من قبل الولادة حتى الشيخوخة.. هذا ما يجنيه تلوث الهواء على صحة البشر
بمرور الوقت، يوسع الخبراء دراساتهم وأبحاثهم الخاصة برصد الآثار السلبية للغازات الدفيئة، الموجودة في الغلاف الجوي.
ويعد من أبرز الجوانب التي كثّف العلماء جهودهم فيها، هي انعكاسات تلوث الهواء على صحة البشر، في وقت تتعاظم فيه حدة التغيرات المناخية، بارتفاع نسبة الانبعاثات الكربونية الناجمة عن الأنشطة البشرية، على رأسها حركة المرور.
مما سبق، حرص خبراء بريطانيون على دراسة الآثار السلبية لعوادم السيارات على وجه التحديد، حتى خرجوا باستنتاجات جديرة بالاهتمام.
تأثيرات واسعة
كشف متخصصو الأبحاث البيئية في إمبريال كوليدج لندن (ICL)، عن أن تلوث الهواء ينتج عنه أضرار بصحة البشر في جميع مراحل حياتهم، بحسب دراسة حديثة صادرة عنهم.
وتوصل العلماء إلى أن جسيمات (PM2.5) وثاني أكسيد النيتروجين، اللذين ينجمان عن عوادم السيارات، ضاران بشكل خاص بصحة البشر.
وبحث الخبراء الأدلة الرئيسية من 35000 دراسة في السنوات الـ10 الماضية، الصادرة عن مؤسسات مثل منظمة الصحة العالمية، وكلية الأطباء الملكية، والوكالة الدولية لأبحاث السرطان، بغرض اكتشاف الصورة الكاملة من مرحلة ما قبل الولادة وحتى الوفاة.
خلص العلماء إلى أن تلوث الهواء يتسبب في انخفاض عدد الحيوانات المنوية، كما يضر بنمو الجنين في أثناء شهور الحمل.
في مرحلة الطفولة، قد ينتهي الحال بالصغير إلى الإصابة بالربو وتوقف نمو الرئة، بخلاف إضراره بالصحة العقلية وضغط الدم والقدرات المعرفية.
أما في مرحلة البلوغ، فتزيد احتمالية الموت المبكر بسبب السرطان والسكتات الدماغية والأمراض المزمنة.
خلال ورقتهم البحثية، قال العلماء، بحسب ما نقلته "يورونيوز": "أهم اكتشاف من هذه الدراسة هو الأدلة المتعلقة بتأثير تلوث الهواء على صحة الدماغ بما في ذلك الصحة العقلية والخرف".
أضاف الخبراء: "في وقت تركز فيه الأرقام الرئيسية حول التأثير الصحي لتلوث الهواء على العدد المكافئ للوفيات المبكرة، فإن التأثيرات الأوسع تختبئ على مرأى من الجميع، خلال مساهمتها في الإصابة بالأمراض المزمنة".
وشدد العلماء على أن الأضرار الصحية الناجمة عن تلوث الهواء لها تكاليف باهظة، بسبب احتياجات الرعاية الصحية والاجتماعية الإضافية التي تتكبدها الحكومات في هذا الشأن، مع التأثير على قدرة البشر في مجالي التعليم والعمل.
استعان الخبراء في دراستهم ببعض الإحصائيات الخاصة بتأثيرات تلوث الهواء داخل المملكة المتحدة على وجه التحديد.
فسبق أن أعلنت هيئة الصحة العامة في إنجلترا في عام 2018، أن ما يصل إلى 43000 شخص في المملكة المتحدة يموتون سنويًا بسبب تلوث الهواء، بما يكلف السلطات الصحية البريطانية 21 مليار يورو بحلول عام 2035، حال عدم السيطرة على الوضع.
aXA6IDE4LjExOS4xOTIuMiA= جزيرة ام اند امز