اكتشاف يتيح تشخيص الالتهاب العضلي الليفي بتحليل دم
باحثون أمريكيون وجدوا بصمة حيوية واضحة وقابلة للتكرار في دماء عشرات المرضى الذين يعانون من مرض الألم العضلي الليفي.
عثر باحثون أمريكيون لأول مرة على دليل بأن مرض "فيبروميالجيا" أو الذي يعرف عربيا باسم "الالتهاب العضلي الليفي"، يمكن اكتشافه من خلال عينات الدم، بما يمهد الطريق لإجراء تشخيص بسيط وسريع.
وفي دراسة نشرت، الثلاثاء، في مجلة الكيمياء البيولوجية، أبلغ باحثو جامعة ولاية أوهايو عن نجاحهم في تحديد المؤشرات الحيوية للفيبروميالجيا وتمييزها عن بعض الأمراض الأخرى ذات الصلة.
وقال الباحث الرئيسي كيفين هاكشو، في تقرير نشره موقع الجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة، إن هذا الاكتشاف يمكن أن يكون نقطة تحول مهمة في رعاية المرضى الذين يعانون من عدم تشخيص المرض لتشابه أعراضه مع أمراض أخرى؛ ما يتسبب في تركهم دون رعاية مناسبة أو مشورة بشأن التخلص من الألم المزمن والتعب المصاحب للمرض.
ويصيب هذا المرض العضلات والمفاصل، ويسبب آلاما في جميع أنحاء الجسم، تصل إلى درجة أن لمس الجسم بأصابع اليد يسبب ألما شديدا، ويصاحبه شعور بالإرهاق والتعب دون أن تفعل شيئا يسبب الإجهاد، وعادة ما يصاب من يعاني من هذا المرض بالاكتئاب.
ويعتمد الأطباء في تشخيص هذا المرض حتى الآن على المعلومات التي أبلغ عنها المريض حول العديد من الأعراض ولكن لا توجد أداة واضحة وسهلة الاستخدام لتقديم إجابة سريعة، وهو ما حاولت الدراسة الجديدة تجاوزه.
وقال هاكشو: "لقد وجدنا بصمة حيوية واضحة وقابلة للتكرار في دماء عشرات المرضى الذين يعانون من الألم العضلي الليفي.. وهذا يجعلنا أقرب إلى الكشف عن المرض من خلال فحص الدم أكثر مما كنا عليه من قبل".
وأضاف أنه "على الرغم من أن الألم العضلي الليفي غير قابل للشفاء في الوقت الحالي وأن العلاج يقتصر على التمارين ومضادات الاكتئاب؛ فإن التشخيص الدقيق له فوائد عديدة، ويشمل ذلك استبعاد الأمراض الأخرى، والتأكيد للمرضى على أن الأعراض حقيقية وليست متخيلة، وتوجيه الأطباء نحو التعرف على المرض والعلاج المناسب".
ويمنح عادة المرضى الذين لم يتم تشخيصهم مواد أفيونية، كمسكنات قوية للألم، غير أنه لم يثبت أنها تفيد الأشخاص المصابين بالمرض، كما أكد هاكشو.
واشتملت الدراسة التي قادت إلى هذا الاكتشاف على 50 شخصا مصابا بتشخيص الألم العضلي الليفي، 29 مصابا بالتهاب المفاصل الروماتويدي، 19 مصابا بالتهاب المفاصل العظمي و23 مصابا بمرض الذئبة.
وفحص الباحثون عينات دم من كل مشارك باستخدام تقنية تسمى التحليل الطيفي للاهتزاز، والتي تقيس مستوى طاقة الجزيئات داخل العينة، واكتشف العلماء أنماطا واضحة تميز نتائج عينة دم مرضى فيبروميالغيا عن أولئك الذين يعانون من اضطرابات أخرى مماثلة.
وقال رودريجيز سونا "هذه النتائج الأولية تجعلنا نثق بأننا اقتربنا من المساعدة في تشخيص سريع لهؤلاء المرضى، يما يجعل علاجهم أفضل، فليس هناك ما هو أسوأ من الوجود في منطقة رمادية، حيث لا تعرف أي مرض لديك ".
والخطوة التالية التي سيعمل عليها الفريق البحثي هي تجربة سريرية أوسع، تعتمد على تحليل دم من 150 إلى 200 مريض لمعرفة ما إذا كانت نتائج هذا البحث قابلة للتكرار في عدد أكبر من السكان وأكثر تنوعا.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز