بويزي.. مدينة أمريكية قصفتها «النيران الصديقة»
في 5 يوليو/تموز 1943، استيقظ سكان مدينة بويزي، في ولاية أوكلاهوما، على قصف بالقنابل استهدف ساحة المدينة.
قصف أثار حالة من الهلع والفوضى، انتابت السكان، الذين ظنوا أن مدينتهم تتعرض لهجوم جوي من طائرات العدو، الجميع يفر من القصف الذي استهدف مرآب وكنيسة وعدة شوارع.
لكن المفاجأة أن القصف لم يكن من طائرات العدو، وإنما بـ"نيران صديقة".
تدريبات أمريكية
في 4 يوليو/ تموز 1943، استعدت مجموعة من الطيارين الأمريكيين لمهمة تدريبية في طائرة "بوينغ بي-17 فلاينج فورتريس"، التي غادرت قاعدة دالهارت الجوية للجيش، في ولاية تكساس.
غادر الطيارون القاعدة بعد حلول الظلام وكُلفوا بالطيران إلى كونلين، في تكساس وإسقاط قنابلهم التدريبية على هدف مُميز بأربعة أضواء، لكنهم لم يصلوا إليه أبدًا.
في حوالي الساعة 12:30 صباح يوم 5 يوليو/تموز، وصل الطيارون إلى ما اعتقدوا أنه الهدف، لكنهم لم يكونوا مدركين أن الملاح ضل طريقه، وقاد الطاقم إلى مدينة بويزي الصغيرة في أوكلاهوما، والتي تبعد 45 ميلاً عن هدفهم.
ازداد الوضع سوءًا عندما ظن الطاقم أن الأضواء الأربعة التي تُحيط بساحة المدينة هي الهدف المُحدد في تكساس.
ولما اعتقد الطيارون أنهم كانوا في الموقع الصحيح، أسقطوا حمولة الطائرة من القنابل، في غارة استمرت حوالي 30 دقيقة، وكادت إحدى القنابل تُصيب شاحنة وقود.
بعد ذلك، أدرك طاقم الطائرة أنهم لم يكونوا فوق تكساس، فعادوا إلى قاعدتهم.
اللافت أن سكان مدينة بويزي، على الرغم من ذعرهم وغضبهم في البداية، إلا أنهم أبدوا سعادتهم بأن بلدتهم كانت موقعًا لمثل هذا الحدث المثير.
نتائج قصف بويزي
لحسن الحظ، لم يسفر القصف عن قتلى أو إصابات، إذ إن طاقم الطائرة كان في مهمة تدريبية، لذا لم يتم تزويدهم بقنابل من شأنها أن تسبب أضرارًا كبيرة، وتم تجهيزهم بدلاً من ذلك بقنابل تحمل أربعة أرطال فقط من الديناميت و96 رطلاً من الرمل.
وإن كان سكان بويزي محظوظين، فإن الطاقم صادف عقابا قاسيا، إذ تم فصل الملاح الذي ارتكب "الخطأ القاتل"، فيما تم تخيير أفراد الطاقم الباقين بين التوجه إلى جبهة القتال أو الخضوع للمحاكمة العسكرية.
وتغاضى سكان مدينة بويزي عن الحادث، ودعوا طاقم الطائرة B-17 إلى العودة للمدينة من أجل الاحتفال بالذكرى الخمسين للحادث، لكنهم جميعًا رفضوا، إما بسبب تردي حالتهم الصحية أو الشعور بالحرج.
aXA6IDMuMTQyLjIwMS45MyA= جزيرة ام اند امز