"فخ" لواشنطن في أفغانستان.. رسائل "بن لادن" تحت القصف

رسائل اختزلتها آخر تصريحات لزعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وتوقعات جسدها "فخ" قال إنه "سيذل" الولايات المتحدة الأمريكية.
فمنذ 20 عاما، وتحديدا بعد سبعة أسابيع على هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 التي استهدفت الولايات المتحدة، كان حامد مير آخر صحفي يجري مقابلة مع أسامة بن لادن؛ حيث التقى الاثنان بأفغانستان، في أوج حملة القصف الأمريكية.
وقال الصحفي الباكستاني، في مقال له نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن "زعيم تنظيم القاعدة (حينها) تفاخر بأنه نصب فخا سينتهي بإذلال الولايات المتحدة في أفغانستان، تمام كما حدث مع الاتحاد السوفيتي، كما توقع المحادثات بين واشنطن وطالبان".
وأضاف "مير" أن توقعات بن لادن تحققت بعد عقدين من الزمن، مشيرا إلى أن الأمريكيين قد يجدون عزاء بسيطا لحقيقة أنهم تمكنوا من الانتقام بمطاردته وقتله، لكن الصورة الأكبر أقل طمأنة.
ونبه الصحفي الباكستاني إلى أن تنظيم القاعدة لا يزال في أفغانستان، وتواصل فروعه شن حرب بأماكن أخرى من العالم، لافتا إلى أن صعود تنظيم داعش أظهر أن حتى الأفكار الأكثر تطرفا من بن لادن تواصل إيجاد أتباع.
وقال مير: "لست متأكدا أن الولايات المتحدة وباقي (دول) الغرب استوعبوا الدرس تماما."
وعندما التقى مير مع بن لادن لأول مرة في كهف بجبال تورا بورا بأفغانستان عام 1997، توقع أن تتوقف الولايات المتحدة عن كونها قوة عظمى.
ومع ذلك، لا تزال أمريكا قوة عظمى، لكن فهم بن لادن، بحسب مير، أن قوة واشنطن ستجبر أعداءها على أن يكون لديهم قضية مشتركة، وأنه فهم أن قوتها هي أيضا نقطة ضعفها.
وأشار مير إلى أنه "أجرى مقابلات مع وزراء الخارجية الأمريكية كولن باول، وكونداليزا رايس، وهيلاري كلينتون، وجون كيري، والعديد من كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين بعد 11 سبتمبر، وتحدثوا عن نجاحاتهم في الحرب ضد الإرهاب، لكن يبدو أنهم لا يدركون أن الحرب أنتجت مزيدا من الإرهاب".
ولفت إلى أن تنظيم داعش هو مثال واحد فقط على رد الفعل الناتج عن الغزو الأمريكي للعراق.
لكنه قال أيضًا إنه لا شك أن الولايات المتحدة تمكنت أيضًا من مطاردة وقتل عدة قادة بارزين في القاعدة وطالبان وداعش بالطائرات المسيرة بعد 11 سبتمبر، لكن الأضرار الجانبية لتلك الهجمات أنتجت أيضًا مئات التفجيرات الانتحارية، والآن تواجه طالبان نفسها انتحاريين من داعش.
ورأى الصحفي الباكستاني أنه يمكن للقوة العسكرية أن تحل بعض المشكلات، لكنها غالبا ما تخلق المزيد منها، لافتا إلى أن بن لادن أراد استفزاز الولايات المتحدة لاستخدام المزيد من القوة العسكرية لأنه أدرك أن هذا من شأنه أن يتسبب في مشاكل أكبر.
وأكد مير ضرورة ألا تكرر واشنطن الأخطاء التي ارتكبتها في الماضي، لافتا إلى أن الأمريكيين وحلفائهم تخلوا عن أفغانستان بعد انسحاب قوات الاتحاد السوفيتي عام 1989، مما أوقع أفغانستان في حرب أهلية، وكانت طالبان هي النتيجة النهائية لتلك الحرب.
وأشار إلى أن أفغانستان على وشك أن تصبح دولة فاشلة مجددًا، مشددا على ضرورة أن يضغط الأمريكيون على طالبان للوفاء بوعودهم بألا تستخدم أفغانستان كقاعدة للهجمات ضد أي دولة أخرى.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjI4IA== جزيرة ام اند امز