التغير المناخي يطرح السؤال الأكبر.. هل ستبقى حضارتنا؟
تحولت قضية التغير المناخي إلى تهديد وجودي، حيث ازداد الضغط لتغيير شكل أنماط الحياة على مستوى العالم، بغية إعادة الاستقرار للانبعاثات.
وأصبح السؤال الأبرز الموجه لخبراء الطقس والمناخ حول العالم "هل ستبقى حضارتنا؟"، والسبب هو الأحداث الأخيرة الممثلة بتغيرات المناخ والفيضانات والصيف الحار جدا والشتاء البارد جدا في المقابل.
عالميا، أدى ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي إلى ذوبان التربة الصقيعية بشكل كبير، ما أدى إلى إطلاق كميات هائلة من غاز الميثان، وهو غاز دفيئة ويعد أسوأ بكثير من ثاني أكسيد الكربون.
- استراتيجية الحياد المناخي 2050 بالإمارات.. رؤية القيادات
- جوع وعطش وكوارث.. تحذير من نقطة "اللاعودة" إثر تغير المناخ
ويؤدي هذا إلى تكوين حلقة تغذية مرتدة سيئة - حيث يحبس الميثان مزيدا من الحرارة، مما يزيد من ارتفاع درجة حرارة التربة الصقيعية، مما يؤدي إلى إطلاق المزيد من الميثان.
وقبل عدة شهور، وبعد اطلاعه على تقارير بشأن القطب الشمالي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن قضية المناخ تحولت إلى "تهديد وجودي"، بسبب ارتفاع الغازات الدفيئة.
وفي كلمة له خلال قمة المناخ التي دعا لها الرئيس الأمريكي جو بايدن في أبريل/نيسان الماضي، نادى وتيريش إلى ضرورة بناء ائتلاف لـ"صفر انبعاثات" من الكربون، والتحرك سويًا للقضاء على تهديد أزمة المناخ.
وبينما لم يشر المسؤول الأممي إلى تفاصيل أكثر حول "ائتلاف صفر انبعاثات"، إلا أنها تمنيات ممكنة التحقيق لدى بعض الاقتصادات التي بدأت منذ سنوات تنفيذ خطط طموحة للتحول المناخي، عبر التحول في قطاع الطاقة.
في عام 2018، وضعت المنظمة البحرية الدولية استراتيجية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الشحن بنسبة 50% على الأقل بحلول عام 2050 مقارنة بانبعاثات الشحن لعام 2008، مع متابعة الجهود نحو التخلص التدريجي منها.
وعلى الرغم من هذه الاستراتيجية، فإن المنظمة البحرية الدولية ترغب في الوصول إلى التحالف الصفري عبر تسريع إزالة الكربون عن الشحن البحري من خلال تطوير ونشر سفن خالية من الانبعاثات، بحلول عام 2030.
وأصبحت السفن ذات الانبعاثات الصفرية (ZEVs)، التي تعتمد على أنواع الوقود ذات الانبعاثات الصفرية، مطلبا ملحا للمنظمة، نظرا لأن تحسين الطاقة والكفاءات التشغيلية -على الرغم من أهميتها البالغة- لا يكفي، خاصة مع استمرار حجم التجارة في النمو.
وعلى غرار المنظمة البحرية، يبدو أن "أنطونيو جوتيريش" تحويل هذا الطموح على قالب دولي، من خلال تبني دول إجراءات تفضي بعد عدة سنوات إلى استخدام الطاقة والزراعة والنقل، من خلال الطاقة غير الملوثة، أو ذات الانبعاثات الصفرية.
- الإمارات تطلق المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050
- أول مبنى في العالم يتكيف مع تغير المناخ.. أين يوجد؟
وربما تحتاج الدول الراغبة بدخول تحدي "Zero Coalition" حتى عام 2100 لحين تغيرات البنى التحتية في قطاعات النقل والصناعة والزراعة والنمو السكاني والنقل البري والبحري والجوي، وتبني الاقتصاد الدائري، أي تدوير النفايات.
وكانت الإمارات العربية المتحدة في طليعة الدول في المنطقة والعالم، التي تبنت خطة إنتاج 50% من الطاقة من المصادر الجديدة والمتجددة حتى عام 2050، في وقت كثيف فيها من تبني الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الأزرق للحفاظ على الحياة البحرية.
كما تبنت الإمارات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي للوصول إلى أنماط عيش المدن الذكية، ما يعني تقليلا في استهلاك الطاقة، وانخفاضا في انبعاثات الكربون.
لكن بناء ائتلاف صفر انبعاثات، قد لا يتضمن أي من الدول الصناعية التي تصدر قرابة 78% من الانبعاثات الكربونية حول العالم، بصدارة الصين بنسبة تتجاوز 29% تليها الولايات المتحدة بنسبة تتجاوز 15%، والاتحاد الأوروبي 14%.
عربيا، لا يتجاوز إنتاج الدول العربية كافة 6% من إجمالي الانبعاثات الكربونية حول العالم، بحسب تقرير للاتحاد الأوروبي صدر في عام 2018، أي أن حصة الدول العربية من الانبعاثات لا تتجاوز حصة دولة مثل الهند (6.6%).