بينهن آسيا امرأة فرعون ومريم ابنة عمران.. نساء حضرن ولادة النبي (خاص)
في 12 ربيع أول عام الفيل، ولد نبي الهدى ورسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم، بمكة المكرمة.
كان ميلاده صلى الله عليه وآله وسلم يومًا عظيمًا في تاريخ البشرية، وخطا فاصلا بين مرحلتين من مراحلها، مرحلة الشرك والجاهلية، ومرحلة النور والإيمان.
ولأن هذا الحدث كان عظيمًا، كان لابد أن تحدث فيه أمور عظيمة، وأن يشارك فيه شخصيات عظيمة من شخصيات التاريخ الإنساني، ومن بين هذه الشخصيات كانت السيدة البتول مريم ابنة عمران رضي الله عنها، والتي جاءت لتشارك والدة النبي السيدة الصديقة آمنة بنت وهب رضي الله عنها لحظات مخاضها.
قد يكون الأمر غريبًا، أو مستعجبًا، لكنه كان مرويًا في كتب التاريخ التي أخرت لأحداث المولد النبوي، فقد ذكرها صاحب السيرة الحلبية 1/84- 85،، والسيوطي في الخصائل الكبرى 1/82، وأبو نعيم في دلائل النبوة 2/610- 612 حديث 555، والقسطلانى فى المواهب اللدنية 1/124- 125، والإمام أبو العزائم فى بشائر الأخيار ص66.
تقول السيدة آمنة رضي الله عنها في هذه الرواية، بعد أن سردت بعض تفاصيل الولادة: "... ثم رأيت نسوة كالنخل طوالاً، كأنهن من بنات عبد مناف يحدقن بي، فبينما أنا أتعجب وأنا أقول: واغوثاه من أين علمن بي.. فقلن: نحن آسيا امرأة فرعون ومريم ابنة عمران وهؤلاء من الحور العين، واشتد بي الأمر وأنا أسمع الوجبة فى كل ساعة أعظم وأهول مما تقدم".
يقول الداعية الإسلامي، الشيخ السيد شبل، إن هذه الأمور ليست مستعجبة ولا غريبة، لأننا أمام حدث عظيم لشخصية عظيمة، فلذلك لابد أن تكون هناك أمور خارقة للعادات.
ويضيف شبل، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن السيدة آمنة رأت ما لم يره غيرها في ليلة المولد النبوي، فقالت إنها رأت رجالاً قد وقفوا فى الهواء بأيديهم أباريق من فضة، وقد أقبل عليها مجموعة من الطير حتى غطت حجرتها، ووصفتها بقولها: "مناقيرُها من الزمرد وأجنحتها من الياقوت".
ويوضح شبل أن الله كشف عن بصر السيدة آمنة في هذه الليلة، فرأت مشارق الأرض ومغاربها، ورأت ثلاثة أعلام مضروبة، علمًا بالمشرق وعلمًا بالمغرب وعلمًا فوق الكعبة.
ويعلق: "هذه الأعلام إشارة إلى أن دعوته ستعم مشارق الأرض ومغاربها، وهو تحقيق لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّ اللهَ زَوَى لِىَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِى سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِىَ لِى مِنْهَا".