12 مليار دولار وامتيازات غير مسبوقة.. كيف استفادت مصر من الحرب الروسية؟
وجدت مصر نفسها ضمن أكثر دول العالم تضررا من الحرب الروسية الأوكرانية، لكن هذا لم يمنعها من الكفاح لتسطر قصص نجاح في قلب الواقع الصعب.
ومن بين محاولات عديدة لمصر عام 2022، كان الأكثر لفتا للانتباه قدرة البلد على تحقيق قرابة 12 مليار دولار من مصدرين غير معتادين للعملة الأجنبية بهذا القدر الكبير، فضلا عن امتيازات غير مسبوقة مكنتها من اقتحام أسواق جديدة وحجز موقع فريد لها في تلك الأسواق بشكل يؤهلها لجني المزيد من المكاسب مستقبلا.
- لماذا تقفز البورصة المصرية ويستبشر المستثمرون رغم هبوط الجنيه؟
- هدنة الحرب الروسية الأوكرانية.. كيف تؤثر على تفكير المستثمرين؟
وتتميز قصة النجاح هذه بشراكة غير مباشرة من الشعب المصري ككل، وببطولة خاصة للفلاح المصري الذي طالما كان أحد رموز الشخصية المصرية.
8 مليارات دولار من الغاز
وفي عام 2022 الذي شهد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وما تبعها من تداعيات قادت لارتفاع التضخم وأسعار الفائدة، تكبدت مصر أعباء كبيرة نظرا لزيادة مهولة في أسعار سلع كثيرة كانت تستوردها من الخارج.
ومصر من بين أكثر الدول تأثرا بسبب ضعف المرونة ومستويات الديون المرتفعة الموجودة مسبقا والضغوط التضخمية واعتمادها على واردات السلع والتحويلات والسياحة.
لكن الحرب التي أضرت بمصر نفعتها أيضا، إذ فتحت الطريق واسعا أمام تعزيز صادرات الغاز المصري إلى أوروبا التي كانت ترزح تحت ضغوط قطع الغاز الروسي.
وفي هذا الصدد، تحركت الحكومة المصرية سريعا معلنة عن خطة دعت فيها الشعب للمشاركة، عبر ترشيد استهلاك الكهرباء لتعزيز صادرات الغاز، وهو ما تحقق بالفعل وبنجاح كبير.
وبنهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت وزارة البترول المصرية عن تحقيق رقم قياسي في صادرات مصر من الغاز الطبيعي لتصل إلى 8 ملايين طن هذا العام مقارنة بنحو 7 ملايين طن العام السابق.
وذكرت الوزارة أن صادرات الغاز الطبيعي خلال العام الحالي بلغت نحو 8.4 مليار دولار بالمقارنة بنحو 3.5 مليار دولار خلال عام 2021، بنسبة زيادة 171%.
وبالإضافة إلى المال، اكتسبت مصر مكانة لا تقدر بثمن كمورد موثوق للغاز، وعرفت طريقها نحو سوق ضخمة الاستهلاك في أوروبا، الأمر الذي سيسهل عليها لاحقا جذب الاستثمارات الأجنبية لاستكشاف واستخراج الغاز خاصة ذلك الكامن بكثافة في البحر الأبيض المتوسط.
3.3 مليار دولار من الصادرات الزراعية
الجانب الثاني من قصة النجاح هذه كان أكثر إلهاما، إذ لعب فيه الفلاح المصري دورا محوريا وحقق نجاحا أسطوريا في مواجهة كل تيارات الرياح المعاكسة.
فبينما يواجه العالم كله أزمة في المحاصيل الزراعية بسبب أزمات السماد وسلاسل الإمداد وتداعيات الحرب، كانت مصر تسير على طريق رقم قياسي جديد وصل إلى حد زيادة الصادرات بقرابة مليون طن.
وحسب بيانات وزارة الزراعة المصرية، قفزت صادرات مصر الزراعية خلال عام 2022 إلى 6.5 مليون طن، بحوالي 3.3 مليار دولار وبزيادة حوالي 800 ألف طن عن العام الماضي.
وهنا أيضا يبدو أن الحرب الروسية الأوكرانية التي آذت الاقتصاد المصري كثيرا في 2022، كانت هي نفسها سببا في امتيازات جديدة حصل عليها المنتج المصري.
وبسبب أزمة المحاصيل الزراعية الناتجة عن الحرب، حصلت المنتجات المصرية على فرصة لاقتحام أسواق عٌرفت بقيودها المتشددة التي طالما منعت دخول الخضراوات والفاكهة القادمة من مصر.
ففي عام 2022، صدرت مصر 406 منتجات زراعية إلى 160 دولة حول العالم، بينها 27 دولة على الأقل استقبلت منتجات مصرية معينة لأول مرة، مثل نيوزيلندا والأرجنتين وأوزبكستان والبرازيل والهند وإندونيسيا والسلفادور والفلبين.