5 أسباب لعدم القلق من إنفلونزا الطيور.. ينتشر بسرعة في أوروبا
شهد شهر نوفمبر/تشرين الثاني تفشيا ضخما لإنفلونزا الطيور في عدد من الدول الأوروبية واكتشاف بؤر شديدة الخطورة.
الأمر الذي دفع المسؤولين لإعدام مئات الآلاف من الطيور البرية لمنع انتشار العدوى. فهل ما يحدث كفيل لإثارة القلق من تفشي جائحة جديدة في العالم؟.
إنفلونزا الطيور مرض معدٍ يصيب الطيور لا سيما المائية، وقد ينتقل إلى الدواجن ويحدث فاشيات وخيمة على نطاق واسع، وينتشر عبر مسافات طويلة عن طريق الطيور المهاجرة.
مرض متجدد
إنفلونزا الطيور (H5N1) مرض يصيب الطيور في المقام الأول، وتسببه عدة أنواع من فيروسات الإنفلونزا، وهو موجود منذ سنوات ينشط ويفتر لكن لا يختفي، نتيجة لبعض الأسباب من بينها عدم التحصين جيدا في الدول التي أصيبت حيواناتها.
وتحدثت منظمة الصحة العالمية عن أزمة تجدد ظهور إنفلونزا الطيور مرارا، موضحة أن من المستحيل القضاء على المرض؛ نظراً لوجود مستودع الفيروسات الصامت الشاسع لدى الطيور المائية.
واعتبرت أن تقليل المخاطر إلى أدنى حد هو التصرف الأمثل، من خلال ترصد الحيوان والإنسان والتقصي الشامل لكل حالة عدوى والتخطيط للجوائح القائم على المخاطر.
الطقس الشتوي
من أهم عوامل نشاط فيروس إنفلونزا الطيور هو الطقس الشتوي، فدائما ترتفع معدلات انتشاره في أي منطقة مع بداية فصل الشتاء وتستمر حتى نهايته.
وبالنظر لما حدث مؤخرا، فإن التفشي الأخير في أوروبا بدأ مع فصل الشتاء واشتد مع برودة الطقس، ومن المتوقع أن تهدأ الأزمة كلما اقتربت القارة العجوز من نهاية الأجواء الباردة.
وبالتزامن مع الطقس البارد تكثف الدول من أنشطة مكافحة الأمراض الحيوانية سواء المستوطنة أو الوافدة، والتي يعتبر إنفلونزا الطيور أحدها، من خلال التقصي ومتابعة أسواق بيع وتداول الطيور ومزارع تربية الثروة الداجنة، فضلا عن القضاء على البؤر المصابة والاهتمام بأعمال الأمان الحيوي والتحصين.
غير خطير
ويعتبر إنفلونزا الطيور مرضا منخفض الخطورة على الإنسان، وينتقل إليه عن طريق الطيور المصابة، ويكفي لحماية نفسه منه أن يتجنب لمس الطيور المريضة أو النافقة ويهتم بطهي لحوم الطيور جيدا بما في ذلك البيض.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن حالات العدوى البشرية تحدث أساساً من خلال الاحتكاك المباشر بالحيوانات المصابة بالعدوى أو البيئات الملوثة، إلا أن هذه العدوى لا تؤدي إلى الانتقال الفعال لهذه الفيروسات لدى الإنسان.
وأوضحت عدم توفر أي بينات تشهد على إمكانية إصابة الإنسان بالعدوى بفيروسات أنفلونزا الطيور عن طريق الأغذية المطبوخة بطريقة مناسبة.
ومنذ أول ظهور له في فيتنام عام 2003، تّسبَّبَ هذا المرض في إحداث فاشيات ووفيات بشرية في 15 بلداً في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، نجم عنها 603 حالات بشرية، بينها 247 إصابة و356 وفاة فقط.
ومن أبرز أعراض العدوى في البشر السعال وأوجاع العضلات وسيلان الأنف والتهاب الحلق، وقد تؤدي مضاعفة الالتهاب الرئوي إلى مرض وخيم ووفاة.
يمكن احتواؤه
القضاء على فيروس إنفلونزا الطيور أمر ممكن، ويتطلب خطوات عدة بعد اكتشاف البؤرة، منها إعدام الحيوانات المصابة وتحصين باقي الطيور، فضلا عن اتباع عدة نصائح منها:
- الحفاظ على منطقة تربية الطيور نظيفة ومرتبة.
- التحكم في الجرذان والفئران.
- تنظيف وتطهير أي أسطح صلبة بانتظام.
- تجنب الاحتفاظ بالبط والأوز مع أنواع الدواجن الأخرى.
- تنظيف الأحذية قبل وبعد الزيارات.
- وضع علف الطيور والمياه في مناطق مغلقة بالكامل محمية من الطيور البرية.
- وضع سياج حول المناطق الخارجية التي تترك فيها الدواجن والطيور
اكتشاف لقاح
نجح العلماء في اكتشاف لقاح يحمي الطيور البرية من فيروسات الإنفلونزا عبر تحصينها سنويا لحمايتها من التقاط العدوى.
وتحرص أغلب الدول، خاصة التي شهدت بؤرا لإنفلونزا الطيور سابقا، على اتباع استراتيجيات خاصة بمكافحة مرض إنفلونزا الطيور والسيطرة على المرض، من خلال إجراءات التقصي الوبائي النشط الذي يتم في أسواق بيع الطيور والأماكن الموبوءة سابقا.
ومن الضروري في حالة ظهور أي عدوى التخلص نهائيا من كل الطيور المصابة وتطعيم الأخرى، فضلا عن أخذ دواء "تاميفلو" أو "ريلينزا" المضاد للفيروس بصورة وقائية بالنسبة للأشخاص المتعاملين معها.
أيضا هناك لقاحات اختبرها الباحثون يمكن أن يحصل عليه الإنسان للوقاية من هذا المرض وتحصين نفسه.