أسرار الثقوب السوداء "محبوسة" داخل شعيرات.. وهذه طريقة حل الشفرة

الثقوب السوداء هي أجرام سماوية ذات جاذبية هائلة بحيث لا يستطيع حتى الضوء الإفلات من براثنها بمجرد عبوره أفق الحدث، أو نقطة اللاعودة.

توصلت دراسة إيطالية جديدة إلى أن المعلومات المحبوسة داخل الثقوب السوداء يمكن اكتشافها من خلال الشعور بـ"شعيراتها".

• ثقب أسود يهدد الحياة على الأرض.. تحذيرات من "نتائج وخيمة"

والثقوب السوداء هي أجرام سماوية ذات جاذبية هائلة بحيث لا يستطيع حتى الضوء الإفلات من براثنها بمجرد عبوره أفق الحدث، أو نقطة اللاعودة، بما يجعلها تحبس الأسرار في أعماقها ، والتي يمكن إذا تم فك شفرتها إحداث ثورة في فهم الفيزياء.

ولسوء الحظ، اعتقد العديد من العلماء لعقود من الزمن أن أي معلومات تسقط في الثقب الأسود قد تضيع إلى الأبد، لكن بحثا جديدا نشر مؤخرا في قاعدة بيانات " arXiv"، يشير إلى أن موجات الجاذبية قد تحمل همسا خافتا لهذه المعلومات المخفية من خلال الكشف عن وجود "شعيرات" ناعمة على سطح الثقب الأسود.

وتقترح الدراسة طريقة واحدة للعثور على هذه الشعيرات، وهي اكتشاف "الموجات الثقالية"، وهي عبارة عن تموجات في الزمكان (هو دمج لمفهومي الزمان والمكان، فإضافة للأبعاد المكانية الثلاثة التي نعرفها، وهي الطول والعرض والارتفاع، يضاف إليها الزمن كبعد رابع).

وتنبأت النظرية النسبية العامة لأينشتاين بهذه التموجات قبل قرنٍ مضى، وتتولد بواسطة التسارع الناتج عن الأجسام فائقة الكتلة في الكون، فإذا انفجر نجم كمستعر أعظم (سوبرنوفا)، فإن الأمواج الثقالية تحمل الطاقة بعيداً عن الانفجار بسرعة الضوء، إذا اصطدم ثقبان أسودان فإنهما سيسببان هذه التموجات في الزمكان لتنتشر كالتموجات على سطح بركة.

وعلى الرغم من الطاقات الهائلة لهذه الاصطدامات، فإن موجات الجاذبية الناتجة عنها ضعيفة للغاية.

ويقول تقرير نشره موقع "ساينس لايف" في 28 أغسطس/آب أن الباحثين وجدوا أنه من خلال المعلومات التي يوفرها مرصد "ليجو" للأمواج الثقالية في الولايات المتحدة الأمريكية، يمكن الكشف عن هذه الموجات.

 ولاحظ "ليجو"  تداعيات العشرات من تصادمات الثقوب السوداء المحتملة في جميع أنحاء الكون، وتشير هذه الملاحظات إلى احتمالية وجود معلومات إضافية مشفرة على أسطح الثقوب السوداء.

وإذا تمكن الباحثون من إثبات ذلك فلن يحلوا فقط لغزا رئيسيا في الفيزياء الحديثة، ولكن من المحتمل أن يمهدوا الطريق نحو فهم أفضل للجاذبية الكمية، أو النظرية التي من شأنها التوفيق بين النسبية العامة، التي تحكم الكون على نطاق واسع، وميكانيكا الكم، التي تصف الواقع على أصغر المقاييس.