تشادويك بوزمان ينصف الأفرو-أمريكيين بـ"بلاك بانثر"
النجاح الذي حققه الفيلم لم يكن متوقعا، وكما هو الوضع في مثل هذه الحالات؛ فإن هذا النجاح جلب لبطله شهرة واسعة لم يكن ليحققها خلال سنوات.
"لقد اعتدنا على مشاهدة البطل الخارق من أصحاب البشرة البيضاء لدجة أننا بتنا لا نتوقع غير ذلك.. أليس هذا غريبا؟" بهذه الجملة عبر الممثل الأمريكي تشادويك بوزمان، بطل فيلم "بلاك بانثر"، الذي تخطت إيراداته مليار دولار، عن وجهة نظره في فكرة العمل.
قصة الفيلم تدور حول بطل خارق يُدعى "تي تشالا"، يتولى مسؤولية الحكم في مملكة "واكاندا" الأفريقية، يتحتم عليه الدفاع عن أرض بلاده من التمزق بفعل تدخلات أعداء داخليين وخارجيين، ويحظى هذا الملك بقوة وسرعة مذهلتَيْن بفضل جرعةٍ من دواءٍ سحري ورداءٍ مدرع يغطي جسده بالكامل.
وبدأت شركة "مارفل" منذ 10 سنوات تقديم أفلام عن الأبطال الخارقين الذين يظهرون في قصصها المصورة، وكان هناك العديد من الأبطال من أصحاب البشرة البيضاء الذين أسندت إليهم أدوار البطولة، واكتفت الشركة بإسناد أدوار الشخصيات المساعدة في الفيلم إلى ممثلين من أصحاب البشرة السمراء، أو الذين ينتمون لأقليات عرقية، أما في فيلم "بلاك بانثر" قررت الشركة تغيير توجهاتها المعتادة.
الممثل الأسمر تشادويك بوزمان نفسه شارك في فيلم «كابتن أمريكا.. حرب أهلية» كفرد ضمن مجموعة ولم يكن الوضع كما أصبح عليه في «بلاك بانثر». يقول عن إسناد بطولة فيلم "بلاك بانثر" له: "شعور جميل لا أنساه عندما فكرت في أن الوقت حان بالفعل، رحبت بالعمل كثيرا وقلت في نفسي آن الأوان"، حسب حواره لصحيفة "الخليج".
النجاح الذي حققه الفيلم لم يكن متوقعا، وكما هو الوضع في مثل هذه الحالات، فإن هذا النجاح جلب لبطله شهرة واسعة لم يكن ليحققها خلال سنوات، ليس لأن بوزمان ضعيفا في التمثيل أو دخيلا على التمثيل، بل لأنه دائما ما كان يكتفي بأدوار صغيرة في أفلام مستقلة.
ولد بوزمان في مدينة أندرسون بولاية ساوث كارولاينا، وقرر من البداية تحقيق ذاته في عالم التمثيل والكتابة، وبدأ بدراسة الدراما في المعهد البريطاني-الأمريكي في لندن، ثم عاد وكتب مسرحيات نالت إعجاب النقاد في نيويورك.
الخطوة التالية كانت التمثيل للسينما، وهذه الخطوة جاءت عندما وجد لنفسه أدوارا سينمائية محدودة بداية من عام 2008 ثم دورا في فيلم عنوانه "42" عام 2013، وبعد ظهوره في بعض البرامج والمسلسلات التلفزيونية منذ عام2010 حتى عام 2016 تم اختياره لتمثيل دور «بلاك بانثر» في فيلم "كابتن أمريكا.. حرب أهلية".
لم يكن بوزمان يتوقع عند موافقته على الاشتراك ضمن طاقم عمل "كابتن أمريكا-الحرب الأهلية" أنه سيكون أحد أبطال هذه السلسلة بعد فترة قصيرة، لكنه لم ينفِ إدراكه لذلك بعد بدء التصوير، معيدا اعتقاده إلى أن أي ممثل يشارك في فيلم يشبه "كابتن أمريكا" هو مرشح بالفعل لبطولة فيلم منفصل لتجسيد الشخصية نفسها لكن بشكل أكبر، لكنه أكد أيضا أنه لم يكن يعلم أي تفاصيل عن خطة الشركة بإسناد البطولة له فيما بعد.
يقول بوزمان: "ربما كان ظهوري في (كابتن أمريكا) تمهيد جيد، كان عليّ الاعتياد على كيفية العمل في فيلم ضخم، أعتقد أنني لو بدأت تصوير (بلاك بانثر) دون وجودي في (كابتن أمريكا) لواجهت بعض الصعاب في التشخيص، عدا ذلك هناك أدوات لم أكن لأتقنها لولا (كابتن أمريكا) منها الملابس التي كانت تضيق على صدري في (كابتن أمريكا) قبل الاعتياد عليها في (بلاك بانثر)".
اختيارات بوزمان تشير إلى اهتمامه بالأعمال التي تتعاطى مع شخصية الرجل صاحب البشرة السمراء، ونجده يختار فيلمين بعد انتهاء تصوير "كابتن أمريكا" لهما علاقة بأصوله الأفريقية هما "رسالة من الملك" عن رجل من جنوب أفريقيا يصل إلى الولايات المتحدة ليعرف ما الذي حدث لشقيقته الصغرى، و"مارشال"، الذي يروي قصة أول قاضي أمريكي في المحكمة العليا من الأفرو-أمريكيين.
"(بلاك بانثر) يتناول مسألة الهوية الأفريقية، والاستقبال الذي حظي به الفيلم يعد دليلا على أن الرسالة وصلت ليس للسود فقط، بل للبيض أيضا، وليس للأمريكيين فقط؛ بل لكل العالم"، يشرح بوزمان وجهة نظره في القضية التي يناقشها الفيلم.
يستعد بوزمان الآن للجزء الثاني من فيلم "بلاك بانثر" مؤكدا أن قيامه ببطولة جزء ثانٍ لا يعد تنميطا: "التنميط أن تجد نفسك في لون واحد من الأدوار، أن يتم استخدامك لأنك مثلت فيلما كوميديا مرّة أخرى لأن الفيلم نجح، أو مثلت فيلم أكشن فأصبحت مرتبطا بهذا النوع أكثر من سواه، عن نفسي مثلت عدة أدوار، منها شخصيات حقيقية وأخرى خيالية".
يختتم بوزمان حواره مع صحيفة الخليج بالحديث عما استفاده من الفيلم: "تعلمت لهجة جنوب أفريقيا، كان عليَّ أن أشعر بانتمائي إلى أفريقيا وليس إلى أمريكا، هذا دفعني لإجراء فحص DNA وأن أتعلم أكثر عن أفريقيا".