خبراء يثمّنون لقاء محمد بن زايد وترامب: ينعكس إيجابيا على المنطقة
اعتبر خبراء أن لقاء الشيخ محمد بن زايد بالرئيس الأمريكي يأتي لمزيد من التنسيق السياسي والدبلوماسي بين الجانبين.
وصف خبراء واختصاصيون في العلوم السياسية العلاقات بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية بالاستراتيجية والحيوية والوثيقة، معتبرين أن لقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة الأمريكية، يأتي لمزيد من التنسيق السياسي والدبلوماسي إزاء قضايا المنطقة ودعم العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين.
وأكد الخبراء أن الإمارات تنظر للولايات المتحدة على اعتبارها حليفا استراتيجيا، وطرفا أساسيا في معادلة تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
دور الإمارات المحوري
الدكتور علي راشد النعيمي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم رئيس مجلس إدارة مركز « هداية» الدولي، قال إن الإمارات تدرك بأنه لا غنى عن دور الولايات المتحدة الأمريكية في التعامل مع التحديات الإقليمية الراهنة والمساعدة في التصدي لها والعمل معها لإقامة مسار إيجابي في منطقة الشرق الأوسط عبر تعزيز الأمن الإقليمي وتحقيق الازدهار الاقتصادي ومجابهة التحديات الملحة في مختلف أرجاء العالم.
بالمقابل، أكد النعيمي أن الولايات المتحدة الأمريكية تدرك حجم ومكانة الإمارات ودورها الأساسي والمحوري في استقرار المنطقة، وقال إن الجانبين يؤمنان بأن تعاونهما ضروري للقضاء على ظاهرة الإرهاب، الذي تلقى المقاربة الإماراتية للتعامل مع خطره صدى دوليا واضحا.
وأوضح أن الإمارات ترى أن التطرف والإرهاب لا دين أو هوية لهما وأن الجماعات التي ترفع شعارات وأيديولوجيات زائفة هدفها إخفاء حقيقتها الإجرامية في بث الفوضى والدمار والخراب.
وأفاد النعيمي بأن الجانبين يتفقان أيضا على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار والسلام وتكريس مبادئ التسامح والتعايش المشترك في المنطقة والعالم أجمع ونبذ التطرف والتعصب والعنف والإرهاب لتحقيق التنمية التي تصب في مصلحة الشعوب وتعميق التعاون الدولي.
وخلص إلى القول بأن من شأن اتفاق هذه الرؤى أن يدفع بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب والالتقاء على حلول للقضايا التي تشهدها منطقتنا.
الدور الخليجي
في السياق ذاته، أكد أحمد محمد الجروان عضو المجلس الوطني الاتحادي، الرئيس السابق للبرلمان العربي، أن توقيت الزيارة يعكس بوضوح المكانة الدبلوماسية والسياسية التي باتت تحتلها دولة الإمارات العربية المتحدة على المستوى العالم.
وأوضح الجروان أن دولة الإمارات أصبحت أحد أهم اللاعبين السياسيين في المنطقة بفعل دبلوماسيتها الحكيمة في التعامل مع كافة الملفات الشائكة وحضورها الدبلوماسي والإنساني الرائد.
وقال إن مباحثات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أيام من زيارة الأخير التاريخية للمملكة العربية السعودية تضيف لها بعدا استراتيجيا عميقا، يؤكد حجم التقدير العالمي الذي يحظى به الشيخ محمد بن زايد بالنظر إلى مواقفه السياسية الحكيمة وفهمه العميق للتحديات التي تواجهها المنطقة.
وأضاف الجروان: "لا شك في أن الزيارة تؤكد أيضا تأثير المواقف المشتركة لكل من الرياض وأبوظبي حيال القضايا الإقليمية التي يأتي التدخل الإيراني على رأسها مرورا بملفات اليمن وسوريا والعراق".
وأشار إلى أن تحرك قيادتي البلدين دبلوماسيا وعسكريا لفت أنظار العالم إلى الدور الخليجي في حل قضايا المنطقة، وقدرة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات بوزنهما التاريخي وحضورهما السياسي على لعب أدوار حاسمة إقليميا.
شريك استراتيجي وتنموي
من ناحيته، قال الدكتور عتيق بن جكة المنصوري أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات، إن لقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب له عدة دلالات ومؤشرات إيجابية ستنعكس على مزيد من التعاون بين البلدين إضافة لأمن واستقرار المنطقة.
وأوضح أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة تمثل اليوم ركيزة أساسية في استقرار المنطقة، مشيرا إلى دور دولة الإمارات في محاربة الإرهاب والتطرف بالشرق الأوسط، إضافة إلى جهودها المقدرة في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، واصفا الدولة بأنها نموذج للاعتدال والوسطية في منطقة مضطربة وملتهبة.
وقال أستاذ العلوم السياسية إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يأخذ على عاتقه مسؤولية كبرى وهدفا نبيلا يتمثل في "تحسين صورة العرب والمسلمين في العالم"، وذلك عبر عدة طرق أبرزها النموذج المعتدل الذي تقدمه الدولة في رؤيتها للتعايش السلمي واستراتيجيتها التنموية التي طالت كل مناحي الحياة ورؤيتها لبناء الإنسان في بيئة بعيدة كل البعد عن الكراهية ونبذ الآخر.
وشدد على أن القمة الإماراتية الأمريكية عكست مدى الاهتمام الأمريكي بدولة الإمارات التي تمثل قوة أساسية وبارزة في المنطقة يصعب تجاهلها، فضلا عن العلاقات القائمة بين البلدين والتي تتصف بالاستراتيجية.
وقال المنصوري إن اللقاء عكس حرص الإدارة الجديدة على تعزيز علاقاتها الثنائية مع دولة الإمارات وتقدير دورها الإقليمي والدولي كونها عنصرا فاعلا ومؤثرا في جهود الأمن والاستقرار الدوليين.
وأكد أن السياسة المتوازنة لدولة الإمارات والرؤية الثاقبة لقيادتها الرشيدة أعطت دافعا قويا لكل الحكومات الأمريكية المتعاقبة لاعتبارها شريكا مهما في المنطقة، ومن هنا فهي شريك استراتيجي وتنموي قوي لحكومة وشعب الولايات المتحدة الأمريكية.