عقاب آخر.. الحصار الإسرائيلي يهدد وجود صناعة قوارب الصيد بغزة
صناعة قوارب الصيد في قطاع غزة المطل على البحر الأبيض المتوسط تواجه شبح الاندثار لهذه الأسباب
صناعة قوارب الصيد في قطاع غزة المطل على البحر الأبيض المتوسط والتي تمتد لعشرات السنين، تواجه شبح الاندثار، بسبب مضايقات وتعنت الاحتلال الإسرائيلي
وأمام مرافئ شاطئ القطاع توجد العشرات من قوارب الصيد معطلة لعدم توفر أدوات ومعدات الصيانة، أو ارتفاع أسعارها؛ بسبب حصار الاحتلال.
بأسى، ينظر الصياد أبو محمد الحوش، إلى قاربه المتوقف عن العمل منذ 15 شهرا، نتيجة تعطل المحرك بعد تعرضه لإطلاق نار من البحرية الإسرائيلية، مشيرا إلى أنه يضطر للعمل على قارب صياد آخر؛ حتى يوفر الطعام.
وقال الحوش لـ"العين الإخبارية": إن الاحتلال يمنع إدخال محركات جديدة للقوارب، كما يرفض إدخال مادة الفايبر وغيرها من المواد المستخدمة في الصيانة، وهو الأمر الذي أدى صعوبة الصيانة لأي قارب يتعطل.
الصياد محمد الأقرع، يعاني هو الآخر من ارتفاع أسعار المواد والمعدات التي يحتاجها لصيانة قاربه، وخاصة المحرك الذي يتعطل باستمرار.
وأوضح الأقرع لـ"العين الإخبارية" أنه لا يستطيع شراء أي محرك جديد بسبب ارتفاع سعره في غزة نتيجة منع سلطات الاحتلال دخول محركات القوارب منذ عدة سنوات، مشيرا إلى أن سعر المحرك في غزة بات يصل إلى نحو 9 آلاف دولار،وفق ما ذكر.
وأضاف أنه يجري صيانة مؤقتة للمحرك بنحو 400 دولار كل فترة زمنية محددة، ويكرر ذلك 4 مرات.
ووفق معطيات نقابات الصيد بغزة ، هناك الآن نحو 250 قاربا من نوع "حسكة"، و5 قوارب من نوع "لنش" معطّلة، بسبب عدم وجود قطع غيار لإصلاحها.
وتمنع إسرائيل دخول محركات القوارب، الجيار (ناقل الحركة)، وعشرات المواد الحيوية لغرض الصيانة المتواصلة لمراكب الصيد، بما في ذلك الألياف الزجاجية (الفايبر جلاس)، والكابلات الفولاذيّة، وقطع الغيار، بزعم أنها مواد صالحة للاستخدام العسكري من الفصائل الفلسطينية.
تعطل ورش صناعة القوارب
ويقول زكريا بكر، منسق لجان الصيادين في اتحاد العمل الزراعي، إن قوارب الصيد في قطاع غزة بحاجة إلى مئات المحركات لتعود للعمل.
ويضيف بكر لـ"العين الإخبارية": أن الحصار الإسرائيلي ضرب ورش صناعة وصيانة قوارب الصيد "في مقتل"، مشيرا إلى أنه "كان بغزة 5 ورش لصناعة المراكب الكبيرة لا يوجد منها أي ورشة تعمل الآن؛ وذلك بسبب منع الاحتلال إدخال قطع صناعة المراكب منذ 14 عاما.
وأكد أنه رغم تدخلات دولية وحقوقية لإرغام الاحتلال على إدخال قطع صناعة القوارب إلا أنها لم تنجح في ذلك، لافتا إلى أنه منذ 2012 لم يتم تصنيع أي قارب جديد.
ونوه بأنه حال تعرض أي قارب للتعطل لا يستطيع الصياد إصلاحه لارتفاع تكلفة الصيانة.
ونتيجة لهذا الواقع؛ فإن آلاف الصيادين فى قطاع غزة يعملون بنصف الطاقة في مواسم الصيد، في حين تتعمد بحرية الاحتلال استهداف محركات القوارب لأنها هي الأساس في صناعة المراكب.
أزمات الصيانة
جمال هنية (62 عاما) الذي يعمل في صيانة السفن منذ 40 عاما، أوضح أن الصيانة قبل الحصار على غزة كانت تقوم على استبدال القطع التالفة أو المعطلة، ولكن اليوم لا يوجد قطع غيار ومحركات جديدة، وبالتالي يتم عمل صيانات مؤقتة ومتكررة في السنة الواحدة وبالتالي يزيد العبء على الصياد.
ويؤكد الصياد هشام بكر، مدير جمعية التوفيق لصيادي الأسماك في قطاع غزة، أن استمرار حظر توريد احتياجات الصيادين من معدات الصيد وقطع الغيار اللازمة لإصلاح القوارب المتعطلة، أدى إلى انضمام مئات الصيادين إلى صفوف العاطلين عن العمل.