هل الهيدروجين الأزرق ليس نظيفًا؟.. بيل جيتس يجيب
في سباق التحول إلى عصر الطاقة النظيفة، تتنافس دول العالم نحو ريادة صناعة الهيدروجين الأزرق. لكن كان للملياردير بيل جيتس رأيًا آخر.
طرق نظيفة لاستخراج الوقود.. شرط رئيسي
وقال الملياردير الأمريكي بيل جيتس إن منتجي الغاز الطبيعي لن يتمكنوا من التحوّل إلى إمداد العالم بالهيدروجين الأزرق إلا إذا تم اكتشاف طريقة نظيفة لاستخراج الوقود.
ويمكن استخلاص الهيدروجين من الغاز الطبيعي، ويطلق عليه اللون "الأزرق" إذا تم التقاط ثاني أكسيد الكربون المنبعث في عملية الإنتاج ومنع دخوله إلى الغلاف الجوي.
وبحسب وكالة بلومبرج، تحاول العديد من البلدان التحول نحو الهيدروجين لإنتاج الطاقة والنقل لأنه لا ينبعث منه ثاني أكسيد الكربون عند استخدامه. لكن لن يتحقق ذلك إلا مع اكتشاف طريقة فائقة النظافة لاستخراج الهيدروجين.
الهيدروجين الأزرق.. طاقة المستقبل أم عبء على المناخ
ويعتبر تنويع مزيج الطاقة جانبًا رئيسيًا في عملية الانتقال في مجال الطاقة. و بالإضافة إلى تسريع امتصاص الطاقة المتجددة وكهربة القطاعات ذات الصلة، ينبغي استكشاف ناقلات الطاقة البديلة بما في ذلك مشتقات الهيدروجين لضمان الانتقال العادل المستدام.
وقد حاز موضوع استخدام الهيدروجين كبديل للطاقة على اهتمام بالغ في الآونة الأخيرة، وذلك في ضوء التشريعات والإجراءات الدولية الرامية نحو نزع الكربون من منظومة الطاقة العالمية لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والحد من ظاهرة تغير المناخ. حيث يمكن استخدام الهيدروجين كوقود في قطاع النقل وفي القطاع السكني والقطاع الصناعي، علاوة على إمكانية استخدامه في قطاع توليد الطاقة الكهربائية.
وهناك عدة طرق لإنتاج الهيدروجين، يستخدم فيها الغاز الطبيعي، إلا أن هذه الطرق يصاحبها إطلاق انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون، ولذا يطلق على الهيدروجين المنتج بهذه الطريقة «الهيدروجين الرمادي». ويمكن التخلص من تلك الانبعاثات عبر تطبيق تقنية اصطياد واحتجاز الكربون (CCS) ويطلق عليه في هذه الحالة اسم «الهيدروجين الأزرق». كما يمكن إنتاج الهيدروجين من عملية التحليل الكهربائي للماء، وإذا كانت الكهرباء المستخدمة في تلك العملية مولدة من مصادر طاقة متجددة كالرياح والطاقة الشمسية، فيعد الهيدروجين في تلك الحالة " هيدروجين أخضر" ولا ينتج عنه بطبيعة الحال أية انبعاثات من غاز ثاني أكسيد الكربون.
ويعد الغاز الطبيعي المصدر المهيمن لإنتاج الهيدروجين عالمياً، حيث يشكل وحده نحو 95% من إنتاجه في الوقت الراهن. ويستخدم الإنتاج الحالي من الهيدروجين في صناعة الأسمدة والكيماويات بشكل أساسي، وفي داخل مصافي التكرير.
ومن مزايا الهيدروجين الأزرق، انخفاض التكلفة التي تبلغ في المتوسط 1.5 يورو لكل كجم، وإذا ما تم تطبيق تقنية اصطياد وتخزين الكربون للتخلص من الانبعاثات الناتجة أثناء إنتاج الهيدروجين من الغاز، قد تصل التكلفة الإجمالية إلى 3.5-5 يورو لكل كجم، وهي أقل بالمقارنة مع تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر الذي تصل تكلفته إنتاجه إلى أعلى من 6 يورو لكل كجم. ولا شك أن توافر الغاز الطبيعي عالمياً بأسعار معقولة في ضوء الوفرة الحالية من الإمدادات يعطي له ميزة تنافسية مقارنة بأنواع الهيدروجين الأخرى، ويشجع الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي.
ولاشك أن الهيدروجين الأزرق سيحقق متطلبات المبادرات الدولية الرامية نحو خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وبتكلفة اقتصادية أقل من الهيدروجين الأخضر الذي تدعمه السياسات الأوروبية بوضوح.
بينما يحذر خبراء -بحسب مجلة "إينرجي ساينس أند إنجينيرينج"- من استخدام الهيدروجين "الأزرق"، بسبب تخزين الكربون. فلن تسير الأمور على خير ما يرام، إلا إذا كان ممكناً "تخزين ثاني أكسيد الكربون على المدى الطويل، بما لا نهاية له، في المستقبل، من دون أي تسرب إلى الغلاف الجوي".
كما أن إنتاج الهيدروجين "الأزرق" يستهلك كمية كبيرة من الطاقة، مع انبعاثات تصدر خلال عمليات التسخين والضغط، فضلاً عن استخدام الغاز الطبيعي كوقود أساسي لتوليد الهيدروجين.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNC41MCA=
جزيرة ام اند امز