ما هي الجمعة السوداء؟.. شاهد تاريخ أكبر مهرجانات البيع في العالم

ساعات قليلة وتنطلق فعاليات أول جمعة سوداء في عصر كورونا، وهو اليوم الذي يلي عيد الشكر، ويتهافت المتسوقون لشراء كل شيء فيه.

في هذا اليوم، يتزاحم المستهلكون في معظم دول العالم للدخول إلى المتاجر، مع بدء ساعة الصفر للتنزيلات التجارية، وقد تنشب مشاحنات داخل المحال بين "مستميتين" في طلب آخر قطعة من منتج قد لا يقدرون على شرائه إذا عاد إلى سعره الكامل.

لكن السؤال، من أين حصلت الجمعة السوداء على اسمها الحالي؟ إذ يرتبط اللون الأسود في عديد من الثقافات حول العالم، بالشؤم، بشكل مخالف للحيوية التي تعيشها الأسواق في ذلك اليوم، على الشراء والاستهلاك.

• ما هي الجمعة السوداء ومتى تنطلق التخفيضات هذا العام؟
• الجمعة السوداء.. 10 نصائح هامة للاستفادة من موسم التخفيضات
  

أكثر من رواية

الحقيقة أن مصطلح "الجمعة السوداء" بدأ للحديث عن الأزمة المالية، وليست له علاقة مطلقا بأي شكل من أشكال التسوق والاستهلاك.

قبل قرن ونصف تقريبا، قام اثنان من الممولين من وول ستريت، وهما جيم فيسك وجاي جولد، بشراء كمية كبيرة من الذهب الأمريكي على أمل ارتفاع السعر الإجمالي، وبالتالي القدرة على بيعه لتحقيق أرباح ضخمة.

وفي يوم جمعة، فيما أصبح يشار إليه باسم "الجمعة السوداء"، انهارت سوق الذهب الأمريكية وأدت تصرفات فيسك وجولد إلى إفلاس بارونات وول ستريت؛ حينها لم تكن فترة ما بعد عيد الشكر مرتبطة بالاسم إلا في السنوات اللاحقة.

في رواية أخرى، جاء الاسم عندما سجلت المتاجر في الولايات المتحدة بياناتها المحاسبية يدويا، إذ ميز أصحاب تلك المتاجر الأرباح باللون الأسود والخسائر باللون الأحمر.

شاع الاعتقاد حينها من قبل أصحاب عديد من المتاجر في الولايات المتحدة، أن الأرقام كانت "في المنطقة الحمراء" طوال معظم العام، لكنها لاحقا "تراجعت" في اليوم التالي لعيد الشكر، عندما اشترى المتسوقون كمية كبيرة من البضائع المخفضة.

رواية ثالثة، أن ضباط الشرطة في فيلادلفيا، أول من ربط الجمعة السوداء بفترة ما بعد عيد الشكر في الخمسينيات من القرن الماضي؛ إذ أتت حشود كبيرة من السياح والمتسوقين إلى المدينة في اليوم التالي لعيد الشكر، لمباراة كرة القدم بين الجيش والبحرية، مما تسبب في حدوث فوضى واختناقات مرورية وفرص سرقة من المتاجر.

لم يتمكن ضباط الشرطة في المدينة من أخذ إجازة، وبدلاً من ذلك اضطروا إلى العمل في نوبات طويلة للسيطرة على الفوضى، وبالتالي استخدموا مصطلح "الجمعة السوداء" للإشارة إليها.

مع انتشار الاسم في جميع أنحاء فيلادلفيا، كره بعض التجار في المدينة الدلالات السلبية وحاولوا تغييرها إلى "الجمعة الكبيرة" ولكن دون جدوى.

أصبح يوم الجمعة الأسود معروفا في وقت لاحق، بعد نشر إعلان في مجلة The American Philatelist في عام 1966؛ وبحلول أواخر الثمانينيات، كان المصطلح معروفا في جميع أنحاء البلاد،

وسرعان ما ربط تجار التجزئة ذلك بمبيعات ما بعد عيد الشكر.

نفقات هائلة

والجمعة السوداء هو أكبر حدث تسوق في الولايات المتحدة لهذا العام، عندما خفضت العديد من المتاجر أسعارها على مجموعة من المنتجات، من أجل زيادة الأرباح وبدء موسم الأعياد رسميا.

واليوم، يتصفح ملايين الأمريكيين المتاجر ويبحثون في المواقع الإلكترونية للبحث عن أفضل الصفقات؛ غالبا ما يواصل تجار التجزئة مبيعاتهم طوال عطلة نهاية الأسبوع، وينتهون بالعروض عبر الإنترنت فقط في Cyber ​​Monday.

وفقًا لتقرير صادر عن "Adobe Analytics"، أنفق المستهلكون الأمريكيون 7.4 مليار دولار على الإنترنت يوم الجمعة السوداء 2019.

وقدم عملاق البيع بالتجزئة عبر الإنترنت أمازون المفهوم إلى المملكة المتحدة في عام 2010، حيث روج لمجموعة من الخصومات والصفقات للمستهلكين.

في عام 2013، قام سوبر ماركت Asda، المملوك لشركة التجزئة الأمريكية Walmart، في وقت لاحق ببيع يوم الجمعة الأسود الخاص به، وهو ما أدى إلى حدوث فوضى حيث قاتل العملاء جسديا لشراء أجهزة التلفزيون والأدوات. بعد ذلك، نمت الجمعة السوداء.

الجمعة السوداء منذ مطلع الألفية الحالية، اتسعت وتجاوزت الولايات المتحدة وأوروبا، وأصبحت الاقتصادات النامية تسارع هذا اليوم، بتقديم عروضات وأسعار مخفضة للسلع المبيعة، مقارنة مع أسعار بقية العام.