بوبي مور.. أسطورة صنعت أشهر لقطة في تاريخ منتخب إنجلترا
بوبي مور أسطورة منتخب إنجلترا بطل أشهر لقطة في تاريخ الأسود الثلاثة والتي لم تتكرر رغم مرور 54 عاما عليها.. اقرأ التفاصيل
يظل تتويج منتخب إنجلترا ببطولة كأس العالم 1966 التي استضافها على أرضه يمثل الحدث الأبرز في تاريخ الكرة الإنجليزية عبر تاريخها الطويل، حيث إنه لم يتكرر رغم مرور أكثر من 5 عقود عليه تعاقبت فيها أجيال وأساطير فشلوا في تكرار ذلك الإنجاز.
وباتت صورة القائد بوبي مور، وهو محمول على كتفي زميليه جيف هيرست وراي ويلسون، ويرفع كأس العالم عاليا بيده، مطبوعة في ذاكرة عشاق الكرة العالمية بشكل خاص ومنتخب إنجلترا بشكل عام، حيث تأتي ذكرى ميلاد مور يوم 12 أبريل/نيسان من كل عام، لتذكر الإنجليز بالصورة الأشهر في تاريخهم الكروي.
بداية لندنية
ولد مور في 12 أبريل 1941 في مقاطعة باركينج قرب لندن، وانضم إلى وست هام يونايتد في 1956، وشارك مع الفريق الأول للمرة الأولى في 1958 أمام مانشستر يونايتد مرتديا الرقم 6، ليخوض منذ ذلك الحين 647 مباراة مع المطارق قبل الانتقال لفولهام عام 1974.
وقاد مور وست هام للفوز بكأس إنجلترا عام 1964 وكأس الأندية الأوروبية أبطال الكؤوس في 1965، وهي الكأس القارية الكبيرة الوحيدة في تاريخ النادي، حيث توج فقط بكأس الإنترتوتو عام 1999.
مسيرة مميزة
انضم مور لمنتخب إنجلترا لأول مرة عام 1962، ورغم أنه لم يكن يتمتع بسرعة كبيرة جدا وبنية قوية، فإنه قدم مثالا حيا للمدافع المتميز وغير المفاهيم المتعلقة بقدرات ومهام شاغلي هذا المركز في ذلك الحين.
وقدم مور أداء متميزا من كل الجوانب، وكانت التحاماته دقيقة ويقرأ المباراة وكأنها كتاب مفتوح، ليصبح مثالا يحتذى به للأجيال التالية له، ويحظى باحترام خصومه قبل زملائه.
ومما يوضح ذلك ما قاله عنه أسطورة الكرة الألمانية فرانز بكنباور، في وقت سابق، عندما صرح بأن "بوبي كان مثلي الأعلى، وكنت أتطلع إليه، وكنت فخورا جدا لأنني لعبت في مواجهته".
كما قال عنه أسطورة الكرة البرازيلية بيليه بعد وفاة مور: "لقد فقد العالم شخصية مهذبة، وواحدا من أعظم لاعبي كرة القدم على مر التاريخ".
ولعل صورة العناق الشهير بين بيليه ومور عقب مواجهة منتخبيهما في مجموعات مونديال 1970 بالمكسيك إحدى أشهر الصور في تاريخ كأس العالم، حيث جاءت احتراما للأداء الرائع الذي قدمه قائد إنجلترا أمام أحد أعظم الأجيال في تاريخ البرازيل.
وانتهت المباراة وقتها بفوز راقصي السامبا بهدف وحيد، وكان مور صاحب الفضل الأول في انتهاء اللقاء بهذه النتيجة بفضل تصديه لغارات المنافس الشرسة، ليأتي عناق بيليه المؤثر كتحية وإعجاب بما قدمه المدافع المتألق.
مشاريع فاشلة
بعدما انتهاء مسيرته الحافلة كلاعب، واجه مور العديد من الصعوبات وخاض العديد من المشاريع والتجارب التي فشل أغلبها ولم يحالفه النجاح فيها، ولعل أبرزها تجربته التدريبية غير الناجحة مع فريق ساوثيند يونايتد الإنجليزي، كما خاض عدة تجارب فاشلة في مجال إدارة الأعمال.
واتجه بعدها إلى السينما التي خاض خلالها تجربة وحيدة في فيلم الطريق إلى النصر، كما عمل بالتعليق لفترة وجيزة وعلق قبل وفاته على إحدى مباريات منتخب إنجلترا قبل أن يحرمه القدر من إكمال التجربة.
رحيل مبكر
وكان مور أول لاعب رحل من منتخب إنجلترا الفائز بكأس العالم 1966، حيث جاء ذلك عام 1993، عن 51 عاما بعد صراع مع السرطان.