منوعات
عمرها 3.6 مليار سنة.. صخور "جرينلاند" توثق تاريخ الأرض المبكر

توصل بحث جديد إلى أدلة نادرة محفوظة في كيمياء الصخور القديمة من جرينلاند، تحكي عن وقت كانت فيه الأرض شبه منصهرة بالكامل.
وتقدم الدراسة بقيادة جامعة كامبريدج البريطانية، والتي نُشرت، الجمعة، في مجلة "ساينس أدفانسيس" معلومات عن هذه الفترة المهمة في تكوين كوكبنا، عندما امتد بحر عميق من الصهارة المتوهجة عبر سطح الأرض، وامتد مئات الكيلومترات داخل باطن الأرض.
وكان التبريد والتبلور التدريجي لهذا "المحيط الصهاري" هو الذي حدد كيمياء باطن الأرض، وهي مرحلة محددة في تجميع بنية كوكبنا وتشكيل غلافنا الجوي المبكر.
ولا نعرف الكثير عن هذه المرحلة البعيدة والناريّة من تاريخ الأرض لأن العمليات التكتونية أعادت تدوير جميع الصخور التي مضى عليها أكثر من 4 مليارات سنة، غير أن الباحثين وجدوا الآن البقايا الكيميائية لمحيط الصهارة في صخور عمرها 3.6 مليار سنة من جنوب غرب جرينلاند بالدنمارك.
وتدعم النتائج التي توصل لها الباحثون النظرية القديمة القائلة بأن الأرض كانت ذات يوم منصهرة بالكامل تقريباً، وتوفر نافذة على الوقت الذي بدأ فيه الكوكب في ترسيخ وتطوير الكيمياء التي تحكم هيكله الداخلي الآن.
ويشير البحث إلى أن الصخور الأخرى الموجودة على سطح الأرض قد تحافظ أيضاً على أدلة لوجود محيطات الصهارة القديمة.

وقالت الدكتورة هيلين ويليامز، من قسم علوم الأرض في كامبريدج، والباحث الرئيسي بالدراسة: "هناك فرص قليلة لفرض قيود جيولوجية على الأحداث في المليار سنة الأولى من تاريخ الأرض، إنه لأمر مدهش أنه يمكننا حتى الاحتفاظ بهذه الصخور في أيدينا، ناهيك عن الحصول على الكثير من التفاصيل حول التاريخ المبكر لكوكبنا".
وتجمع الدراسة بين التحليل الكيميائي جنباً إلى جنب مع النمذجة الديناميكية الحرارية بحثاً عن الأصول البدائية لصخور حزام "إيسوا جرينستون" بجرينلاند، وكيف وصلت إلى السطح.
ويُظهر البحث الجديد أن صخور "إيسوا جرينستون" تحتفظ بأدلة نادرة تسبق الصفائح التكتونية- بقايا بعض البلورات التي تُركت وراءها مع تبريد محيط الصهارة.
وأكدت النظائر الحديد بهذه الصخور أنها مشتقة من أجزاء من باطن الأرض تشكلت نتيجة تبلور المحيط الصهاري.