مؤتمر التنوع البيولوجي يجمع 196 دولة.. مليون حيوان مهدد بالانقراض
ينطلق مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي عبر الإنترنت، الإثنين، للاتفاق على مجموعة جديدة من الأهداف لحماية الطبيعة خلال العقد المقبل.
الحدث الدولي هو الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الأطراف (COP 15) الذي يعقد كل عامين، وهذه المرة ينقسم إلى جزءين: الأول من 11 حتى 15 أكتوبر 2021 افتراضيا، والثاني من 25 أبريل حتى 8 مايو 2022 ويشهد اجتماعات على الأرض في كونمينغ الصينية.
يعقد المؤتمر في وقت استثنائي يواجه فيه العالم أزمة في النظام البيئي، ويعد وباء كورونا المستجد خير مثال على ذلك، ما يبرز أهمية التعاون الدولي في مجال الحفاظ على التنوع البيولوجي.
ووفقا لموقع الأمم المتحدة، فإنه "رغم الجهود الدولية المستمرة يشهد التنوع البيولوجي تدهورا بمختلف أجزاء العالم، ومن المتوقع أن يزداد هذا التدهور سوءًا مع سيناريوهات العمل المعتادة".
المؤتمر يعقد أخيرا بعد تأجيلات عدة بسبب جائحة كورونا المستجد، حيث كان مقررا له أكتوبر 2020 في البداية، لكن حرصا على سلامة الجميع أحيل للعام 2021.
أهداف مؤتمر التنوع البيولوجي
قمة الأمم المتحدة COP15 تسعى لمعالجة التهديدات "غير المسبوقة" للتنوع البيولوجي، وتركز على قضايا ذات أهمية فائقة لصحة الكوكب، مثل مكافحة التلوث وحماية النظم البيئية ومنع الانقراض الجماعي.
ويستعرض المؤتمر إنجاز وتسليم الخطة الاستراتيجية لاتفاقية التنوع البيولوجي 2011-2020، واتخاذ القرار النهائي بشأن الإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020، مع قرارات متعلقة بموضوعات ذات الصلة مثل بناء القدرات وتعبئة الموارد.
كما ينظر في تنفيذ بروتوكولات اتفاقية التنوع البيولوجي التي تتناول التقاسم العادل والمنصف للمنافع مع الكائنات الحية الأخرى، ويتضمن اجتماعات حول المسائل الإدارية والقضايا الفنية المتعلقة ببرامج الاتفاقية.
القمة تضع خطة طموحة لتنفيذ إجراءات واسعة النطاق لإحداث تحول في علاقة المجتمعات بالتنوع البيولوجي، لضمان تحقيق الرؤية المشتركة للعيش في وئام مع الطبيعة بحلول عام 2050.
ومن المرجح أن تشهد مفاوضات هذا العام مجموعة من الأهداف المصممة للسماح للبشر بالعيش في سلام مع الكائنات الحية الأخرى، مع تحديد موعد نهائي 2050 ونقاط تفتيش 2030.
وتحدد الاتفاقية الإطارية للتنوع البيولوجي 21 هدفاً لعام 2030 بشكل مؤقت، على رأسها وضع الحماية لنحو 30% من الأراضي والمحيطات، وهو إجراء يدعمه تحالف عريض من الدول.
أيضا تتضمن خفض استخدام الأسمدة إلى النصف بحيث تتسرب كمية أقل من المادة الغنية بالنيتروجين إلى المياه العذبة ومياه المحيط.
كما تدعو مسودة الاتفاقية إلى تقليل استخدام المبيدات بنسبة الثلثين على الأقل، ووقف تصريف النفايات البلاستيكية بالكامل.
وهناك إجراء آخر يتمثل في تخفيض الدعم للصناعات الضارة بيئياً، بما لا يقل عن 500 مليار دولار سنويا.
أهمية مؤتمر التنوع البيولوجي
تختفي النباتات والحيوانات بمعدل متسارع بسبب النشاط البشري والتعدي على موطنها الأصلي والاستغلال المفرط والتلوث وانتشار الأنواع الغازية، ومؤخرًا تغير المناخ.
وفقًا لبعض الأبحاث، فإن ثُمن الأنواع البالغ عددها 8 ملايين نوع في العالم معرضة لخطر الانقراض بسبب الأنشطة البشرية، كما أن متوسط سرعة الانقراض أصبح أسرع بعشرات الآلاف من المرات مما كان عليه قبل 10 ملايين سنة.
كشفت الأمينة التنفيذية لاتفاقية التنوع البيولوجي، إليزابيث ماروما مريما، عن تراجع "التنوع البيولوجي بمعدلات غير مسبوقة".
وقالت في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية: "هناك نحو مليون نوع من الحيوانات والنباتات من أصل 8.1 مليون مهدد بالانقراض، أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البشرية."
ومن هنا تأتي أهمية قمة الأمم المتحدة COP15، حيث تجمع على طاولة مفاوضاتها كل الحكومات بهدف "تغيير علاقتنا بالطبيعة"، خاصة بعد جائحة كورونا التي تعد "تذكيرا وحشيا بالثمن الذي يمكننا دفعه مقابل إهمال الطبيعة أو إساءة استخدامها"، وفقا للمسؤولة الأممية.
التعاون الدولي للحفاظ على التنوع البيولوجي انطلق قبل نحو 3 عقود، عندما وقعت 196 دولة والاتحاد الأوروبي اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي في قمة ريو للأرض عام 1992، باستثناء الولايات المتحدة.
والاتفاقية مكرسة لتعزيز التنمية المستدامة والسعي إلى الانسجام بين البشر والطبيعة، ووضع مبادئ توجيهية حول كيفية استغلال الموارد الطبيعية بشكل مستدام وعادل.
أيضا تطمح للحفاظ على تنوع الأنواع على الأرض ووقف التدهور في مختلف الفصائل النباتية والحيوانية وحماية البيئة، وهي مهمة ضرورية لبقاء الجنس البشري آمن.
رغم تحديد الدول الأعضاء في الاتفاقية 20 هدفًا بقمة 2010 آيتشي اليابانية للحفاظ على التنوع البيولوجي واعتبار 2020 موعدا نهائيا لتحقيقها، فإن أغلب الأهداف لم تتحقق بل وصارت الظروف بشكل عام أسوأ مما كانت عليه.
لذا من الجيد اجتماع الدول الأعضاء في الاتفاقية حول مائدة المفاوضات مرة أخرى؛ لرسم مخطط لحفظ التنوع البيولوجي في المستقبل.