في شهر «تاريخ السود».. ما الذي نعرفه عن الاحتفال الأمريكي؟
يحتفل الأمريكيون طوال شهر فبراير/شباط من كل عام بما يعرف بـ"شهر تاريخ السود" وهو أحد أقدم الاحتفالات المنظمة التي حظيت باعتراف رئاسي.
وفي تقرير لها كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية عن أصل الاحتفال وسر اختيار شهر فبراير/شباط ليصبح "شهر تاريخ السود".
أصل الاحتفال
كان كارتر جي وودسون، مؤسس جمعية دراسة تاريخ الأمريكيين من أصل أفريقي، هو أول من طرح فكرة الاحتفال.
وودسون، هو ابن لاثنين من العبيد المحررين في ولاية فرجينيا نجح في الحصول على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة هارفارد.
وجاءت فكرة الاحتفال بسبب رغبة وودسون في تشجيع الأمريكيين السود على أن يصبحوا أكثر اهتمامًا بتاريخهم وتراثهم، حيث كان يشعر بالقلق من عدم تعليم المدارس الأمريكية في أوائل القرن العشرين للأطفال السود إنجازات أسلافهم.
لماذا شهر فبراير؟
في البداية اقتصر اقتراح وودسون على أسبوع فقط للاحتفال بتاريخ السود واختار شهر فبراير/شباط لأنه يوافق أعياد ميلاد كلا من الرئيس أبراهام لينكولن الذي ولد في 12 فبراير/شباط وفريدريك دوغلاس الذي لم يكن يعرف عيد ميلاده بالضبط، لكنه اختار الاحتفال به في 14 فبراير/شباط.
وعن طريق صحف السود، روج وودسون لأسبوع الاحتفالات باعتباره وقتًا للتركيز على تاريخ الأمريكيين من أصل أفريقي، وفي فبراير/شباط 1926 جرى الإعلان للمرة الأولى عن أسبوع "تاريخ السود".
وقال داريل مايكل سكوت، أستاذ التاريخ بجامعة هوارد "كان هذا جهدًا مجتمعيًا قاده وودسون واعتمد على التقاليد، وعلى الحياة والهياكل المؤسسية للسود لإنشاء احتفال جديد استمر لمدة أسبوع، وانطلق مثل الصاروخ".
شهر بدلا من أسبوع
مع انطلاق الاحتفالات، حقق أسبوع تاريخ السود نجاحًا كبيرًا، لكن وودسون شعر أنه بحاجة إلى المزيد.
وفقا لسكوت، فإن فكرة وودسون الأصلية لأسبوع تاريخ الزنوج كانت أن يخصص هذا الوقت ليقوم طلاب التاريخ من أصل أفريقي بعرض ما تعلموه طوال العام عن إنجازات أسلافهم لا أن يكون هذا الأسبوع هو الوقت الوحيد الذي تتم فيه مناقشة تاريخ السود.
لذلك، ورغم النجاح الكبير الذي حققه أسبوع السود، إلا أن وودسون شعر أنه بحاجة للمزيد قائلا إن "الموضوع الذي يحظى باهتمام لمدة أسبوع واحد من أصل 36 خلال العام الدراسي لن يعني الكثير لأي شخص".
وبشكل منفرد، قامت عدة أماكن، بينها وست فرجينيا في الأربعينيات وشيكاغو في الستينيات، بتوسيع الاحتفال إلى شهر تاريخ السود.
وقال سكوت إن الحقوق المدنية وحركة القوة السوداء دعت إلى التحول الرسمي من أسبوع تاريخ السود إلى شهر تاريخ السود.
وفي عام 1976، الذي وافق الذكرى الخمسين لبداية أسبوع تاريخ السود، قررت جمعية دراسة تاريخ الأمريكيين من أصل أفريقي التحول إلى شهر تاريخ السود.
الاعتراف الرئاسي
وحظي شهر تاريخ السود بالاعتراف الرئاسي للمرة الأولى عام 1975 عندما أصدر الرئيس جيرالد ر. فورد تكريما لهذه المناسبة ووصف الاعتراف بها بأنه "الأنسب"، حيث طورت البلاد "وعيًا صحيًا من جانبنا جميعًا بالإنجازات التي ظلت غامضة ومجهولة منذ فترة طويلة".
وفي العام التالي، أصدر فورد أول احتفال بذكرى شهر تاريخ السود، قائلاً "يمكننا اغتنام الفرصة لتكريم إنجازات الأمريكيين السود المهملة في كثير من الأحيان في كل المجالات طوال تاريخنا".
وعلى مدار السنوات أصدر كل رئيس أمريكي بدءا من فورد وحتى الرئيس جو بايدن بيانا للاحتفال بشهر تاريخ السود.
وفي عام 1978، قال الرئيس جيمي كارتر إن الاحتفال "يوفر لجميع الأمريكيين فرصة للابتهاج والتعبير عن الفخر بالتراث الذي يضيف الكثير إلى أسلوب حياتنا".
أما الرئيس رونالد ريغان، فقال في عام 1981 إن "فهم تاريخ الأمريكيين السود هو المفتاح لفهم قوة أمتنا".