مخاض بين بلدين.. البداية من ميانمار والولادة في بنجلاديش
امرأة من الروهينجا لجأت إلى جانب الطريق أثناء هجرتها من ميانمار، وصنعت سقفا من أغصان الأشجار لتحتمي تحته، لتنجب بعد ساعات صغيرها أحمد
هربت رشيدة خاتون من منزلها الكائن في قرية نائية بولاية راخين في ميانمار قبل عامين عندما كانت حاملا، وجدّت في البحث عن مكان آمن للولادة.
وبعد المشي لساعات مع زوجها وأطفالها الـ3، خاضت خاتون رحلة بحرية مليئة بالأخطار في ظروف جوية سيّئة؛ للوصول إلى الطرف الجنوبي الشرقي من بنجلاديش.
لجأت العائلة إلى جانب الطريق وصنعت سقفا مؤقتا لتحتمي تحته بأغصان الأشجار وصفائح البوليثين، وبعد ساعات عدة أنجبت الأم أحمد شاه بمساعدة نساء أخريات من الروهينجا اللواتي يخيّمن في مكان قريب.
وتروي خاتون (29 عاما): "كنت متعبة جدا لكنني أردت أن أنجب طفلي في موضع آمن"، مضيفة: "اعتقدت أنه لن ينجو وسنغرق في مياه الأمطار الغزيرة".
احتفل أحمد شاه بعيده الثاني، الأحد، في الذكرى الثانية لنزوح نحو 740 ألفا من الروهينجا من غرب ميانمار إلى بنجلاديش؛ إذ يشكل مولده ومحنة عائلته مثالا على الصعاب التي مرت بها الأقلية المسلمة للفرار من ديارها.
ويقول والد شاه محمد سليم إن ولادة طفله كانت معجزة، مضيفا: "لقد أنقذ الله طفلي في تلك الليلة".
ويوضح سليم، الإمام الذي يعيش في مخيم بالوخالي للاجئين، أن أطفاله الآخرين ما زالوا يتذكرون مشقات رحلتهم المحفوفة بالأخطار، متابعا: "أنا سعيد جدا بشاه لأنه لم يضطر إلى المرور بهذه المحن".