تحليل دم مثير للجدل.. يتنبأ بعمر البشر
الباحثون يقولون إن التحليل الجديد من الممكن أن يساعد الأطباء في تخطيط علاج لمرضاهم بشكل أفضل.
أثار إعلان باحثين توصلوا إلى تحليل دم قالوا إنه يمكن أن يساعد في حساب وقت وفاة البشر قبل 5 إلى 10 سنوات من وقوعها جدلا، حيث قال بعض الباحثين إنه من غير المعروف ماذا سيحدث للمرضى بعد أن يعلموا بتاريخ وفاتهم، فيما اعتبر آخرون أنه قد يساعد في اتخاذ قرار علاجي صائب.
وعادة ما يكون الأطباء قادرين على معرفة ما إذا كان شخص قد يموت بناء على عوامل مرضية مثل ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، ومع ذلك، لم تكن هناك طريقة لقياس مخاطر الوفاة لشخص ما بدقة خلال العقد المقبل من حياته.
وبحسب صحيفة "مترو" البريطانية، أوضح الباحثون من معهد ماكس بلانك لبيولوجيا الشيخوخة الألماني في دراستهم التي نشرت في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" المتخصصة أن تحليل بروتينات ودهون بعينها ومواد أخرى في الدم يمكن أن يساعد على تقدير وقت الوفاة على المدى البعيد، وأكدوا أن التحليل يمتاز بدقة مذهلة تبلغ 83٪ ويمكن استخدامه لتحذير الأشخاص الذين ليس لديهم وقت طويل للعيش، مما يؤدي بهم إلى أسلوب حياة أكثر صحة، وأوضحوا أن التحليل يقيس مستويات "المؤشرات الحيوية" الأربعة عشر في الدم التي تؤثر على فرص خطر الوفاة.
وقام الباحثون بتحليل دماء 44.168 بالغا تتراوح أعمارهم بين 18 و109 أعوام لاستخلاص نتائج دراستهم، وخلال التجربة، توفي 5512 من المشاركين، وبحث الفريق العلمي عن "مؤشرات حيوية" كانت أعلى لدى أولئك الذين عاشوا لفترة أطول واستخدموها لتحديد مخاطر الوفيات.
وتبين للباحثين أن ارتفاع نسبة الجلوكوز أو اللاكتوز يترافق مع تزايد احتمال الوفاة، وأن ارتفاع نسبة تركيز حمض هيستيدين وحمض ليوسين، الأمينيين، أو ارتفاع بروتين ألبومين في الدم، يترافق مع انخفاض احتمال الوفاة.
وفقا للباحثين فإنه من الممكن أن يساعد الاختبار الذي يأخذ في الاعتبار العوامل التي تم رصدها، الأطباء في تخطيط علاج مرضاهم بشكل أفضل، على سبيل المثال عند ضرورة البت فيما إذا كان المريض المتقدم في العمر يتحمل الخضوع لجراحة أو أنه أضعف من ذلك، غير أن فريق الباحثين أكد على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات قبل أن يصبح التحليل قابلا للتطبيق الميداني.
وقوبلت الدراسة بردود فعل متباينة بين الباحثين، حيث رأت أنيتٍّه روجِّه، رئيسة لجنة الأخلاق بمستشفى شليسفيج هولشتاين الجامعي في ألمانيا، أن التنبؤ بوقت الوفاة، ينطوي على تحديات عديدة.
وقالت: "إذ كيف سنمنع أن تأخذ التقديرات الحسابية للموت مكانا مبالغا فيه عند الحديث عن سقف الآمال المعلقة على العلاج؟ كيف سنمنع أن يؤدي الانتساب لمجموعة من الأشخاص الذين أثبت تحليل العلامات الحيوية لهم أنهم أكثر عرضة للموت، للتعرض للتمييز بين المرضى؟"
وقالت الطبيبة الألمانية إنه من غير المعروف أيضا من الذي سيرافق المرضى بعد أن يعلموا بتاريخ وفاتهم، وكيف سنتأكد من تطبيق حق الإنسان في عدم المعرفة، أو الحق في الجهل، وهو الحق الذي يضمن للإنسان ألا يتلقى معلومات قد تكدر عليه حياته؟ وخلصت الخبيرة الأخلاقية، وتابعت: "من الضروري أن يكون تقييم الاستفادة من معرفة تاريخ الوفاة استنادا للعلامات الحيوية المذكورة في هذه الدراسة، سواء اليوم أو كرؤية مستقبلية، تقييما نقديا".
وذكر فلوريان كرونينبِرج، من معهد علم الأوبئة الوراثية في جامعة إنسبروك النمساوية، أن أي خطوة تساعد في اتخاذ قرار علاجي صائب، هي خطوة مرحب بها، مضيفا أن تحسين القدرة على التنبؤ بوقت الوفاة يقترب من اعتماد الطب الشخصي، الذي يصف الدواء للمريض بدقة اعتمادا على خصوصية حالته، وتابع: "ربما تسببت إمكانية الاستعانة بإحدى الخوارزميات لتحديد الدواء المطلوب لمريض ما، في بعض الخوف، ولكن الكثير من القرارات أصبحت تتخذ في الطب اليوم اعتمادا على قدر قليل نسبيا من البيانات".
وتوقع أن تساهم البيانات الأكثر مستقبلا في التوصل لتنبؤات أكثر دقة، ولكن مع مراعاة رؤية المريض وتفضيلاته، مشيرا في الوقت ذاته إلا أن هناك ضرورة ملحة لإجراء المزيد من الدراسات في هذا الاتجاه قبل التطبيق العملي للفكرة.
aXA6IDE4LjE4OC45Ni4xNyA=
جزيرة ام اند امز