أو ملابس وفراش ملوثة، أو التعرض عن قرب ولفترات طويلة لرذاذ الجهاز التنفسي، وتشمل أعراضه الحمى والصداع والطفح الجلدي.
وتشمل عوارض جدري القردة الحمى وآلام العضلات وانتفاخ الغدد اللمفاوية والقشعريرة والإرهاق والطفح الجلدي على اليدين والوجه. ولا يوجد علاج بعد للمرض لكن العوارض تنتهي عادة بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع. ويعد المرض منتشرا في 11 دولة أفريقية.
وبإمكان الفيروس أن يتسبب بالمرض الشديد في أوساط مجموعات معينة مثل الأطفال والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة. ويرتبط هذا المرض بالجدري ولكنه عادة ما يكون أخف لاسيما سلالة غرب أفريقيا من الفيروس التي تم رصدها في إصابة بالولايات المتحدة، والتي يبلغ معدل الوفيات الناجمة عنها نحو واحد في المائة.
ولا ينتقل الفيروس بسهولة مثل فيروس سارس-كوف-2 الذي حفز جائحة كوفيد-19 على مستوى العالم. ويعتقد الخبراء أن التفشي الحالي لمرض جدري القرود ينتشر من خلال الاحتكاك المباشر بجلد شخص مصاب بطفح جلدي نشط. وقال الخبراء إن ذلك من شأنه أن يسهل احتواء انتشاره بمجرد تحديد الإصابة.
aXA6IDE4LjIxNi4yNTAuMTQzIA== جزيرة ام اند امز